العدد 3379 - الأربعاء 07 ديسمبر 2011م الموافق 12 محرم 1433هـ

رسامو كاريكاتير عالميون يروون «الربيع العربي»

بأقلامهم وأجهزة كمبيوتر نقالة وحس فكاهة يطوّع أكثر الاحداث مأسوية، يروي رسامون من كل انحاء العالم، وعلى رأسهم الفرنسي بلانتو، الثورات العربية... رواية تكلف بعض العرب منهم غالياً.

ويقول رسام الكاريكاتير في صحيفة «لو موند» الفرنسية، بلانتو، متحدثاً إلى وكالة فرانس برس: «كل الرسامين الذين يخاطرون بحياتهم هم نماذج للمقاومة الحقيقية... أعمال المقاومة هذه تغذي فكرنا الذي نحاول أن نعبّر عنه بالرسوم».

ورسوم «المقاومة» هذه عرضها بلانتو في لقاء دعا إليه معهد الإستشراف الاقتصادي للعالم المتوسطي (إيبميد) الذي يتخذ من باريس مقراً، في المعهد العالي للأعمال في بيروت، وهي لرسامين منضوين ضمن جمعية «كارتونينغ فور بيس» (رسوم من أجل السلام) التي أنشئت العام 2006.

أحد هذه الرسوم بقلم بلانتو يصور رسام الكاريكاتير السوري علي فرزات مضمد اليدين وقد حمل قلماً في فمه وهو يقول: «لتحيا الحرية».

وتعرّض فرزات في دمشق في أغسطس/آب الماضي لاعتداء بالضرب المبرح تسبب له بكسر أصابع يديه، وبجروح مختلفة، وهو موجود حالياً في الكويت للمعالجة.

وجاء ذلك إثر نشره مجموعة رسوم ينتقد فيها النظام السوري ورئيسه بشار الأسد.

ويروي بلانتو أنه «قبل يوم واحد من تعرض فرزات للاعتداء، رأيت رسماً له يسخر فيه من بشار الأسد. فاتصلت به وسألته هل رسمت ذلك في دمشق؟ فرد بالإيجاب، وقال إنه لايزال في دمشق. هذه شجاعة نادرة».

شجاعة استحق عليها فرزات جائزة ساخاروف لحرية الفكر التي يقدمها البرلمان الأوروبي وقال فرزات إنه يتقاسمها مع «شهداء الحرية»، وجائزة «صحافيون بلا حدود» التي سيتسلمها خلال أيام في مقر صحيفة «لو موند» في باريس.

وتضامناً مع فرزات، نشر رسامون في كل أنحاء العالم رسوماً تحيي شجاعة الرسام السوري وبينهم ستافرو الرسام اللبناني الذي قال لـ «فرانس برس» إن «رؤية أصابع فرزات المحطمة جعلتنا نثور، كسرت أصابعه لأنه يعمل بواسطتها .. هذا غير إنساني».

وبين الرسوم التي يعرضها بلانتو واحد للرسام الليبي قيس الهلالي الذي جال برسومه الساخرة للزعيم السابق معمر القذافي على كل جدران بنغازي، إلى أن تسبّبت هذه الرسوم بقتله.

ويصور ستافرو الأنظمة العربية رجلاً يجلس على كرسي، والكرسي موضوع على نعش مليء بالجماجم والجثث.

وفي رسم آخر، بشار الأسد يطل من التلفزيون وتخرج رقبته الطويلة من الشاشة، قائلاً: «كل شيء هادىء في سورية»، فيجيب شاب جالس قبالة التلفزيون وعلى حضنه جهاز كمبيوتر نقال «لمعرفة المزيد اذهب إلى فايسبوك أو يوتيوب».

وعلى موقع «كارتونينغ فور بيس» الالكتروني، رسم للكيني غادو حول مصر يصور ضابطاً مزيناً بالأوسمة على بزته العسكرية مكشوف الرأس مع عنوان «مصر تحت مبارك»، ثم ضابط آخر بالبزة نفسها والأوسمة نفسها مغطى الرأس بقبعة عسكرية تصل إلى العينين وعبارة «مصر بعد مبارك»، للدلالة على استمرار الحكم نفسه مقنعاً.

بينما يسخر التونسي «زاد» (نسبة الى آخر حرف في الأبجدية باللغة الفرنسية) من تصدر الاسلاميين نتائج الانتخابات التونسية الأخيرة، فيرسم امرأة أثناء الولادة مع عنوان «أول ولادة لديموقراطية عربية»، وصحافياً يسأل الطبيب «قل لي دكتور، سيكون ملتحياً أو محجبة؟».

ويقول بلانتو «الثورات العربية، يمكن روايتها بألف طريقة. الرسم هو إحداها»، مضيفاً أن «لغة الرسم تسمح بتخطي صعوبات وحواجز كثيرة».

ويتابع «بفضل رسامين من العالم أجمع، تمكنا من نقل عالم يغلي بالثورات بين أوروبا وإفريقيا».

وقبل سنة من الآن، كان تصوير زعيم عربي بالكاريكاتير ضرباً من المستحيل. لكن منذ ديسمبر/كانون الأول 2010، تاريخ اندلاع الثورة التونسية حتى اليوم، سقطت محرمات كثيرة.

فالرسوم الساخرة التي تنتقد الرئيسين السابقين التونسي زين العابدين بن علي والمصري حسني مبارك والزعيم الليبي الراحل معمر القذافي وبشار الأسد والرئيس اليمني علي عبدالله صالح، جالت العالم بواسطة الانترنت خلال الأشهر الماضية.

وقال الممثل العام لايبميد جان لوي غيغو معلقاً على عرض الرسوم: «كلما كان الوضع مأسوياً كلما وجدت السخرية طريقة لتحويله إلى كوميديا».

وأضاف غيغو الذي يهتم معهده بتنمية التعاون الاقتصادي بين أوروبا والدول العربية «ستكون هناك ديموقراطية على جانبي المتوسط، وسنبني المستقبل معاً»

العدد 3379 - الأربعاء 07 ديسمبر 2011م الموافق 12 محرم 1433هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً