العدد 3375 - السبت 03 ديسمبر 2011م الموافق 08 محرم 1433هـ

الاخوان المسلمون في مصر يبرزون تمايزهم عن السلفيين

محمود غزلان
محمود غزلان

حرصت جماعة الاخوان المسلمين بعد اعلان تقدمها على بقية الاحزاب في اول انتخابات تشريعية بعد سقوط حسني مبارك، على ابراز تمايزها عن السلفيين الذين تمكنوا من قضم قسم لا يستهان به من الناخبين الاسلاميين، والذين قد يكون لهم دور كبير في تشكيل اي ائتلافات لاحقة.
وحلت جماعة الاخوان المسلمين في الطليعة جامعة 36,62% من الاصوات في الدورة الاولى من الانتخابات التشريعية المصرية، في حين حصل حزب النور السلفي على 24,36%.
وبعد ان كانت جماعة الاخوان المسلمين تهيمن وحدها على التيار الاسلامي في مصر منذ عقود، تجد نفسها اليوم وجها لوجه مع السلفيين الذين كانت نتائجهم غير متوقعة.
ويجري دور الاعادة الاثنين لاختيار 52 عضوا بنظام الدوائر الفردية، اذ لم تحسم الا اربعة من مقاعد هذه الدوائر في الدور الاول الاثنين والثلاثاء الماضيين. وسيشهد هذا الدور منافسة شديدة بين الاخوان والسلفيين وخصوصا في الاسكندرية، مع العلم ان حزب النور السلفي تأسس في شباط/فبراير الماضي مباشرة بعد سقوط مبارك.
وبحصولهم على ربع اصوات الناخبين فاجأ السلفيون كل التيارات السياسية في مصر اكانت اسلامية ام ليبرالية.
وقال محمود غزلان المتحدث باسم الاخوان ان نتيجة حزب النور السلفي "تجاوزت ما كنا نتوقع".
وفي حال تكرست هذه النتائج في المرحلتين الثانية والثالثة حتى العاشر من كانون الثاني/يناير المقبل فان اي تحالف بين الاخوان والسلفيين قد يعطي التيار الاسلامي في مصر اكثرية مريحة داخل البرلمان.
وقال حسن نافع استاذ العلوم السياسية في جامعة القاهرة ان "الاختراق الذي حققه السلفيون يقلب المعادلة داخل المعسكر الاسلامي. وفي حال تحالف الاخوان مع السلفيين فان هذا الامر سيدفع الاخوان الى سلوك اتجاه اسلامي متشدد".
وتابع نافع "الا ان الاخوان قد لا يتحالفون مع السلفيين بل مع ائتلاف وسطي للتمكن من الحكم معه"، مضيفا ان "الاخوان يدركون ان التحالف مع السلفيين قد يكلفهم غاليا".
وتسعى جماعة الاخوان المسلمين الى البروز في مظهر التيار الاسلامي "الوسطي والمعتدل" الذي يتمايز عن السلفيين.
واضاف محمود غزلان "نامل بان يفرق الناس بين مختلف الحركات والا يضعوا جميع الاسلاميين في سلة واحدة".
ويعتبر المحللون ان الاولويات تختلف بين الاخوان والسلفيين.
فالسلفيون متشددون في تمسكهم بتطبيق الشريعة الاسلامية بحذافيرها في حين ان الاخوان يظهرون الكثير من البراغماتية.
ويضيف نافع "هناك فجوة بين الطرفين" مشيرا الى ان السلفيين يعلنون عزمهم على منع الكحول وثياب البحر لدى النساء، في حين ان الاخوان لا يخفون تمسكهم بالعمل على جذب مزيد من السياح، وهو القطاع الذي يعمل فيه نحو عشرة في المئة من اليد العاملة في البلاد.
وبالنسبة الى الملف الاقتصادي، يرى المحللون ان موقف الاخوان في حزب الحرية والعدالة يبدو اقرب الى الليبراليين منه الى اي طرف اخر.
وقد خاض الاخوان الانتخابات متحالفين مع احزاب ليبرالية صغيرة في اطار ما سمي "التحالف الديموقراطي" وقد يواصلون هذا الخط عبر الاتصال باحزاب ليبرالية لتشكيل ائتلاف حكومي واسع.
من جهتهم، يبدو ان السلفيين يحاولون التخفيف من حدة الحذر حيالهم. وبعد ان نقل عن القيادي السلفي عبد المنعم الشخات في تصريحات نشرتها الصحف المصرية ان الديموقراطية "اثم" عاد واوضح ان هذا الامر لا ينطبق على الوضع في مصر.





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً