العدد 3358 - الأربعاء 16 نوفمبر 2011م الموافق 20 ذي الحجة 1432هـ

غوارديولا ومورينهو يتفقان على «قانون الصمت»

يختلف مدربا ناديي ريال مدريد وبرشلونة الاسبانيين لكرة القدم البرتغالي جوزيه مورينهو والاسباني بيب غوارديولا، في عدة أوجه، كاختلاف الليل والنهار، ولكنهما على الأقل يتفقان على أمر واحد: إحاطة الناديين بقانون الصمت.

وفي عصر التواصل المفرط، قرر ناديا القمة في اسبانيا المضي قدما في عملية «فرض الصمت»، فقد بدأ الاثنان بحرمان الجماهير والصحافيين من حضور التدريبات، ثم حرما وسائل الإعلام من التحدث إلى اللاعبين عقب التدريبات. وأخيرا قرر الناديان منع لاعبيهما من إجراء أي حوارات أو مقابلات مع وسائل الإعلام. يعتبر مدربا الفريقين هما المسئولان المباشران عن هذه القرارات. فقد بدأها غوارديولا في برشلونة ثم سار مورينهو على نهجه في ريال مدريد.

وقالت مصادر بالقسم الصحافي بنادي ريال مدريد لوكالة الأنباء الألمانية (د ب أ): «إنه قرار مفتوح، ربما يستمر لنهاية الموسم». نجح مورينهو وغوارديولا في الوصول إلى أعلى مستويات السلطة والنفوذ داخل ناديهما، ولكنهما لا يستطيعان التقدم لما هو ابعد من ذلك. فهناك دائما حد لكل شيء. وفي هذا الإطار، لا يستطيع حارس مرمى ريال مدريد أيكر كاسياس أن يتحدث إلى الصحافيين المتخصصين في تغطية أخبار ريال مدريد ولكنه يستطيع بالتأكيد أن يناقش أمورا تتعلق بفريقه عندما يكون مع المنتخب الاسباني. وهذا تحديدا ما حدث هذا الأسبوع، عندما لم يواجه قائد ريال مدريد مشاكل في إجراء مقابلات متتالية مع وسائل الإعلام ناقش خلالها أمورا تتعلق بمورينهو وريال مدريد والمنتخب الاسباني أيضا.

وأصبح الحصول على تصريحات من اللاعبين هذه الأيام عن طريق الرعاة الرسميين لهم أسهل كثيرا من الحصول عليها عن طريق الأندية، فمثلا صار مصنع شهير لأدوات الحلاقة، الآن أفضل وسيط بين بعض اللاعبين مثل كاسياس وتشابي ألونسو وبين الجماهير.

ولا يختلف الأمر كثيراً مع شركة ألعاب «الفيديو جيم» التي ترعى نجم برشلونة الأرجنتيني ليونيل ميسي، أو الشركة المصنعة للأدوات والملابس الرياضية التي تتخذ من لاعب برشلونة سيسك فابريغاس نجما لإعلاناتها.

ولكن أفضل مثال على قوة الرعاة هو غوارديولا نفسه.

فعندما تولى تدريب برشلونة أكد أنه لن يجري مقابلات فردية مع وسائل الإعلام.

وجاء هذا القرار تأثراً بعادات مدرب الأرجنتين وتشيلي السابق مارسيلو بييلسا، الذي يحبه غوارديولا كثيراً ويحترمه، ولم يغير غوارديولا رأيه في هذا الأمر طوال السنوات الثلاث التي قضاها مع برشلونة حتى الآن.

ولكن مصرف «بانكو ساباديل» نجح فيما لم ينجح فيه غيره من قبل، فقد حصل على حوار كامل مع غوارديولا أجراه معه الصحافي والمخرج السينمائي ديفيد ترويبا، الصديق الشخصي لغوارديولا، وقام بنشره على الإنترنت ووسائل أعلام أخرى.

وكما يفعل بييلسا، يفضل غوارديولا المشاركة في المؤتمرات الصحافية المطولة التي لا يتهرب خلالها من الإجابة عن أي أسئلة.

وفي هذا الصدد، يبقى غوارديولا مختلفا عن مورينهو الذي يتخير المؤتمرات الصحافية التي سيحضرها وعادة ما يرسل مساعده آيتور كارانكا لمواجهة الصحافيين بديلا عنه في المؤتمرات الصحافية السابقة للمباريات.

ولا يحب رئيس برشلونة ساندرو روسيل التصريحات الإعلامية هو الآخر كما أنه لا يجيدها، ولكنه لم يتمكن هذا الأسبوع من رفض إجراء مقابلة مع قناة «الجزيرة» القطرية امتدت لساعة كاملة، إذ يرتبط برشلونة بعقد رعاية مربح مع مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع «قطر فاونديشن» التي تربطها في المقابل صلات وثيقة مع «الجزيرة».

ويستغل ريال مدريد وبرشلونة صمتهما الإعلامي الاختياري لتدعيم قنواتهما الإعلامية الخاصة عن طريق نشر مقابلات خاصة لمدربي ولاعبي فريقهم على المواقع الرسمية للناديين على الإنترنت وقنواتهما التليفزيونية، ولكن ليس من الغريب أن تفشل هذه المقابلات في تحقيق الصدى المتوقع منها، أو في الوصول إلى الجماهير كلها.

وفي جميع الأحوال، صار الوقت الذي كان الصحافيون يركبون فيه سيارات اللاعبين للحصول على حوارات خاصة أو الذي كان النجوم يمضون خلاله ساعة أو أكثر وهم يمنحون توقيعاتهم لمئات المعجبين عقب التدريبات، أمرا من الماضي السحيق الآن

العدد 3358 - الأربعاء 16 نوفمبر 2011م الموافق 20 ذي الحجة 1432هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً