تعتقد الجماعات الشعبية، أن الجنَّ يصيب الإنسان بأنواع مختلفة من الأضرار التي تسبب أمراضاً يعجز الأطباء عن علاجها، هذه الإصابات تعرف باسم «لضْرورَة» والتسمية مشتقة من الضرر، وعليه قامت تلك الجماعات الشعبية بابتكار عددٍ من الطقوس «لتتقي بها أخطاراً يُعتقَد أنها تتهدَّد حياة أفرادها منذ لحظة الميلاد وحتى ما بعد الموت؛ إذ يُعتقد بعجز الطب الحديث عن مداواتها، وبأنه ينبغي - لتفادي هذا الإيذاء - القيام ببعض الطقوس لاسترضاء هذه الكائنات، هذه الطقوس التي تختلف خطواتها بحسب كل مرحلة من مراحل دورة الحياة «ميلاد، زواج، موت»، وكذلك بحسب كيفية إصابة الفرد بذلك «الأذى». وتتعدَّد توقيتات هذا الأذى المتصوَّر الذي يمكن أن تُلحقه هذه الكائنات بالأفراد، فهي تنحصر في ساعات الليل، التي يُعتقد أنَّ هذه الكائنات تنشط خلالها، أو في ساعات الظهيرة القائظة ... في الأماكن المهجورة والْخَرِبة وفي مناطق الجَبَّانات أو بقربها ... وإذا كانت طقوس الاسترضاء تجيء لتفادي أخطار يُعتقد بوقوعها بالفعل، فإن طقوساً أخرى تمارسها الجماعة لدفع الضرر المحتمل عند تعرضها لهزَّات عنيفة تهدد توازنها الاجتماعي، وتجبر بعض أفرادها على إتيان المحظور وكسر التابوهات الموروثة». (خضر 2008، ص 9 - 10).
طقوس استرضاء الجن
عادة ما يتم استرضاء الجان بتقديم الطعام لهم، وعادة ما يكون ذلك الطعام مليء بالسكر لاعتقاد العامة أن الجان يحب السكر ويكره الملح، وهناك ثلاثة أنواع من الأطعمة التي تقدم وهي: العذرة والنضوح والبيض. أما العذرة فقد اشتق اسمها من الاعتذار لأنها تقدم كاعتذار منهم للجن، وهي طعام يعمل من الرز والدبس، أو السكر، وتسمى المحمَّر أو البرنجوش (البرنيوش)، أما النضوح فهو بيض مخلوط بالزيت والسكر، أما البيض فهو الأكثر استخداماً؛ إذ يتم كسر البيض مباشرة في الموقع المراد. وعادة يصاحب تقديم الوجبة ترديد جمل مثل «أخدوا هديتكم وأكْفّونا مَضرَتكم» (أي خذوا هديتكم واكفونا ضرركم).
وطقوس الاسترضاء هذه تبدوا أكثر وضوحاً في دورة حياة المرأة فهي تلازمها منذ يوم زواجها، وكذلك تلازم هذه الطقوس المولود الجديد، وسنتتبع هنا بعض المواقف من حياة المرأة والمولود.
مع المرأة الحامل
تناولنا في عدة موضوعات سابقة طقوس تفريق العذرة وتكسير البيض أثناء سبوحة المعرس والعروس وصباح يوم العرس الأول، بعدها تختفي تلك الطقوس وتعود بعد أن يتضح حمل المرأة فتبدأ سلسلة من الطقوس المتبعة والتابوهات الممنوعة ففي الخليج العربي عموماً يُكره «خروج الحامل بعد المغرب؛ بل عندما تخرج عليها بالبسملة كي لا تلحقها الشياطين والجن ... وإذا وقعت المرأة في مكان ما فإنه يتوجب إعداد العذرة ووضعها في المكان التي وقعت فيه ... عدم ضرب القطط وخاصة في الليل ... منع الحامل من أن تسبب الأذى لمجموعة كبيرة من الحيوانات وخصوصاً الأربعين يوماً الأولى وهي مرحلة تخليق الجنين (الفحيل والحمدان 1997، ص 67).
أما في المغرب «عندما تحمل المرأة، يصير لزاماً عليها التزام بعض الاحتياطات من أجل سلامة جنينها وأهم هذه الاحتياطات من وجهة نظر المعتقد الشعبي هي: تجنب الاحتكاك بأماكن تواجد المواد السحرية كمحلات العطارة أو الاحتكاك بالنساء المتعاطيات للسحر، لأن الجنين قد يتأثر سلباً لذلك ويتعرض لتشوهات خلقية أو للموت حتى. ولا ينبغي معاكسة رغبات المرأة الوحمى (التي تتوحم)؛ بل يجب الإسراع بتلبية كل ما تشتهيه نفسها، وإلا فإن من شأن حرمانها (أو حرمان الجنين في الحقيقة) أن يترك آثارا سيئة في الطفل الناشئ، ستخلف علامة على مكان ما من جسمه، ولا تظهر إلا حين يولد، وتسمي العامة تلك العلامة «إمارة (علامة) الوحم» أو التوحيمة وهي تأخذ دائماً شبها قريبا من الشيء الذي حرمت منه الأم». (واعراب: المعتقدات السحرية في المغرب، النسخة الإلكترونية).
مع الأم بعد الولادة
بعد الولادة مباشرة تزداد حدَّة الطقوس والتابوهات؛ إذ تكون المرأة أكثر عرضة للإصابة بضرر الجان، ففي البحرين تتجنب المرأة الوالدة الاستحمام الكامل بعد الولادة ولا تستحم بالكامل إلا بعد اليوم السابع وكذلك الحال في باقي دول الخليج العربي؛ إذ «تحمم المرأة نصفها السفلي فقط خلال الأيام الخمسة الأولى ... ويكون ذلك غالباً بعد العصر؛ إذ تنظف النفساء وتبدل ملابسها ... وتختلف الإخباريات كثيراً بشأن مواعيد حمّام النفساء الرئيس الأول، فيرى بعضهن بعد أسبوع، وترى أخريات أنه يتم في اليوم العاشر - ويسمى حمّام العشرة - وتشير مجموعة من السيدات في دولة قطر لليوم الثاني عشر. وترى مجموعة أخرى أن هناك حمّاماً في اليوم السابع وحمّاماً آخر في اليوم الثاني عشر» (الفحيل والحمدان 1997، ص 115 - 116).
وتقوم بعض الجماعات الشعبية باتباع طقوس معينة لهذا الحمّام وخاصة إضافة قطع الحديد في الماء المستخدم وذلك لدفع ضرر الجن، ففي دولة الكويت تقول إحدى الإخباريات: «تتحمم المرأة بنصفها السفلي ويكون حمّامها الكامل بعد اليوم السابع، ويوضع في الماء الذي تستحم به سدر مع ورق من سعف النخيل مع بمبرة أو برتقال وبعضهم يضع سكيناً أو مسماراً» (الفحيل والحمدان 1997، ص 116).
مع المولود الجديد
الطقس الشائع بين العديد من الجماعات الشعبية هو استخدام أدوات حادّة مصنوعة من الحديد لحماية المولود الجديد؛ فثمة «اعتقاد شائع أن السكّين أو المقص أو غيرهما من الأدوات الحادّة تحرس الطفل فلا تقترب منه الشياطين، ما يحمي الأم أيضاً. ولهذا درجت العادة على أن يقوم بعضهم بوضع السكين أو خلافه تحت وسادة الطفل، كما تنصح الأم بحمل سكين معها أينما ذهبت داخل المنزل. وقد يسكب شخص قليلاً من الماء تحت سرير الطفل، كذلك يعتقد بعض الناس في دولة الكويت أن إلباس الطفل الذكر خلخالاً أو حجلاً من الحديد أو الفضة يكون حماية له من الجن الذي يسكن باطن الأرض. كما يرى آخرون أن إبقاء شمعة مشتعلة طوال الوقت يؤدي إلى النتيجة نفسها» (الفحيل والحمدان 1997، ص 130).
ولا يكتفى بوضع أدوات حديدية تحت وسادة الطفل؛ بل حتى أن قطعاً من الحديد توضع في الماء الخاص لغسل الطفل، ففي مدينة تلعّفر في شمال غرب العرق؛ إذ يذكر علي التلعفري في بحثه عن دورة الحياة في تلعفر: «وليس من المستبعد أن تضع بعض الأسر قطعاً صغيرة من قشور الرمان ... وقطعة حديد وكمية قليلة من الشعير والملح .. في الماء الدافئ المخصص لغسل الطفل مستهدفة من هذا: حفظ المولود من المكاره وطوارق الليل وما أشبه ... بعد هذا يثبت على رأس الطفل قطعة ذهبية أو إبرة ... رغبة في إبعاد الجن عنه لأن يعجز عن مقاومة كل ما هو معدني، كما يوضع تحت رأس الطفل مقص صغير أو سكينة للسبب نفسه» (التلعفري 1986).
ومن الطقوس المتبعة في المغرب، يذكر مصطفى واعراب في كتابه سابق الذكر: «عادة لا يتم إخراج الرضيع من البيت ليلاً، قبل تجاوز عتبة الخطر التي تتحدد في إكماله 40 يوماً من عمره، فخلال الأربعين يوماً الأولى من حياته يكون الطفل من الهشاشة، في مواجهة القوى السحرية التي قد لا تؤثر على الكبار، بحيث إنه يكفي أن يمر طائر البوم (طير الليل) فوق الرضيع أثناء تحليقه الليلي كي يعرض الرضيع لخطر الموت؛ بل حتى طيران البوم فوق ملابس الصغير المنشورة على حبل الغسيل ليلاً، يعتبر كافياً لحصول الأثر الخطير نفسه، فما أن يلبس الرضيع تلك الثياب أو يلف في الخرق التي تخطاها طير الليل، حتى يصاب بالإسهال ويذوي بسرعة، أو يصاب بداء رمد العينين المزمن»
العدد 3379 - الأربعاء 07 ديسمبر 2011م الموافق 12 محرم 1433هـ
استغفر الله
قال تعالي:(لن يصيبنا الا ما كتب الله لناالله مولانا وهو علي كل شي قدير)
حرام
خرابيط فاضيه اقرو قران ةاتحصنو واذكرو الله والاذكار تحصين للنفس
عجيب
كلام فاضي وعاري من الصحه والإيمان بهذه الخزعبلات يصيبك بالوسواس والامراض النفسية فانتبه من مثل هذه المواضيع اخي القارئ
عذرة للسيارة
اذا السيارة جديدة يسوون ليها عذرة