العدد 3353 - الجمعة 11 نوفمبر 2011م الموافق 15 ذي الحجة 1432هـ

تفشي جرائم الاتجار بالبشر للسخرة والاستعباد الجنسي

وادي الصدع العظيم (كينيا) - آي بي إس 

11 نوفمبر 2011

قررت أمينة شاكر (اسم مستعار) الهروب من الجفاف والمجاعة في الصومال سعياً وراء حياة أفضل في كينيا المجاورة. فوقعت في براثن الشبكات الإجرامية لتهريب البشر التي يرأسها «المخلص» أو الوكلاء باللغة السواحلية. فأدخلوها كينيا بطريقة غير مشروعة وسرعان ما «باعوها» لدى وصولها.

فقطعت أمينة، بصحبة فتيات أخرى، مسافة أكثر من 1.000 كيلومتر على متن شاحنة وتحت حراسة خمسة رجال، من نقطة تجمع في الصومال إلي مركز «مقايضة» في حي إيستلي في ضواحي نيروبي.

فسردت (أمينة) تفاصيل رحلتها لوكالة (انتر بريس سيرفس): «لم أكن وحدي، كانت معي فتيات أخريات في الشاحنة. وكان بيننا رجل. وقال لنا حراسنا إننا في أمان حتى نصل إلى وجهتنا، فشعرت أنني كنت في أيد أمينة». ولدى وصول الشاحنة إلى مركز الأعمال التجارية الدولية في إيستلي، باعوها لرجل «اشتراها» كمضيفة.

لكن ما حدث لـ (أمينة شاكر) ليس حالة منفردة، فقد تسببت الكوارث الطبيعية والنزاعات المسلحة والمجاعة المدمرة في منطقة القرن الإفريقي في تكثيف عمليات الاتجار بالبشر الإجرامية. فتشير تقديرات منظمة المرأة غير الحكومية الناشطة في مقاطعة غاريسا شمال شرق كينيا، إلى أنه يجري الاتجار أو تهريب 50 فتاة من الصومال إلى نيروبي كل أسبوع في المتوسط.

وقالت مديرة منظمة المرأة هوبي حسين: «إن السيارات التي تنقل ورق miraa (المخدر) من كينيا إلى الصومال عادة ما تعود من الصومال محملة بالفتيات الشابات والنساء لتسليمهن إلى بيوت الدعارة في نيروبي أو شحنهن إلى وجهات أخرى خارج كينيا».

فأكد هذه المعلومة الضابط نائب قائد شرطة محافظة وادي الصدع العظيم وهي كبري محافظات كينيا ايفانتوس كيورا، وأكثرها اكتظاظاً بالسكان. وقال: «يتوافد على هذه المحافظة أكثر من 200 مهاجر غير شرعي، كل أسبوع، من السودان وإثيوبيا وتنزانيا وأوغندا والصومال، عبر أكثر من 400 كيلومتر من الحدود سهلة العبور التي تشاطرها كينيا مع هذه الدول».

ومن جانبها، قدرت المنظمة الدولية للهجرة أنه يجري تهريب أكثر من 10.000 شخص في محافظة الساحل الكينية كل عام. وأفادت المنظمة بأن الأطفال المتاجر بهم من رواندا وتنزانيا وإثيوبيا والصومال وأوغندا يعملون في المنازل ورعي المواشي والدعارة في مختلف أرجاء كينيا.

وقال رئيس الاتصالات في المنظمة الدولية للهجرة جان- فيليب شوزي: «كان عدد اللاجئين في مخيم داداب في 28 سبتمبر/أيلول الماضي يتجاوز 452.000 لاجئ معظمهم من الصوماليين. وهذا التدفق الهائل عقد حركة الأهالي في المنطقة، وزاد من ضعف الناس وتعرضهم للاتجار والتهريب ومختلف وسائل الاستغلال».

في هذا الشأن، استطردت مديرة منظمة المرأة هوبي حسين أن «نيروبي هي السوق المركزية لتوزيع الفتيات إلى أنحاء مختلفة من كينيا وغيرها من البلدان».

وشرحت أن «يجري إرسال العديد من الفتيات من نيروبي إلى مومباسا (المنتجع السياحي الدولي على طول الساحل) حيث يتم تهريب فتيات قاصرات لسياحة الجنس. فيأخذونهن إلى مراكز التدليك أو محلات التجميل، حيث يأتي رجال من مكاتب السياحة والفنادق لاختيار البنات الملائمات للعمل الجنسي في القطاع السياحي».

وأضافت أن «منظمي الرحلات السياحية والعاملين في الفنادق يعملون كوسطاء ويتقاضون 600 دولار مقابل كل بنت يتراوح عمرها ما بين 10 و15 سنوات مقابل بيع معظمهن لتجار الرق الجنسي، في حين يؤخذ الأطفال المهربين إلى الفيلات المنعزلة في مومباسا حيث تزدهر السياحة الجنسية».

وأشار تقرير صدر في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي عن قبل المعهد الدولي للسلام ومركز إفريقيا للحكم المفتوح، إلى أن غالبية ضحايا عمليات الاتجار بالبشر في شرق إفريقيا هم من النساء والأطفال الذين يباعون لممارسة الدعارة أو العمل القسري.

وذكر التقرير أن تجار ومهربي البشر يستغلون مأساة الفقر والجفاف والنزاعات في منطقة القرن الإفريقي لاقتناص فرائسهم وإرسالهم إلى نيروبي وجميع أنحاء العالم تحت وعد الحياة الأفضل.

وقالت المسئولة في إدارة الاستشارة القانونية في منظمة الشفافية الدولية فطومة أسعد: «إن الناس يفرون من معاناة بلدانهم سعياً وراء الاستقرار في مومباسا ونيروبي، وبعضهم في ملاوي وتنزانيا ورواندا وحتى جنوب لإفريقيا».

وأضافت لوكالة «انتر بريس سيرفس» أن «البعض منهم يتطلعون للحصول على عمل أفضل، لكنهم ينتهي بهم الأمر في العمل القسري أو العبودية الجنسية»

العدد 3353 - الجمعة 11 نوفمبر 2011م الموافق 15 ذي الحجة 1432هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً