لا أريد أن أراك كي لا أفكر بك، لا أريد السماع فقد ضقت ذرعاً ومن ثم ضعت. كنت في بحرك أغوص وأرفض الخروج، لطالما أردت الموت بداخلك. الآن أنت أصبحت طين البحر الممتلىء حصى.
أنا كأي أحد، أو أقل قليلاً. إلا أنني أعرف أن العشق الذي لا يفارق قلبي هو لك. فلماذا يا من أحب تجازيني بالهجران؟ ألا تعلم أنك هواء قلبي واسمك وطني الذي لا حدّ له. قف قليلاً، فكّر... وتأمّل جيداًَ، التهوُّر ليس حلاً. لا أحد يستطيع الهروب من همومه، فالهمُّ عاصفة لا ترحم وتكسر البشر. حتى لو كان أملي بك قد قلّ في فترة ما، أي بعد حبك الذي هزّ أوتاري وجعلني أضعف، تبقى أنت في عيني ملاكاً. لست كباقي البشر يا قمراً عيناه البحر، وقلبه السماء. أنا على ثقة تامّة بك، فلا تخيّب ظني أكثر. أنت الذي صبرت تحت غيوم شاحبة وأشجار ذابلة، تصّبر الآن ألا تسمع مطر... مطر. أعلم ما في بالك جيداً، أنت اخترت الغياب كي لا أغوص في بحر عينيك أكثر. وهنا تكمن المسألة يا أعز البشر! أنت هكذا تجعلني أتنفس التراب واقتات الحجر. ألا تشعر بي؟ ألا تهتم؟ صرت أراك نور الشمس... أراك تحيا فيّ متوقعاً أنه الموت. ارجع إليّ لا تغادرني، لا تغادر مرفأك كالنوارس. لا تترك سطح البحر وحيداً كضوء القمر. ألا تشتاق لهدير الموج ولي؟
أريدك أن تعرف أيها البعيد القريب أن السماح عنواني، والصدق أخي، والمحبة عقيدتي، وأنت وطني. أنا وأنت علينا اجتياز هذه الفترة العصيبة أنت بداخلك الندم، أنا بداخلي الألم، آه منك وعليك يا وطن.
فرات عباس
(موهوب بحريني يتزيّن بـ 14 ربيعاً
العدد 3396 - السبت 24 ديسمبر 2011م الموافق 29 محرم 1433هـ
صموووووووووووووود
صح الله لسانك وسلمت يدالك يا "فرات" على القصيدة الرائعة والى الأمام دائما