تأهل منتخبنا الوطني لكرة القدم إلى المباراة النهائية لمسابقة كرة القدم بدورة الألعاب العربية الثانية عشرة بعد فوزه الرائع والمستحق على حساب منتخب فلسطين بثلاثة أهداف مقابل هدف، في المباراة التي أقيمت بينهما مساء أمس على استاد ثاني بن جاسم بنادي الغرافة في الدور قبل النهائي من المسابقة.

وسجل منتخبنا هدف التقدم عن طريق المهاجم محمد الطيب في الدقيقة (5) من زمن الشوط الأول، فيما سجل الهدف الثاني سلمان عيسى في الدقيقة (44) من الشوط نفسه، بينما جاء الهدف الثالث بإمضاء اللاعب محمود عبدالرحمن (رينغو) في الدقيقة (58) من زمن الشوط الثاني.

أدار اللقاء طاقم تحكيم دولي مكون من حكم الساحة اللبناني أندريه حداد، والحكم المساعد الأول السوداني علي وليد والحكم المساعد الثاني العراقي تركي حسين.

وسيلعب منتخبنا في المباراة النهائية يوم الجمعة 23 من الشهر الجاري والذي ستختتم خلاله فعاليات الدورة التي تستضيفها العاصمة القطرية (الدوحة).

وبهذا الفوز الثمين الذي ظفر به الأحمر فإنه ضمن خطف إحدى الميداليات الملونة سواء الذهبية أو الفضية في حال حقق المركز الأول أو الثاني، ليفوز بأول ميدالية ملونة في تاريخ مشاركاته بدورة الألعاب العربية.

هدف مبكر

شهد الشوط الأول أداءً فنياً رتيباَ في مجمل فتراته، ونجح منتخبنا في تسجيل هدف مبكر في الدقيقة الخامسة عن طريق كرة ثابتة من محمود عبدالرحمن تلقاها المهاجم محمد الطيب وسددها رأسية في مرمى المنتخب الفلسطيني.

وكان منتخبنا هو الأفضل من الناحية الفنية لسيطرته على الكرة وانتشاره الجيد في الملعب، إضافة إلى التزامه بالتنظيم الدفاعي والهجومي، بينما اتسم لعب فلسطين بالاندفاع البدني والحماس المفرط ما أدى إلى احتساب الحكم الكثير من الأخطاء ضده.

ولاحت أولى الفرص لمنتخب فلسطين في الدقيقة 15 عندما سدد اللاعب إسماعيل عمور ركلة حرة ثابتة من خارج منطقة الجزاء لم تجد من يتصدى لها أمام الحارس محمد سيدجعفر.

وانحصر اللعب طوال الـ 25 دقيقة في وسط الملعب دون أي فاعلية تذكر من قبل الطرفين.

ومن هجمة مرتدة، تلقى المهاجم الفلسطيني أشرف الفواغرة كرة طويلة أمام مرمانا منفرداً لكنه أعيق من قبل الحارس محمد سيدجعفر ليحتسب حكم المباراة ركلة جزاء لصالح فلسطين تصدى لها الفواغرة وسددها في مرمى جعفر بكل هدوء محرزاً هدف التعادل في الدقيقة 40 لتصبح النتيجة 1/1.

ولم يهنأ منتخب فلسطين بهدف التعادل، إذا نجح منتخبنا في تسجيل هدف التعادل في الدقيقة 44 عندما توغل محمود عبدالرحمن في منطقة جزاء فلسطين واستطاع الاحتفاظ بالكرة على رغم أنه كان محاطاً بأربعة لاعبين ومررها لسلمان عيسى الذي سددها في مرمى الصيداوي محرزاً هدف التقدم لينتهي الشوط الأول بنتيجة 2/1.

سيطرة بحرينية

الشوط الثاني شهد سيطرة بحرينية مطلقة في أغلب فتراته، اذ تراجع أداء المنتخب الفلسطيني بشكل كبير، وشكل منتخبنا خطورة كبيرة على مرماه، أثمرت عن تسجيل الهدف الثالث في الدقيقة (58) عندما سدد اللاعب محمود عبدالرحمن كرة عرضية طويلة من جهة اليسار أبعدها المدافع الفلسطيني محمد المصري في مرماه بالخطأ لترتطم بالقائم وتتجه نحو الحارس، إلا أن حكم المباراة احتسبها هدفا على اعتبار أن الكرة دخلت بكامل محيطها في المرمى وهي في الهواء.

