العدد 3353 - الجمعة 11 نوفمبر 2011م الموافق 15 ذي الحجة 1432هـ

المضادات الحيوية توصف للأطفال بشكل مبالغ فيه

ذكرت دراسة أميركية أن أطباء الأطفال في الولايات المتحدة يكتبون سنوياً أكثر من 10 ملايين وصفة طبية بمضادات حيوية لا داعي لها لحالات مثل الانفلونزا والربو.

ودرس الباحثون عينة قومية لنحو 65 ألف زيارة في العيادات الخارجية بالمستشفيات للأطفال تحت سن 18 سنة في الفترة من العام 2006 والعام 2008 ونشرت النتائج في دورية طب الأطفال.

وتوصلت الدراسة إلى أن الأطباء وصفوا مضادات حيوية لحالة من كل خمس حالات وأن غالبية الحالات التي وصفت لها المضادات الحيوية كانت لأطفال يعانون من مشاكل في التنفس مثل التهاب الجيوب الأنفية والالتهاب الرئوي.

وأوضحت الدراسة أن بعض هذه الإصابات سببتها بكتيريا تستدعي المضادات الحيوية لكن ربع وصفات المضادات الحيوية تقريباً كتبت لأطفال يعانون من مشاكل في التنفس من المحتمل أو من المؤكد أنها كانت لا تستدعي مضادات حيوية مثل الالتهاب الشعبي والانفلونزا والربو والحساسية.

وقال المشرف على الدراسة بجامعة يوتا في سولت ليك سيتي ادام هيرش: «إن هذا يترجم إلى أكثر من 10 ملايين وصفة مضادات حيوية سنوياً من المحتمل إلا تأتي بنتائج طيبة بل على العكس تحدث ضرراً».

وقال: «أحياناً يكون التشخيص غير الواضح هو أحد أسباب الوصف غير الضروري للمضادات الحيوية وهذا شائع في التهابات الإذن، يتخذ قرار إعطاء المضاد الحيوي على رغم أن التشخيص ليس مؤكداً... لكن من باب الاحتياط فقط».

ونصف المضادات الحيوية الموصوفة هي أدوية «واسعة المفعول» تعمل ضد قطاع عريض من البكتيريا لكنها تقتل أيضاً عدداً كبيراً من البكتيريا الحميدة في الأجسام وربما تجعل الطفل فيما بعد عرضة بشكل أكبر لإصابات وعدوى أشد خطورة لبكتيريا تحصنت ضد المضادات الحيوية.

وتقول المتخصصة في علم الأوبئة في كلية الصحة العامة بجامعة ميشيجان في أن اربور بيتسي فوكسمان: «إن المضادات الحيوية رائعة. هناك أوقات تحتاج إليها حقاً لكن المسألة هي ضرورة استخدام الحكمة عندما نلجأ لاستخدامها».

وأضافت أن «وصف المضادات الحيوية للأطفال عندما لا يكونون في حاجة لها يعزز من خطر العدوى المقاومة للمضادات الحيوية بالنسبة للأطفال أنفسهم والمجتمع ككل».

وأردفت «نحن نرى المضادات الحيوية على أنها مفيدة تماماً لكن المضادات ليست دقيقة بمعنى أنها تصيب كل شيء في جسدك حيث تجعل بعض الجراثيم التي يفترض أن تظل في جسدنا تختفي وهو ما يجعلنا نسبب لأنفسنا مشاكل صحية أخرى لا نعلم عنها شيئاً»

العدد 3353 - الجمعة 11 نوفمبر 2011م الموافق 15 ذي الحجة 1432هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً