العدد 3374 - الجمعة 02 ديسمبر 2011م الموافق 07 محرم 1433هـ

جامعة الخليج العربي تحتفي بمرور عقد على تأسيس مركز السلطان قابوس للزراعة المتطورة

أعلنت توسعة المشروع لما يزيد على الضعف

السلمانية - جامعة الخليج العربي 

02 ديسمبر 2011

قال الأستاذ المشارك في التربة والري بجامعة الخليج العربي، أسدالله العجمي إن جامعة الخليج العربي تحيي هذه الايام مناسبة مرور عشر سنوات على وضع أركان مشروع إنشاء مركز علمي بحثي متخصص في مجال التقنيات الزراعية المتطورة والزراعة بدون تربة في جامعة الخليج العربي.

وأضاف أن مركز السلطان قابوس حقق طوال عقد من الزمن إنجازات تستحق أن توثق بالتزامن مع الاحتفال بالعيد الوطني العماني وبمرور 41 عاماً على قيام النهضة التي يقودها السلطان قابوس بن سعيد، فالمركز الذي يتخصص في تقنية الزراعة بدون تربة يقف على إيجابيات هذه التقنية التي تتلاءم وظروف المنطقة العربية الخليجية للتغلب على العوامل المعيقة للزراعة جراء ندرة المياه والمد العمراني الذي قلص المساحات الزراعية إلى أبعد الحدود.

وتابع العجمي «على خط مواز، عمل مركز السلطان قابوس طوال السنوات الماضية على إقامة علاقات تعاون مع الجامعات ومراكز الأبحاث العربية والدولية ذات العلاقة وإجراء البحوث العلمية باستخدام تقنيات الزراعة بدون تربة، كما عكف على عقد الدورات التدريبية المتخصصة للكوادر الوطنية الزراعية والاستشارات في دول مجلس التعاون».

وأكد أن «رؤية ورسالة المركز وأهداف إنشائه تتلخص في بروز قطاع زراعي مستدام في دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية كونه قطاعاً رافداً للاقتصاد الوطني ومساهماً في الأمن الغذائي، إذ يعمل المركز على تفعيل رؤيته من خلال المساهمة في جهود دول مجلس التعاون الخليجي لتحقيق تنمية زراعية مستدامة في ظل موارد طبيعية محدودة والعمل على تحويل القطاع الزراعي من قطاع مهدد بالانكماش إلى قطاع متنام باستمرار لرفد الاقتصاد الخليجي وتوفير لفرص عمل للشباب في دول المجلس من خلال توظيف الأساليب والتقنيات الحديثة كتقنيات الزراعة بدون تربة وغيرها».

وأردف «إنشئ المركز في العام 2001 بدعم مباشر من السلطان قابوس الذي رعى فكرة إنشاء مركز علمي بحثي متخصص في جامعة الخليج العربي في مجال التقنيات الزراعية المتطورة والزراعة بدون تربة إيماناً منه بأهمية الحفاظ على الموارد الطبيعية من مياهٍ وأراضٍ صالحة للزراعة على أسس علمية وتقنيات زراعية متقدمة من أجل إدارتها بأسلوب متكامل يضمن استدامتها لصالح الأجيال المقبلة، كونها موارد محدودة في دول مجلس التعاون بسبب الطبيعة الصحراوية وقلة الأمطار. فقدم للجامعة دعماً سخيّاً تمثل في تقديم منحة للجامعة في مجال الاستزراع الصحراوي».

وعن الاستراتيجية التي يعمل وفقها مركز السلطان قابوس للزراعة المتطورة وبدون تربة، قال العجمي: إن «الاستراتيجية الجديدة تركز على إجراء بحوث علمية تطبيقية باستخدام تقنيات متطورة في الزراعة وخصوصاً الزراعة بدون تربة، وتهيئة الفرص للباحثين وطلبة الدراسات العليا لإجراء بحوثهم العلمية بالاستفادة من التسهيلات المتاحة بالمركز، كما يقدم مركز السلطان قابوس الخبرات والاستشارات والدراسات التعاقدية في مجال توظيف التقنيات الحديثة في الزراعة والزراعة بدون تربة، إذ ينظم المركز دورات وورش تدريبية متخصصة بالزراعات المتطورة وبدون تربة لنقل الخبرة المتقدمة إلى الكوادر الوطنية في دول المجلس والدول العربية الأخرى».

ولفت العجمي أن «دول مجلس التعاون من الدول ذات الموارد الطبيعية المحدودة من مياه وأراض صالحة للزراعة بسبب الطبيعة الصحراوية وقلة الأمطار».

وتعتمد هذه الدول في تلبية متطلباتها المائية على الموارد المائية الجوفية بشكل رئيسي ومن ثم مياه التحلية من البحر ذات التكلفة العالية، بالإضافة إلى استخدام مياه الصرف الصحي المعالجة على نطاق محدود. لافتاً إلى أن القطاع الزراعي بدول المجلس يستهلك قرابة ما بين 65 و90 في المئة من هذه الموارد المائية؛ لذلك كان من الأهمية بمكان أن يكون التعامل مع هذه الموارد مبنيا على أسس علمية وتقنيات زراعية متقدمة من أجل إدارتها بأسلوب متكامل وملائم يضمن استدامتها لصالح الأجيال الحالية والقادمة في هذه المنطقة من العالم العربي بشكل عام.

