لا شك في أن مدرب المنتخب الألماني الأول لكرة القدم يواخيم لوف لديه كل الأسباب ليثق في فريقه قبل مشاركته في نهائيات بطولة الأمم الأوروبية المقبلة "يورو 2012" بعد اختتام هذا العام شبه المثالي بالنسبة لألمانيا بالفوز 3/ صفر على هولندا مساء أمس الأول (الثلثاء) في مباراة ودية دولية. فنادرا ما حقق أي منتخب ألماني فوزا كبيرا وصريحا كهذا على جاره، وخصمه اللدود في بعض الأحيان، الهولندي كما حدث في هامبورغ مساء الثلثاء إذ كان آخر فوز كبير لألمانيا على هولندا قبل أمس في العام 1959 بنتيجة 7/ صفر.

ومع احتلال هولندا المركز الثاني بتصنيف الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) للمنتخبات خلف المتصدرة اسبانيا، فقد جاء الفوز الكبير ليدعم الاعتقاد السائد بقوة بأن ألمانيا قادرة على إحراز لقب البطولة الأوروبية في بولندا وأوكرانيا العام المقبل. وسجل توماس مولر وميروسلاف كلوزه ومسعود أوزيل 3 أهداف رائعة لألمانيا ليضمنوا الفوز على المنتخب الهولندي الذي، بعكس ألمانيا، لم يتمكن من تعويض غياب لاعبيه الأساسيين روبين فان بيرسي وأريين روبين ورافاييل فان دير فارت. وقال مدرب هولندا بيرت فان مارفيك: "لم تظهر المباراة مستوانا الحقيقي ولكنها أظهرت الكثير من قوة المنتخب الألماني. وبناء على المباراة يمكن اعتبار ألمانيا أحد أقوى المرشحين للفوز بلقب يورو 2012".

وفي الوقت الذي بدت فيه هولندا مفتقدة للقوة في العمق، تألقت ألمانيا حتى من دون بعض لاعبيها الأساسيين أمثال قائد الفريق فيليب لام (الذي غاب عن المباراة للراحة) أو المصاب باستيان شفاينشتايجر. كما قرر لوف ترك هداف الدوري الألماني ماريو غوميز على مقاعد البدلاء مفضلا الدفع بكلوزه الذي قدم مباراة رائعة لعب فيها أيضا دور قائد ألمانيا في ظل غياب لام. وشارك مهاجم لاتسيو الإيطالي (33 عاما) في صنع أهداف ألمانيا الثلاثة، إذ سجل كلوزه هدفه الـ 63 مع ألمانيا بتسديدة رأسية من متابعة لكرة عرضية رفعها أوزيل، ليصبح كلوزه على مسافة 5 أهداف فقط من معادلة الرقم القياسي لعدد الأهداف الدولية بألمانيا والمسجل باسم النجم الأسطورة جيرد مولر.

وقال لوف في مباراته الـ 75 كمدرب لألمانيا: "كان فوزا مستحقا لأننا رسمنا شكل المباراة طوال 90 دقيقة".

وجاءت هذه المباراة كختام لعام من المنافسات الدولية بالنسبة لألمانيا لم يشهد سوى هزيمة واحدة فقط أمام أستراليا في مباراة ودية دولية في مارس/ آذار الماضي وحقق المنتخب الألماني خلاله 9 انتصارات في 13 مباراة. وأبدى لوف سعادته بتركيبة لعب فريقه الشاب التي تجسدت بقوة في الهدف الثالث لألمانيا الذي سجله أوزيل بعد لعب تمريرتين مزدوجتين سريعتين مع مولر ثم مع كلوزه. ولكن لوف حذر أيضا من المبالغة في بناء الاستنتاجات على نتيجة أمس الأول. وقال: "كنا أفضل من هولندا اليوم، ولكن لا يجب أن يظل الوضع هكذا بالضرورة بعد نصف عام آخر. إنه نصف عام طويل للغاية. يجب أن يضمن اللاعبون احتفاظهم بمستوياتهم بل وتطويرها خلال وجودهم مع أنديتهم".

ويتطلع لوف حاليا لقرعة توزيع مجموعات بطولة يورو 2012 التي ستجرى في العاصمة الأوكرانية كييف في الثاني من ديسمبر/ كانون الأول المقبل واثقا من أن فريقه سيكون من المنتخبات التي ستأمل المنتخبات الأخرى في تجنب الوقوع بمجموعتها عندما يتم توزيع فرق البطولة الـ 16 على أربع مجموعات. وقال لوف: "سنقبل بنتيجة القرعة أيا كانت. لأننا لسنا من الفرق المصنفة فمن المحتمل أن نقع في نفس مجموعة اسبانيا أو هولندا"