اتهم مسئولون أمنيون باكستانيون حلف شمال الأطلسي(ناتو) بقتل 24 جنديا علي الأقل في هجمات لمروحيات على موقعين حدوديين اليوم السبت، في الوقت الذي أشارت فيه مصادر غير رسمية إلى سقوط عدد أكبر من القتلى.وعلقت السلطات إمدادات الناتو إلى أفغانستان احتجاجا على ذلك.ووقع الهجوم قبل فجر اليوم في منطقة "مهمند" وهي إحدى المناطق القبلية الباكستانية السبع التي يتسلل منها مقاتلو حركة طالبان وتنظيم القاعدة إلى أفغانستان لاستهداف القوات التي يقودها الناتو.وذكر متحدث عسكري أن مروحيات الناتو استهدفت الموقعين الحدوديين دون أي استفزاز.وقال المتحدث في بيان ، حمل أيضا إدانة رئيس أركان الجيش الباكستاني، إن 24 جنديا "استشهدوا" وأصيب 13 آخرين. ووعدت قوة المساعدة الأمنية الدولية(إيساف) بإجراء تحقيق كامل.غير أن مسئولا في مقر قوات حرس الحدود شبه العسكرية في بيشاور، عاصمة إقليم خيبر بختونخوا، شمال غربي البلاد قال إن ضابطين آخرين قتلا إلى جانب الـ 24 قتيلا تم تأكيده سقوطهم، مقبل وأصيب أيضا 23 جنديافي الهجوم.وقال الجنرال جون ألن ، قائد قوات إيساف ، إن " هذا الحادث يحظي بأكبر اهتمام شخصى من جانبي ، وإننى ألتزم باجراء تحقيق كامل فيه للوقوف على الحقائق".وأضاف ألن: "أننى ابعث بأخلص التعازي الشخصية لعائلات أفراد قوات الأمن الباكستانية الذين قتلوا أو أصيبوا في الحادث".وتم استدعاء السفير الأمريكي كاميرون مونتر بناء على تعليمات من جانب رئيس الوزراء يوسف رضا جيلاني، لإبلاغه احتجاج إسلام أباد الشديد على ذلك الهجوم "الذي (شنه الناتو وإيساف) دون أن يسبقه استفزاز" طبقا لبيان صادر عن وزارة الخارجية.ويتوقع أن يثير الحادث مزيدا من التوتر في العلاقات بين باكستان والولايات المتحدة، والذي أعقب عملية القتل المثيرة للجدل لزعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن على يد قوات أمريكية خاصة في مدينة آبوت آباد شمال غرب باكستان في 2 أيار/مايو الماضي.وأدان رئيس الوزراء الباكستاني يوسف رضا جيلاني بشدة الهجوم ، قائلا إن الأمر نفذه حلف شمال الأطلسي والولايات المتحدة.وقال مسعود كوثر حاكم الاقليم، والذي يترأس أيضا حكومة مدنية في سبع مناطق قبلية، إنه " هجوم على السيادة الباكستانية ولن يتم التسامح أكثر من ذلك مع تلك الهجمات".وأثارت الغارة الجوية موجة من الغضب في البلاد حيث تتزايد بالفعل المشاعر المناهضة للامريكيين. وأدانت الأحزاب السياسية المعارضة تلك الغارة أيضا.وذكرت قناة "جيو" التلفزيونية الباكستانية أن القائم بأعمال السفير الباكستاني في واشنطن عفت جارديزي قدم احتجاجا قويا لدى وزارة الخارجية الامريكية بشأن الهجوم.وقال مسئول استخباراتي رفض أيضا الكشف عن هويته إن موقع "صلالا" الحدودي يقع على أحد التلال على طول طريق يستخدمه متشددون إسلاميون غالبا ما يدخلون أفغانستان.وذكر جميل خان أحد المسئولين الامنيين البارزين في منطقة خيبر إن شاحنات تقل إمدادات للناتو في أفغانستان جرى منعها من عبور الحدود.وأضاف: "جرى إعادة 150 شاحنة حتى الآن".وقال مسئولون باكستانيون إن مسار إمدادات ثاني يمر عبر مدينة كراتشي الساحلية جنوبي باكستان إلى نقطة عبور في مدينة "تشامان" في إقليم بلوشستان جنوب غربي البلاد، جرى إغلاقه أيضا.