بدأ الناخبون في أسبانيا التي تعاني اقتصاديا اليوم الأحد الإدلاء بأصواتهم في الانتخابات البرلمانية التي يتوقع أن تدفع بالمعارضة المحافظة وبقوة إلى سدة السلطة.وقال رئيس الوزراء الاشتراكي المنتهية ولايته خوزيه لويس رودريجيز ثاباتيرو وسط هتافات ترحيب وصيحات استهجان من العامة بعد أن أدلى بصوته إن "المستقبل في يد المواطنين". ولا يسعى ثاباتيرو، الذي تعرض لانتقادات حادة بسبب طريقته في معالجة الأزمة الاقتصادية في بلاده، إلى الفوز بولاية ثالثة في الانتخابات التي يتنافس فيها زعيم الحزب المحافظ ماريانو راخوي ضد الفريدو بيريث روبالكابا وزير الداخلية السابق لثاباتيرو.ودعا كلا من روبالكابا وراخوي إلى المشاركة الواسعة من قبل المواطنين في هذه الانتخابات، وهناك مخاوف من تراجع نسب الإقبال بين الناخبين اليساريين. وقال روبالكابا إن أسبانيا تقف أمام "مفترق طرق تاريخي"، بينما أكد راخوي أن الإقبال الكبير سيبعث "برسالة هامة للعالم". وهناك ما يقرب من 36 مليون ناخب يحق لهم التصويت في الإنتخابات، والتي لم تقع خلالها حوادث تذكر. وتوقعت استطلاعات الرأي أن يحقق حزب الشعب بزعامة راخوي فوزا كاسحا في هذه الانتخابات التي تهيمن عليها معدلات البطالة القياسية في أسبانيا والتي وصلت إلى 5ر21%. وتوجد في أسبانيا 4ر1 مليون عائلة جميع أفرادها الفاعلين بدون عمل، وهناك 45% من الأشخاص تحت سن 25 عاما بلا عمل.كما توقف النمو الاقتصادي ومن غير المتوقع نجاح الحكومة في محاولاتها لتخفيض عجز الميزانية إلى 6 في المئة هذا العام بعدما وصل إلى 2ر9 في المئة عام 2010.وفى الوقت نفسه تأثرت تكاليف الاقتراض في أسبانيا بأزمة اليونان وإيطاليا، ما أدى إلى ارتفاعها إلى مستوى يزيد من احتمالية أن يحتاج رابع أكبر اقتصاد في منطقة اليورو إلى برنامج مساعدات دولية عاجلة.وتعهد راخوي بخفض الإنفاق حتى بصورة أكبر مما فعل ثاباتيرو.وأفادت استطلاعات الرأي بأن خسارة الاشتراكيين قد تفيد الأحزاب الصغيرة مثل حزب إيثكريدا يونيدا اليساري المتطرف.وفي إقليم الباسك، تجرى هذه الانتخابات للمرة الأولى بدون تهديد من أعمال عنف انفصالية، منذ وفاة الديكتاتور فرانسيسكو فرانكو عام 1975. ويتوقع أيضا أن يضم البرلمان الجديد حزبا جديدا وهو حزب أمايور اليساري الباسكي الانفصالي، عقب إعلان جماعة إيتا الإنفصالية المسلحة في 20 تشرين أول/أكتوبر إنهاء حملتها من التفجيرات وعمليات إطلاق النار التي استمرت 43 عاما.واكتسبت الحركة الانفصالية غير العنيفة أرضا في الإقليم الشمالي في الوقت نفسه الذي تداعت فيه إيتا، والتي ارتكبت أعمال عنف راح ضحيتها نحو 850 شخصا.وسبقت الانتخابات مظاهرات جديدة نظمتها حركة احتجاج "الشباب غير المتجانس" وتطلق على نفسها لقب الشباب الساخط التي تنتقد نفوذ الأسواق المالية على السياسة.وتدعو بعض التيارات في هذه الحركة المواطنين الأسبان بأن يتركوا البطاقات الانتخابية خاوية دون اختيار مرشح بينما حث آخرون الناخبين إلى اختيار الأحزاب الصغيرة لكسر سيطرة الحزبين الرئيسيين.