وذكر أن «الجامعة نالت دعماً كريماً من السلطان قابوس، من خلال تبرعه السخي بتقديم منحة للجامعة في مجال الاستزراع الصحراوي دعماً لمسيرة الجامعة وتحقيقاً لأهدافها وتوجهاتها المستقبلية في مجال أبحاث الزراعة الصحراوية، لذلك تم الاتفاق على تسمية المركز باسم «مركز السلطان قابوس لتقنيات الزراعة المتطورة وبدون تربة» إذ باشر المركز نشاطاته في مطلع العام 2002، مبيناً أن تقنية الزراعة بدون تربة تقوم على أساس زراعة المحاصيل الزراعية خارج بيئة التربة؛ لما تعانيه التربة غالباً من فقر في خصوبتها وارتفاع في ملوحتها، وبيئة المناخ الذي يتميز بارتفاع في درجات الحرارة الذي يرفع من كميات البخر والاحتياج المائي، وباستخدام الحد الأدنى من المياه حيث تقترب كفاءة استخدام المياه من الـ 100 في المئة لعدم وجود فواقد تذكر.

و تابع في هذا الأسلوب في الزراعة، تتم زراعة المحاصيل في أوساط زراعية ضمن منطقة محصورة ومقيدة تمنع من تسرب المياه إلى أعماق لا يستفيد منها النبات ويجري تدوير ما يزيد على حاجة النبات من مياه الري بإعادة ضخة إلى النبات. كما يتم تأمين حاجة النبات من العناصر الغذائية عن طريق إذابة تلك العناصر في خزان مياه الري بالتراكيز التي يحتاج إليها النبات.

وبذلك تختلف هذه التقنية عن طرق الزراعة التقليدية في توفير نسبة عالية من المياه اللازمة للري وإنتاج المحاصيل خارج المواسم المعتادة وتحسين الإنتاجية كمّاً ونوعاً، مع إمكانية زراعة معظم أنواع المحاصيل التي لا تسمح الظروف المناخية بدول المجلس إنتاجها بالطرق التقليدية.

وأكد العجمي أن «الجامعة على أتم الاستعداد للمساهمة في تنمية الموارد البشرية من خلال التدريب والتأهيل في مجال تقنية الزراعة بدون تربة والري وغيرها من المجالات ذات العلاقة. وبالرجوع إلى الوراء فقد عقد المركز العديد من الدورات والورش التدريبية في السابق وسيعقد ورشة تدريبية في «أسس وتطبيقات تقنية الزراعة بدون تربة» في الفترة ما بين الأول وحتى الخامس من يناير/ كانون الثاني المقبل. ويرمي التدريب إلى تأهيل المشاركين للقيام باستخدام تقنيات الزراعة بدون تربة، بدءاً من إنشاء البيوت المحمية الخاصة بهذا النوع من الزراعة، وتشغيلها، وتجهيز المحلول المغذي، والأساليب الفنية المثلى للزراعة المحمية، وأنواع المحاصيل الممكن زراعتها، والتعرف على أهم الأمراض والآفات الزراعية التي قد تصيب تلك المحاصيل وكيفية مكافحتها. وقد صُممت هذه الدورة لتناسب الراغبين باستخدام تقنيات الزراعة بدون تربة في زراعة المحاصيل المختلفة (خضراوات، وأزهار قطف، وأزهار موسمية، ونباتات زينة) من المهتمين بالزراعة والفنيين الزراعيين وهواة الحدائق المنزلية والزراعة بشكل عام».

وعن طبيعة المنشآت والتسهيلات المتوافرة بالمركز والمحاصيل التي يجري التركيز عليها ختم العجمي، مبيناً أن المركز يضم أربعة بيوت محمية تم إنشاؤها مع بدء افتتاح المركز في العام 2002/2001 منها ثلاثة بيوت محمية مكيفة بمراوح ووسائد التبريد وتجهيزات للزراعات المتطورة وبدون تربة وبيت رابع عبارة عن بيت محمي تقليدي غير مكيف لاستخدامه لأغراض المقارنة مع البيوت المتطورة في الإنتاجية والاستهلاك المائي وغير ذلك من عناصر الإنتاج. وقد جرى مؤخراً تطوير المركز وتوسيع منشآته حيث تمت إضافة ستة بيوت محمية جديدة بتجهيزات حديثة بهدف توفير البيانات الأساسية المتعلقة بالجدوى الاقتصادية للاستثمار الزراعي باستخدام التقنيات المشار إليها.

وبخصوص المحاصيل التي يجرى التركيز عليها في أبحاث المركز فقد تم اختيار تلك المحاصيل التي تتسم بارتفاع قيمتها السوقية وارتفاع الطلب عليها وخصوصاً أن استخدام التقنيات الحديثة تسمح بإنتاج المحاصيل المختلفة خارج الموسم الزراعي الطبيعي ما يرفع من قيمتها السوقية. كما يجرى التركيز على المحاصيل التي يصعب إنتاجها تحت الظروف الطبيعية بسبب ارتفاع درجة الحرارة ورطوبة الهواء وطبيعة التربة في المنطقة. وكأمثلة على المحاصيل التي أثبتت تجارب المركز جدوى زراعتها، هي: الطماطم الكرزية والفلفل الأخضر والملون والحار والفاصوليا الخضراء والبروكلي والخس (الايسبرك) والفراولة وأنواع مختلفة من الورد والزهور كالجربيرا واليوتسوما والمحمدي وغيرها الكثير من نباتات الزينة. كما يحوي المركز على مجموعة من المختبرات المتخصصة ومجهزة بأحدث الأجهزة العلمية لاغراض التدريب والتحليل

العدد 3374 - الجمعة 02 ديسمبر 2011م الموافق 07 محرم 1433هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً