استبعد رئيس الوزراء الباكستاني يوسف رضا جيلاني "العمل كالمعتاد" مع الولايات المتحدة بعد غارة لقوات حلف شمال الاطلسي في أفغانستان تسببت في مقتل 24 جنديا باكستانيا كما هدد الجيش بتقييد تعاونه في الحرب في أفغانستان.
وعقد الحادث الذي وقع يوم السبت على حدود باكستان مع أفغانستان المحاولات الامريكية لتخفيف الازمة القائمة في علاقات واشنطن مع اسلام اباد واشاعة الاستقرار في المنطقة قبل انسحاب القوات الاجنبية من أفغانستان.
وقال رئيس الوزراء الباكستاني لشبكة (سي.ان.ان) التلفزيونية الامريكية حين سئل عما اذا كانت الروابط مع الولايات المتحدة ستستمر " العمل كما هو معتاد لن يحدث. يجب ان نحصل على شيء كبير يرضي أمتي."
وعلى الرغم من ان غارة حلف الاطلسي نجحت في تحويل انتباه المنتقدين عن فشل اسلام اباد في ملاحقة المتشددين فإن تصريحات جيلاني أظهرت غضب الحكومة الباكستانية والجيش والضغوط التي يتعرضان لها من جانب الشعب.
وقال جيلاني "لا يمكن ان تكسب اي حرب دون دعم الجماهير. نحتاج الشعب معنا."
وأضاف جيلاني ان العلاقات ستستمر فقط اذا قامت على "الاحترام المتبادل والمصلحة المتبادلة." وحين سئل عما اذا كانت باكستان تلقى هذا الاحترام قال "في الوقت الراهن.. لا."
وجاءت تصريحات جيلاني بعد يوم من الضغوط من جانب الجيش الذي هدد بتقليص تعاونه في جهود السلام في أفغانستان.
وقال الميجر جنرال أطهر عباس لرويترز أمس "من الممكن أن يكون لهذا عواقب خطيرة على مستوى وحجم تعاوننا."
ولباكستان تاريخ طويل من الروابط مع جماعات متشددة في أفغانستان وهي لذلك في وضع يسمح لها بالمساعدة على التوصل الى تسوية سلمية وهي أولوية في السياسة الخارجية والامنية لادارة الرئيس الامريكي باراك أوباما.
وتعتقد واشنطن ان اسلام اباد بوسعها ان تقوم بدور محوري في جهود اعادة الاستقرار لأفغانستان قبل انسحاب قوات حلف شمال الاطلسي بحلول نهاية عام 2014 وانها لا يمكن ان تستغني عن حليفتها.
وعبرت الولايات المتحدة عن قلقها بشأن الطريقة التي سيؤثر بها هجوم عبر الحدود الذي شنته قوات حلف شمال الاطلسي في أفغانستان وقتل فيه جنود باكستانيون على العلاقات مع باكستان لكنها قالت إن العلاقات تجاوزت اوقاتا عصيبة في الماضي.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية مارك تونر أمس الاثنين "بالطبع نحن قلقون بشأن تأثير هذا الحادث على علاقاتنا مع باكستان."
وقال إن باكستان اوضحت انها ربما لا تحضر مؤتمر بون الاسبوع المقبل والذي يهدف الى تحقيق الاستقرار في افغانستان. وقال تونر في الافادة الصحفية اليومية "نفهم انهم يعيدون النظر."
وقال إن أمريكا تعتقد ان من مصلحة باكستان ان تحضر المؤتمر.
وقال "هذه علاقات تجاوزت انتكاسات كبيرة" وتمكنت على الرغم منها من "المضي قدما".
واجتمع مسؤولو الامن القومي الامريكي في البيت الابيض أمس لمناقشة العلاقات الامريكية الباكستانية بعد الغارة والتي دفعت اسلام اباد الى اغلاق طرق امداد قوات الحلف في أفغانستان ردا على الهجوم الذي كان الأسوأ منذ تحالف باكستان مع واشنطن عام 2001 .
وقالت فرزانه شيخ من برنامج آسيا لمركز تشاتام هاوس في لندن " مررنا بهذا من قبل لكن هذه المرة الامر أكثر خطورة. "الحكومة اتخذت رؤية متشددة للغاية. ليس من الواضح في هذه المرحلة ما يمكن ان تفعله السلطات الباكستانية بخلاف تعليق الامدادات لقوات حلف شمال الاطلسي في أفغانستان."
وقال الجنرال مارتن ديمبسي رئيس هيئة الاركان الامريكية المشتركة أمس الاثنين للتلفزيون البريطاني (آي.تي.في) خلال زيارة للندن ان العلاقات الامريكية الباكستانية في أدنى مستوياتها في التاريخ الحديث لكنها يمكن ان تتعافى.
وصرح بأن الغضب في باكستان مبرر نظرا للخسائر في الارواح لكنه رفض تقديم اعتذار قائلا انه لا يعلم بعد كل ملابسات الحادث وان الجيش الامريكي يجري تحقيقا.
وقال "لهم الحق في ان يكونوا حانقين فلديهم 24 جنديا قتلوا. وقتلوا بأمر من شريك. "أطلب بالقطع منهم الصبر حتى يساعدونا لنعرف ما حدث." وحين سئل عما اذا كان هذا الموقف لا يمكن معالجته قال "لا. لا اعتقد ذلك."