العدد 3395 - الجمعة 23 ديسمبر 2011م الموافق 28 محرم 1433هـ

قادة العراق يلغون «اجتماعهم الطارئ» وواشنطن تدعوهم للوحدة

عمال نظافة يزيلون مخلفات هجوم ضرب بغداد
عمال نظافة يزيلون مخلفات هجوم ضرب بغداد

ألغي الاجتماع الطارئ الذي كان من المقرر أن يجمع أمس الجمعة (23 ديسمبر/ كانون الأول 2011) قادة الكتل السياسية العراقية غداة يوم دام قتل فيه العشرات بينما كثفت الولايات جهودها لدفع البلاد نحو احتواء الأزمة السياسية المستجدة.

وقال المستشار الإعلامي لرئيس البرلمان إيدن حلمي في تصريح لوكالة «فرانس برس» إن «الاجتماع الذي كان من المقرر عقده الجمعة تأجل ولم يحدد حتى الآن أي موعد جديد له بسبب فترة الإجازات المقبلة». وأوضح أن «أسباباً أمنية تقف وراء التأجيل إذ أن أعضاء مجلس النواب تحدثوا عن صعوبة المجيء إلى بغداد من محافظات أخرى في ظل الظروف الأمنية الحالية».

من جهته قال مصدر برلماني إن التحالف الوطني أكبر كتلة برلمانية بزعامة رئيس الوزراء نوري المالكي «اشترط أن تعلق قائمة العراقية مقاطعتها للبرلمان والحكومة حتى يشارك في الجلسة». وذكر أن «عدم حضور أعضاء التحالف الوطني يبطل الحاجة لعقد الاجتماع لأن المشكلة الأساسية هي بين هذا التحالف والقائمة العراقية (82 نائباً من بين 325)» بزعامة رئيس الوزراء السابق إياد علاوي. وتابع «نحن متأكدون من أن التحالف الوطني لن يحضر، لذا فإنه لن يكون هناك أي اجتماع».

وكانت رئاسة البرلمان أعلنت أمس الأول (الخميس) في بيان أنها قررت عقد اجتماع طارئ لقادة الكتل النيابية في مبنى مجلس النواب بهدف «تدارك الوضع الأمني والسياسي والتنسيق مع السلطة التنفيذية لمعالجة التطورات الحاصلة». وجاء ذلك عقب مقتل 67 شخصاً على الأقل وإصابة العشرات بجروح في سلسلة هجمات بعوبات ناسفة وسيارات مفخخة هزت العاصمة بغداد الخميس، إضافة إلى هجمات في مناطق أخرى.

ووقعت هذه الهجمات وهي الأخطر منذ مقتل 78 شخصاً بتفجيرات مماثلة في مناطق مختلفة في أغسطس/ آب الماضي، بينما يشهد العراق أزمة سياسية حادة على خلفية إصدار مذكرة توقيف بحق نائب الرئيس طارق الهاشمي المتهم بالإشراف على فرق موت.

وتمثل قضية الهاشمي أحد فصول هذه الأزمة السياسية المستجدة، إذ إن قائمة «العراقية» التي يدعمها الهاشمي أعلنت من قبل تعليق مشاركتها في جلسات البرلمان والحكومة (9 وزراء). وهذه أول سلسلة هجمات كبيرة تهز العراق منذ اكتمال الانسحاب العسكري الأميركي يوم الأحد الماضي بعد نحو 9 سنوات من اجتياحه.

وقد حذر طارق الهاشمي في بيان أمس من أن «استهداف مناطق محددة مؤشر خطر يكشف عن مخطط إرهابي يدفع باتجاه فتنة طائفية»، في إشارة إلى أن معظم الهجمات وقعت في مناطق شيعية. وفي تصريحات لمجلة «فورين بوليسي» الأميركية اتهم الهاشمي الموجود في إقليم كردستان الشمالي والذي تطالب الحكومة المركزية بتسليمه للقضاء، المالكي بأنه يتصرف على غرار صدام حسين.

وقد تظاهر المئات من سكان مدينتي الرمادي (100 كيلومتر غرب بغداد) وسامراء (110 كيلومترات شمال بغداد)، اللتين تسكنهما غالبية سنية، عقب صلاة الجمعة أمس دعما للهاشمي. ورفع المتظاهرون لافتات تستنكر مذكرة الاعتقال بحق الهاشمي، واصفين إياه بالشخصية الوطنية، بحسب ما أفاد مراسلو «فرانس برس».

وفيما تتخذ الأزمة العراقية منحى أكثر تعقيداً، كثفت الولايات المتحدة جهودها سعياً وراء دفع البلاد نحو احتواء التطورات الأمنية والسياسية التي باتت تهدد التوافق السياسي الهش. وواصل رئيس أركان الجيش الأميركي الجنرال رايموند اوديرنو لقاءاته مع المسئولين العراقيين، في زيارة تأتي عقب جولة مماثلة أجراها مدير وكالة الاستخبارات المركزية الجنرال ديفيد بترايوس هذا الأسبوع.

وأعرب اوديرنو خلال لقائه رئيس البرلمان العراقي أسامة النجيفي عن «قلقه حيال الأحداث الدامية التي ألقت بظلالها على المشهد السياسي العراقي والتي قد تؤثر سلباً على مسار التحولات الديمقراطية في البلاد»، بحسب بيان لمكتب النجيفي.

في موازاة ذلك، أعلن مكتب الرئيس العراقي جلال الطالباني أنه تلقى اتصالا من نائب الرئيس الأميركي جوزف بايدن أبلغه فيه أنه كلف السفير الأميركي «بمزيد من التعاون لإنجاح المساعي التي يبذلها» الطالباني لحلحلة الأزمة الحالية.

وفي واشنطن، دعا البيت الأبيض القادة العراقيين إلى «الوحدة»، بينما اعتبرت وزارة الخارجية الأميركية أن الأحداث الأخيرة «تبرز أهمية أن يتصرف قادة العراق بسرعة لحل خلافاتهم ولكي يتقدموا كحكومة موحدة تمثل الجميع».

أمنياً، أعلن مصدر في شرطة كركوك أن «صاروخي كاتيوشا سقطا على قاعدة مطار كركوك» التي تتخذها القنصلية الأميركية مقراً لها، علماً أن الموقع ذاته سبق وأن استهدف قبل أيام بثلاثة صواريخ

العدد 3395 - الجمعة 23 ديسمبر 2011م الموافق 28 محرم 1433هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً