شددت دول مجموعة جنوب إفريقيا للتنمية على حتمية إدراج المياه كبند مستقل على جدول مفاوضات مؤتمر الأمم المتحدة بشأن التغير المناخي الذي عقد في مدينة ديربان، جنوب إفريقيا، وذلك باعتبارها قضية بالغة الأهمية.
وذكرت وكالة «إنتر بريس سيرفس»، يعزز مطلب المجموعة لهذا المؤتمر المنعقد في الفترة 28 نوفمبر/ تشرين الثاني - 9 ديسمبر/ كانون الأول، واقع إجماع العلماء علي أن المياه - التي تعتبر الزراعة أكبر مستهلك لها - تقع بالفعل ضحية التغيير المناخي، فضلا عن عوامل أخرى مثل تزايد السكان والتلوث والتوزيع غير العادل، التي تنطوي على ضغوط إضافية على هذا المورد الحيوي في هذه المنطقة.
وأكد وزير المياه وشئون البيئة بحكومة جنوب إفريقيا التي تستضيف المؤتمر إدنا موليوا، أن الأولوية الأساسية المطروحة الآن هي الحاجة إلى التكيف مع هذا الواقع والتعامل معه. «نحن نعلم ان المناقشات حول التخفيف (من تداعيات التغيير المناخي) مهمة، ولكننا نعتقد بأننا بحاجة إلى أن نفعل أكثر من ذلك بكثير فيما يتعلق بضرورة التكيف مع آثار التغيير المناخي».
ودعا الوزير لاتخاذ إجراءات «شاملة ومتكاملة للتصدي لتداعيات التغيير المناخي على موارد المياه الثمينة»، بما يشمل تحسين إدارة الفيضانات واستخدامات المياه.
هذا وتهدف استراتيجية مجموعة دول جنوب افريقيا للتنمية فيما يخص المياه إلى تحسين ضوابط ظاهرة الاحتباس الحراري عن طريق خفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون.
وشدد وزير جنوب افريقيا مخاطبا هذا المؤتمر الذي تشارك فيه وفود عن 190 دولة ومئات من الخبراء وممثلي المنظمات الدولية الحكومية وغير الحكومية، على أنه «لا يمكننا الجلوس والقول اننا نشهد تأثير التغيير المناخي لكننا لا نستطيع أن نفعل شيئا».
ويذكر أن اتفاقية الامم المتحدة بشأن التغير المناخي، التي عقد أطرافها مؤتمرهم في مدينة ديربان، هي الإطار العام الأساسي للجهود الحكومية الدولية لمعالجة التحدي المتمثل في التغير المناخي.
وتنص الاتفاقية على أن النظام المناخي هو مورد مشترك، وعلى أن استقراره يتأثر بانبعاثات الصناعة وغيرها من القطاعات من غاز ثاني أكسيد الكربون وغازات الدفيئة. لكنه بعد 17 عاما من المناقشات في مؤتمراتها المتتالية، كمؤتمر ديربان، لاتزال انبعاثات ثاني أكسيد الكربون تنمو وتتزايد. وصرح مدير مبادرة المناخ والتنمية في افريقيا بجامعة كيب تاون مارك نيو، بأنه في حين أن قضية المياه مهمة ويجب تركيز الانتباه عليها، فإن معالجتها يجب أن تكون متكاملة مع غيرها من القضايا.
وشرح لوكالة إنتر بريس سيرفس أن «الماء مهم للطاقة والزراعة. وفي افريقيا، يجب علينا التفكير بطريقة متكاملة في طريقة التعامل مع التغيير المناخي، وكيفية ضمان تفاعل القرارات التي نتخذها في مجال المياه مع القطاعات الأخرى، وذلك في ضوء الحاجة إلى التكيف مع التغيرات الديموغرافية، وخاصة أننا ننتقل من مجتمعات ريفية إلى مجتمعات حضرية»
العدد 3402 - الجمعة 30 ديسمبر 2011م الموافق 05 صفر 1433هـ