افتتح مدير مكتب الحاكم بإمارة الشارقة، الشيخ سالم بن عبدالرحمن القاسمي يوم الاثنين (19 ديسمبر/كانون الأول 2011)، في متحف الشارقة للآثار فعاليات الندوة الأولى من نوعها في المنطقة والتي حملت عنوان «متاحفنا بين الواقع والطموح ... نحو بيئة عمل نموذجية في المتاحف الخليجية» والتي تنظمها إدارة متاحف الشارقة ومتحف الشارقة للآثار وبمشاركات خليجية وعربية وعالمية واسعة، وامتدت فعاليات الندوة حتى العشرين من الشهر نفسه. وتأتي الندوة ضمن سلسلة من الندوات التي ستتبنى إدارة متاحف الشارقة تنظيمها لمناقشة الجوانب ذات الصلة والتي من شأنها تطوير البيئة العملية في المتاحف الخليجية.
وتهدف الندوة إلى مناقشة العلاقة بين المتاحف وكل من الجامعات والمؤسسات الثقافية وآفاقها وسبل تعزيزها ومعالجة المعوقات والتحديات التي تعترض مسيرتها، إضافة إلى ذلك تشكل هذا الندوة منصة لعرض بعض التجارب العالمية الناجحة في هذا المجال؛ إذ تسعى إلى الخروج برؤية متكاملة ترتقي بمستوى العلاقة بين المتاحف والجامعات والمؤسسات الثقافية بما يسهم في تطوير بيئة العمل في المتاحف الخليجية.
وفي هذه المناسبة قالت مدير عام إدارة متاحف الشارقة، منال عطايا: «لقد وجدنا بصفة خاصة أن محاور هذه الندوة مفيدة جداً بالنسبة لنا كجزء من إيماننا بمدى أهميتها كونها تشكل فرصة لتبادل التجارب والخبرات المطبقة في مختلف أرجاء العالم، بما يُسهم في تعزيز السياسات والحلول الرامية إلى حماية التراث الثقافي في العالم العربي».
وأضافت عطايا «في إطار حرص إدارة متاحف الشارقة على تفعيل دور المتحف العربي، وتحويله إلى مؤسسة فاعلة في المجتمع، تبنينا في إدارة متاحف الشارقة ومتحف الشارقة للآثار فكرة عقد هذه الندوة العلمية المتخصصة والتي تركز على بحث واقع العلاقة بين المتاحف من جهة والجامعات والمؤسسات الثقافية من جهة أخرى، ومحاولة سبر أغوار هذه العلاقة، ونأمل أن نخرج من خلال الجلسات المختلفة بتصور لمنهج عملي علمي واضح يسمو بهذه العلاقة، ويثمر في خدمة تعليمية وثقافية لشرائح الزوار المختلفة».
إلى ذلك، قال مدير إدارة المتاحف في مملكة البحرين، فؤاد محمد نور: «يفتقر الوطن العربي الى الكفاءات العلمية وأهل الاختصاص في المتاحف، وعلى رغم الطفرة المتحفية التي تشهدها المنطقة، إلا أن الجامعات في المنطقة لم تخصص حتى الآن مساقات خاصة بعلم المتاحف، موضحاً أن علم المتاحف ينقسم إلى ثلاثة أقسام مهمة تبحث نظرية المتاحف وإنشاءها وتطورها على مدار السنين، وإدارة المتاحف إضافة إلى العمل المتحفي اليومي». وأعرب نور عن شكره لإدارة متاحف الشارقة ومتحف الشارقة للآثار لتبنيهم هذه الندوة التي تعتبر فرصة للاستفادة من الخبرات التجارب الناجحة المطبقة. وأوضح أنه يأمل من هذه الندوة أن تخرج بتوصيات قابلة للتطبيق العملي وتعزز من الآليات المتبعة نحو تطوير كفاءات العاملين في المتاحف.
من جانبه عبَّر أمين متحف الشارقة للآثار، ناصر الدرمكي عن نجاح هذه الندوة وقال: «في سبيل إنجاح هذه الندوة ؛ عملنا مع إدارة متاحف الشارقة على دعوة كوكبة من كبار الأكاديميين والمتخصصين في شئون العلاقة بين المتاحف والجامعات والمؤسسات الثقافية من داخل الدولة ومن الوطن العربي والعالم، كما تمت دعوة نخبة من كبار الإداريين ومتخذي القرار في المتاحف الخليجية ليلتقوا جميعاً على مدى يومين في قلب متحف الشارقة للآثار، لتبادل الأفكار واستعراض التجارب الناجحة ووضع التوصيات في ضوء مادار من حوارات».
وقد بدأت وقائع الندوة بالكلمة الترحيبية من منال عطايا وكلمة ناصر الدرمكي، واشتملت فعاليات اليوم الأول على عدد من الجلسات التي ناقشت محاور عديدة ومن أهمها الصلة بين برامج الدراسات المتحفية في الجامعات واحتياجات المتاحف الفعلية؛ إذ ترأس الجلسة مارجوري شوارزر من جامعة نيويوك وبمشاركة غانم سامرائي من جامعة الشارقة وجين دي كارا من جامعة السوربون في أبوظبي.
وترأس الجلسة الثانية بيا أندرسون من الجامعة الأميركية في الشارقة وتناولت العلاقة بين الجامعات والمتاحف والتحديات التي تواجهها وسبل تجاوزها وبمشاركة مارجوري شوارزر وساميه راب من الجامعة الأميركية في الشارقة.
وتناولت الجلسة الثالثة دور المؤسسات الثقافية في تنمية بيئة العمل في المتاحف وترأسها بيتر جاكسون وبمشاركة رئيس برنامج الثقافة والفنون في مؤسسة الإمارات للنفع الاجتماعي، سلوى مقدادي ومديرعام المجلس الثقافي البريطاني في الإمارات، ريتشارد كوتون.
وطرحت الجلسة الرابعة والأخيرة في اليوم الأول عرضاً لتجارب وممارسات ناجحة في مجال تطوير العلاقة بين المتاحف و الجامعات والمؤسسات الثقافية، وترأستها منال عطايا وبمشاركة ومدير إدارة متحف نيوكاسل في المملكة المتحدة، ستيف ماكلين وحسان رضوان من جامعة الشارقة.
وقد انتقل أعضاء المؤتمر والمشاركين عقب الجلسات إلى متحف الشارقة للحضارة الإسلامية حيث كان في استقبالهم أمينة المتحف عائشة ديماس التي أخذتهم بدورها في جولة إرشادية في أرجاء المتحف وصالات العرض الست التي تضم 5000 عمل فني من مختلف بقاع العالم الإسلامي والتي تمثل أهم إنجازات الفكر والعلوم والفنون الإسلامية وتعود إلى عصور إسلامية مختلفة منذ 1400 عام حتى الحقبة المعاصرة
العدد 3398 - الإثنين 26 ديسمبر 2011م الموافق 01 صفر 1433هـ