قبل عشر سنوات من الآن وضعت أركان مشروع إنشاء مركز علمي بحثي متخصص في مجال التقنيات الزراعية المتطورة والزراعة من دون تربة، حيث ولد مركز السلطان قابوس للزراعة المتطورة ومن دون تربة التابع إلى جامعة الخليج العربي ليكون مركزاً علميّاً إقليميّاً متفرداً في المنطقة العربية، في وقت تندر فيه المراكز المتخصصة ذات الطبيعة المشابهة على مستوى الوطن العربي.
وحقق مركز السلطان قابوس طوال عقد من الزمن انجازات تستحق أن توثق بالتزامن مع الاحتفال بالعيد الوطني العماني وبمرور 41 عاماً على قيام النهضة التي يقودها حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم، فالمركز المتخصص في تقنية الزراعة من دون تربة يقف على ايجابيات هذه التقنية التي تتلاءم وظروف المنطقة العربية الخليجية للتغلب على العوامل المعيقة للزراعة جراء ندرة المياه والمد العمراني الذي قلص المساحات الزراعية إلى أبعد الحدود.
على خط مواز، عمل مركز السلطان قابوس طوال السنوات الماضية على إقامة علاقات تعاون مع الجامعات ومراكز الأبحاث العربية والدولية ذات العلاقة وإجراء البحوث العلمية باستخدام تقنيات الزراعة من دون تربة، كما عكف على عقد الدورات التدريبية المتخصصة للكوادر الوطنية الزراعية والاستشارات في دول مجلس التعاون.
إلى ذلك، أكد الأستاذ المشارك في التربية والري في مركز السلطان قابوس لتقنية الزراعة المتطورة ومن دون تربة في جامعة الخليج العربي أسد الله بن أحمد العجمي أن رؤية ورسالة المركز وأهداف إنشائه تتلخص في بروز قطاع زراعي مستدام في دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية كونه قطاعاً رافداً للاقتصاد الوطني ومساهماً في الأمن الغذائي، إذ يعمل المركز على تفعيل رؤيته من خلال المساهمة في جهود دول مجلس التعاون الخليجي لتحقيق تنمية زراعية مستدامة في ظل موارد طبيعية محدودة والعمل على تحويل القطاع الزراعي من قطاع مهدد بالانكماش إلى قطاع متنامٍ باستمرار لرفد الاقتصاد الخليجي وتوفير فرص عمل للشباب في دول المجلس من خلال توظيف الأساليب والتقنيات الحديثة كتقنيات الزراعة من دون تربة وغيرها.
وأضاف يأتي «إنشاء المركز في العام 2001 بدعم مباشر من جلالة السلطان قابوس الذي رعى فكرة إنشاء مركز علمي بحثي متخصص في جامعة الخليج العربي في مجال التقنيات الزراعية المتطورة والزراعة من دون تربة إيمانا من جلالته بأهمية الحفاظ على الموارد الطبيعية من مياه وأراض صالحة للزراعة على أسس علمية وتقنيات زراعية متقدمة من أجل إدارتها بأسلوب متكامل يضمن استدامتها لصالح الأجيال المقبلة، كونها موارد محدودة في دول مجلس التعاون بسبب الطبيعة الصحراوية وقلة الأمطار. فقدم للجامعة دعماً سخيّاً تمثل في تقديم منحة للجامعة في مجال الاستزراع الصحراوي».
وتطرق إلى البدايات؛ فقال: ظهرت في جامعة الخليج العربي - الجامعة الإقليمية ذات المشروع الحضاري التابعة إلى مجلس التعاون لدول الخليج العربية - فكرة رائدة في العام 2001، وهي إنشاء مركز علمي بحثي متخصص في الجامعة في مجال التقنيات الزراعية المتطورة وتقنية الزراعة من دون تربة، لما لهذه التقنية من ايجابيات كبيرة وملاءمتها لظروف المنطقة، لمساهمتها في التغلب على العوامل المحددة للزراعة (المياه والتربة) والتوفير الكبير في استخدام المياه في قطاع الزراعة. وقد نالت الفكرة مباركة وتشجيع من رئاسة الجامعة وخصوصاً أنه لا يوجد أي مركز بحثي متخصص في المنطقة العربية ذي طبيعة مشابهة.
الدعم السخي
وذكر أن الجامعة نالت دعماً كريماً من سلطان عُمان صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم من خلال تبرعه السخي بتقديم منحة للجامعة في مجال الاستزراع الصحراوي دعماً لمسيرة الجامعة وتحقيقاً لأهدافها وتوجهاتها المستقبلية في مجال أبحاث الزراعة الصحراوية، لذلك تم الاتفاق على تسمية المركز باسم «مركز جلالة السلطان قابوس لتقنيات الزراعة المتطورة ومن دون تربة» إذ باشر المركز نشاطاته في مطلع العام 2002
العدد 3378 - الثلثاء 06 ديسمبر 2011م الموافق 11 محرم 1433هـ