العدد 3395 - الجمعة 23 ديسمبر 2011م الموافق 28 محرم 1433هـ

العلاقات الفرنسية التركية إلى أين؟

تشهد العلاقات بين باريس وأنقرة تدهوراً جديداً بعد تبني قانون حول «الإبادة» الأرمنية بدعم من الرئيس نيكولا ساركوزي في خطوة اعتبرها خبراء «خياراً كارثياً» نظراً إلى الملف السوري الشائك.

وقد جمدت أنقرة الخميس تعاونها العسكري والسياسي مع باريس بعيد تبني الجمعية الوطنية قراراً يعاقب إنكار الإبادة الأرمنية في 1915 التي لا تعترف تركيا بحصولها.

واستدعي السفير التركي في فرنسا إلى تركيا، وعلقت الزيارات الثنائية وألغت أنقرة المناورات العسكرية المشتركة مع فرنسا.

وفي تصريح لوكالة «فرانس برس»، قال فيليب مورو ديفارغ الخبير في المعهد الفرنسي للعلاقات الدولية «أذهلتني حماقة قادتنا وستؤدي إلى خلاف دائم لأن تركيا اليوم تتمتع بالقوة في مجالات عدة»، مذكراً بالأهمية السياسية والاقتصادية التي يتمتع بها اليوم هذا البلد الناشئ الذي بلغ ذروة ازدهاره.

وأضاف «انها مسألة سيئة جداً ستخلف عواقب» حتى لو أهمل مجلس الشيوخ الفرنسي في وقت لاحق هذا القرار.

ويشاطره وجهة النظر هذه ديدييه بيون الخبير الآخر في الشئون الدبلوماسية في معهد العلاقات الدولية والاستراتيجية.

وزار وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه تركيا قبل شهر وشدد على «أهمية اتخاذ مبادرات مشتركة» حول سورية. وأضاف هذا الخبير أن «العلاقات ستشهد تدهوراً في الأسابيع أو الأشهر المقبلة».

ووجه الخبراء انتقادات إلى الرئاسة الفرنسية التي كانت قادرة على سحب فتيل الأزمة من خلال أرجاء البحث في البرلمان إلى أجل غير مسمى في مشروع القانون الذي اقترحته نائب عضو في الحزب الرئاسي الاتحاد من أجل حركة شعبية.

وقالت افتتاحية صحيفة لوموند الخميس إن «الخلاف مع أنقرة أمر عبثي اليوم ونظراً للسياسة التي تقودها في الشرق الأوسط وخصوصاً حيال سورية، تحتاج فرنسا أكثر من أي وقت آخر إلى التنسيق الجيد مع تركيا».

وقال فيليب مورو ديفارغ إن الأزمة مع تركيا هي نتيجة دبلوماسية يطبقها نيكولا ساركوزي «لاعتباراته الخاصة» و»تؤدي الى التهميش التام» لوزارة الخارجية.

وأكد أن «عدداً كبيراً من الدبلوماسيين مستاؤون».

وأضاف ديدييه بيون أنه حول هذا الملف المتعلق بتركيا «وحول بعض الملفات الأخرى كما في إيران، ليس ثمة تنسيق بين آلان جوبيه ونيكولا ساركوزي»، وأخذ على الرئيس افتقاده إلى الحس الدبلوماسي.

وتشهد العلاقات الفرنسية التركية تدهوراً منذ الاعتراف بقانون صدر في 2001 «بإبادة» الارمن، كما قال هذا الخبير الذي تحدث عن «خلافات كثيرة»...

وتلى وصول ساركوزي إلى الحكم في 2007، وهو الذي يعارض بشدة دخول تركيا إلى الاتحاد الاوروبي، اندلاع أزمات كثيرة تسببت أنقرة في حصولها أحياناً.

ففي أبريل 2009، كادت تركيا أن تعطل قمة لحلف شمال الأطلسي نظمتها فرنسا لدى اعتراضها على تعيين أمين عام جديد للحلف الاطلسي.

وفي بداية السنة، لم ينظر الجانب التركي بعين الرضا إلى زيارة للرئيس الفرنسي إلى تركيا لأنها كانت قصيرة جداً.

والتحذير الذي وجهه في تشرين أكتوبر نيكولا ساركوزي إلى تركيا للاعتراف بوجود إبادة أرمنية قبل نهاية ولايته في مايو 2012، خلال رحلة إلى يريفان، زادت الهوة التي سارع آلان جوبيه في وقت لاحق إلى ردم جزء منها.

وأورد عدد من وسائل الإعلام الحكم السلبي لوزير الخارجية حول جدوى هذا القانون الذي انتقد البعض طابعه «الانتخابي» لأنه صدر قبل الانتخابات الرئاسية في 2012 في فرنسا التي تستضيف جالية أرمنية كبيرة.

وقد أعرب مساء الخميس عن الأمل في «ألا تتجاوز تركيا هذا الحد» وألا تتخذ تدابير انتقامية إضافية، مشيراً إلى أن انقرة «حليف وشريك استراتيجي» لباريس

العدد 3395 - الجمعة 23 ديسمبر 2011م الموافق 28 محرم 1433هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً