حذرت منظمات المجتمع المدني وغالبية الدول الـ 193 المشاركة في مؤتمر الأمم المتحدة بشأن التغيير المناحي في دوربان، من أن الولايات المتحدة أصبحت تشكّل حجر عثرة أمام إحراز تقدم في المفاوضات الجارية بشأن وضع نظام دولي جديد للمناخ.
وأكّدت سيلين شارفيريات، من منظمة أوكسفام الدولية، أن «موقف الولايات المتحدة يقود العالم إلى ارتفاع الحرارة ثلاث أو أربع درجات مئوية، وهو ما سيكون مدمِّراً لفقراء العالم». وشرحت أن واشنطن «تقترح مدة 10 أعوام كمهلة من دون تحديد أية أهداف جديدة لخفض الانبعاثات، حتى بعد العام 2020».
وكانت واشنطن قد التزمت في الدورة الـ 15 لمؤتمر الأمم المتحدة للتغيير المناخي في كوبنهاغن بخفض انبعاثاتها بنسبة 17 في المئة مقارنة بالعام 2005، وذلك بحلول العام 2020، وهي النسبة التي تقل كثيراً عن المتفق عليه كحد أدني؛ أي أن تقلص الولايات المتحدة وجميع الدول الصناعية انبعاثاتاتها من الوقود الأحفوري بنسبة 25 في المئة إلى 40 في المئة بالمقارنة بنسب العام 1990.
يذكر، أن العلماء قد حذروا مراراً من أن الانبعاثات العالمية ستبلغ ذروتها بحلول منتصف العقد، ثم تنخفض كل عام بعد ذلك. لكن المفاوض الأميركي، جون بيرشينغ، أكد أن تعهد كوبنهاغن للحد من الإنبعاثات يكفي حتى العام 2020. بيد أن مدير عام الصندوق العالمي للطبيعة، جيم ليب، قال: «هناك فشل كبير للطموح. فلا شيء مما هو موجود هنا سيمكننا من حل مشكلة تغير المناخ الكارثية». وأضاف أن الولايات المتحدة قد عانت بالفعل من الخسائر القياسية الناجمة عن الظروف المناخية القاسية هذا العام والناجمة عن الاحترار بنسبة مجرد 0.8 في المئة فقط.
وشدَّد على أنه «إذا كانت الولايات المتحدة لن تعتدل في موقفها هذا، فلا بد لها من التنحى جانباً».
وردَّد وجهة النظر هذه كومي نايدو من منظمة السلام الأخضر (غرين بيس) الذي قال أيضاً: «يجب على المندوبين أن يصغوا إلى الشعوب (...) لا لمصالح معيَّنة لمؤسسات الأعمال».
من جانبه، طلب المندوب الممثل لكتلة البلدان الأقل نمواً، با عثمان جارو، من الولايات المتحدة التنحي جانباً، والتوقف عن عرقلة التقدم في ما تبقى من الأسبوع الأخير للمؤتمر.
ستيفن ليهي
وكالة إنتر بريس سيرفس
العدد 3384 - الإثنين 12 ديسمبر 2011م الموافق 17 محرم 1433هـ