أكدت استشارية طب عائلة ومنسقة الصحة النفسية في الرعاية الصحية الأولية شريفة بوجيري بأن اضطرابات المزاج (الاكتئاب)، واضطرابات القلق، والاضطرابات المتعلقة بتعاطي المخدرات والكحول والفصام هي الأكثر انتشاراً عالمياً.
وأشارت بوجيري في حديث إلى «الوسط» بأن وبحسب إحصائيات الدخول إلى مستشفى الطب النفسي في البحرين في العام 2009 بلغت حالات الفصام 24.4 في المئة، أما الاضطرابات العقلية والسلوكية بسبب تعاطي الأفيونيات فبلغت 15.5 في المئة، في حين بلغت الاضطرابات الذهانية الحادة والعارضة 12 في المئة، أما فيما يتعلق بالاضطراب عاطفية ثنائية القطب فقد بلغت 11.5في المئة، وبلغت نسبة انتشار الاضطراب اكتئابي المتكرر 7.6 في المئة، موضحة بأن هذه الأسباب تعد الأسباب الرئيسية الخمسة للدخول إلى المستشفى.
ونوهت بوجيري إلى أنه مثلت الزيارات لوحدة علاج الإدمان 16 في المئة من مجمل زيارات العيادات الخارجية، أما في عيادات الصحة النفسية في الرعاية الصحية الأولية فقد شكلت حالات الاكتئاب والقلق والهلع واضطرابات التكيف أكثر الأسباب شيوعاً للتردد على هذه العيادات في العام 2010.
وفيما يتعلق بترتيب دولة البحرين مقارنة بالدول الأخرى بشأن نسبة انتشار الأمراض النفسية فيها فأردفت بوجيري بأن دولة البحرين لا تختلف عن الدول الأخرى في نسبة انتشار الأمراض النفسية، إذ إنه بحسب منظمة الصحة العالمية فإن نسبة الإصابة السنوية في الدول عموماً تتراوح بين 4 إلى 26 في المئة، وترجح المنظمة هذا التفاوت عموماً إلى صعوبة في التشخيص أو التسجيل للحالات بسبب الوصمة الملازمة للاضطرابات النفسية.
أما فيما يخص خطط الوزارة المستقبلية في مكافحة الأمراض النفسية والحد من انتشارها بين المواطنين فقالت «لقد قامت وزارة الصحة باتخاذ عدة خطوات على عدة أصعدة، وذلك لتحسين وتعزيز الصحة النفسية في مملكة البحرين كتكوين لجنة للصحة النفسية في الرعاية الأولية برئاسة الوكيل المساعد للرعاية الأولية والصحة العامة لتقييم الخدمات الحالية، إضافة إلى وضع الخطط والبرامج للنهوض بالخدمات النفسية في الرعاية الأولية في البحرين، مع استمرار التعاون مع الرعاية الثانوية لتوفير الدعم والإشراف، كما تم إضافة برنامج الصحة النفسية (صحة نفسية أفضل) من ضمن البرامج المحققة لأهداف إستراتيجية الرعاية الصحية الأولية مع وضع الخطة التنفيذية للبرنامج».
وأضافت «كذلك تم افتتاح عيادات تخصصية للصحة النفسية بمعدل عيادة لكل منطقة صحية تحت إشراف أطباء من مستشفى الطب النفسي, لمعاينة الحالات المحولة من أطباء العائلة بدل تحويلها إلى مستشفى الطب النفسي وقد تم اتخاذ هذه الخطوات تنفيذاً لتوجهات وتوصيات منظمة الصحة العالمية بدمج الصحة النفسية في الرعاية الأولية لتخفيف العبء وضمان وصول الخدمات للمصابين بالاضطرابات النفسية.
وأكدت بوجيري بأن وزارة الصحة خصوصاً ومملكة البحرين عموماً تعمل على تنفيذ توصيات منظمة الصحة العالمية الداعية لتعزيز الصحة النفسية على دمج مسألة تعزيز الصحة النفسية في السياسات والبرامج الحكومية والقطاعات الأخرى بما في ذلك قطاعات التعليم, العمل, الرعاية الاجتماعية بالإضافة إلى القطاع الصحي من خلال التدخلات المنخفضة الكلفة وذات المردود الكبير في هذا المجال كالتدخلات في مرحلة الطفولة المبكرة (مثل الفحص الدوري للأطفال) أو تقديم الدعم اللازم إلى الأطفال «من خلال برامج بناء المهارات وبرامج تنمية الأطفال والشباب»، إضافة إلى تمكين المرأة في المجال الاجتماعي والاقتصادي، إلى جانب تقديم الدعم الاجتماعي اللازم للمسنين (من خلال توفير المراكز النهارية والمجتمعية الخاصة بالمسنين)، مع توفير الأنشطة الرامية إلى تعزيز الصحة النفسية في المدارس، مع تقديم برامج الوقاية من العنف (مثل خدمات حماية الأطفال والنساء من العنف)، إلى جانب تقديم برامج التنمية الاجتماعية
العدد 3352 - الخميس 10 نوفمبر 2011م الموافق 14 ذي الحجة 1432هـ