وأجرى مدرب فلسطين جمال محمود أول تغيير في المباراة بالدقيقة 63 حين أخرج المدافع الذي تسبب بالهدف الثالث محمد المصري ليشرك أحمد محمد بدلا له، أما منتخبنا فقد أجرى هو الآخر تبديل آخر في الدقيقة (74) بإخراج المهاجم إسماعيل عبداللطيف وإدخال سامي الحوسني.

وحاول المنتخب الفلسطيني تقليص النتيجة إلا أنه واجه تكتلا دفاعياً في ناحية العمق، ولذلك اعتمد في غالبية هجماته على الأطراف، وحصل على ركلة حرة ثابتة من جهة اليمين نفدها حسام أبوصلاح شكلت خطورة كبيرة على مرمانا لكن عبدالله عمر أبعدها ببراعة كبيرة، كما سدد اللاعب علي الخطيب كرة خطيرة في حدود منطقة الجزاء بالدقيقة 81 أبعدها الحارس سيدمحمد جعفر.

وواصل منتخبنا ضغطه الهجومي، اذ تلقى اللاعب سامي الحوسني في الدقيقة 85 كرة طويلة من وسط الملعب وانفرد بحارس فلسطين لكنه سدد الكرة فوق العارضة. وعلى رغم المحاولات الفلسطينية لهز شباك مرمانا إلا أنها باءت جميعاً بالفشل ليخرج منتخبنا بفوز ثمين.

تايلور: استفدت من ودية فلسطين والنرفزة أعادتنا للتعادل

أكد مدرب منتخبنا الوطني لكرة القدم بيتر تايلور أنه استفاد كثيرا من المباراة الودية التي خاضها أمام المنتخب الفلسطيني قبل انطلاق دورة الألعاب العربية، منوها إلى أنه درس المنتخب الفلسطيني من الناحية الفنية من خلال هذه المباراة بالذات، مؤكدا في الوقت ذاته بأن المستوى الفني الذي قدمه المنتخب أقل مما قدمه أمام العراق، مشددا على أنه جهز المنتخب فنيا ليلعب أمام فلسطين بالأسلوب الذي انتهجه أمام العراق.

وقال بيتر تايلور أن النرفزة غلبت على أداء لاعبي المنتخب بعد تسجيل الهدف الأول، مضيفا «سجلنا الهدف الأول من كرة ثابتة اعتاد عليها اللاعبون في التدريبات، وجاء الهدف الثاني لسلمان عيسى في الوقت المناسب وأعاد الاتزان للمنتخب بعد هدف التعادل الفلسطيني».

ورفض تايلور الحديث عن المبالغة في العودة للمناطق الخلفية بعد الهدف الأول الأمر الذي سمح للفلسطينيين بتسجيل التعادل، ورد قائلا «لا أنتهج الدفاع ولا بد من تغيير وجهة نظرك!».

وأشاد بيتر تايلور بأداء المنتخب الفلسطيني مؤكدا على أنه فريق يلعب كرة قدم جيدة، وعن الهدف الثالث علق قائلا: «موقعي لا يسمح لي بالتأكد إذا ما كان هدفا صحيحا أو لا، أتمنى أن يكون صحيحا، في كرة القدم تحتاج للحظ أحيانا لكي تفوز، كما حدث في مباراة العراق، له ركلة جزاء لم تحتسب وكانت في صالحنا».

وعن النهائي ورؤيته لحظوظ المنتخب، قال: «سنواجه منتخبا قويا أيا كان، أتمنى أن تصل مباراتهما للأشواط الإضافية حتى يأتينا الفائز مرهقا!».

ورفض مدرب منتخب فلسطين جمال محمود تحميل حكم المباراة مسئولية الخسارة باحتساب الهدف الثالث المثير للجدل، وقال: «الأخطاء التحكيمية جزء من اللعبة، الحكم المساعد لم يكن في وضع مناسب لتحديد ما إذا كانت الكرة قد عبرت، كنا في ذلك الوقت قريبين من إدراك التعادل».

وأضاف «قدمنا مباراة جيدة من الناحية التكتيكية، تأثرنا بغياب عدد من اللاعبين، قرأنا البحرين بشكل كامل وهيأنا اللاعبين جيدا لمواجهة البحرين، ولكننا لم نوفق، بخلاف الفرص السهلة التي أضعناها».

وقال جمال محمود بأن ما حققه المنتخب خلال الألعاب العربية يعتبر إنجازا قياسا بالظروف التي تعاني منها البلد (فلسطين)، مبديا أسفه في عدم التوفق في تحقيق نتيجة إيجابية أمام البحرين ليكون العرس هناك عرسين، الإفراج عن الأسرى والوصول للنهائي العربي، مؤكدا أن المنتخب الفلسطيني سيقاتل من أجل الميدالية البرونزية