العدد 3406 - الثلثاء 03 يناير 2012م الموافق 09 صفر 1433هـ

كتاب عن محفوظ يكشف رأيه في عبدالناصر

في كتاب يضم آراء نجيب محفوظ وطرفاً من سيرته يقول نجيب محفوظ، إن الرئيس المصري الأسبق جمال عبدالناصر «أكثر من أنصف الفقراء (...) وما لم يستطع تحقيقه أعطاه لهم أملاً لذلك فالناس لا تنساه أبداً لأن الأمل لا يموت وربما كان هذا هو السبب الذي يجعل اسم عبدالناصر وصوره ترتفع في كل مظاهرة شعبية».

وظل محفوظ منتمياً إلى المرحلة الليبرالية التي انتهت بصعود تنظيم الضباط الأحرار إلى السلطة حين قاموا بثورة يوليو/تموز 1952 وأنهوا النظام الملكي في البلاد. وانحاز محفوظ في بعض أعماله إلى حزب الوفد وزعيمه سعد زغلول، في حين وجَّه انتقادات كثيرة إلى أخطاء التجربة الناصرية. ولكن محفوظ (1911-2006) في كتاب جديد عنوانه «في حضرة نجيب محفوظ» يقدم تفسيراً لارتباط الجماهير في مصر بعبدالناصر قائلاً، إن «لعبدالناصر حساباً آخر مع الجماهير لا يعتمد على المعارك السياسية أو العسكرية التي خاضها وما كسبه فيها أو ما خسره».

والكتاب الذي ألفه رئيس اتحاد كتاب مصر، محمد سلماوي صدر هذا الأسبوع عن الدار المصرية اللبنانية في القاهرة ويقع في 399 صفحة متوسطة القطع تشمل ملحقاً بالصور لمحفوظ منها أول عيد ميلاد حين بلغ الخمسين بحضور أم كلثوم وتوفيق الحكيم ومحمد حسنين هيكل وآخر عيد ميلاد العام 2005، إضافة إلى صور له مع بعض الحاصلين على جائزة نوبل مثل نادين غورديمر وأحمد زويل وصورة من حفل تسلمه الدكتوراه الفخرية من جامعة القاهرة التي تخرج فيها من قسم الفلسفة بكلية الآداب.

وقال المؤلف، إن محفوظ منذ تعرَّض لمحاولة اغتيال في أكتوبر/تشرين الأول 1994 وعلى مدى 12 عاماً ظل يجري معه حواراً أسبوعيا ينشر في صحيفة «الأهرام» نظراً إلى عجزه عن الكتابة. ومحفوظ الذي نال جائزة نوبل في الآداب العام 1988 اختص سلماوي بأن يكون ممثله الشخصي في احتفالات تسلم الجائزة حيث ألقى كلمته في الأكاديمية السويدية.

وسجَّل سلماوي أن عضو اللجنة الاستشارية لجائزة نوبل، مدير مكتبة نوبل بالأكاديمية السويدية في ستوكهولم، لارس ريدكويست، زار محفوظ ووجَّه إليه خمسة أسئلة بهدف وضع إجاباته عنها في الموقع الإلكتروني الخاص بجائزة نوبل وإن أحد هذه الأسئلة عما حدث له منذ فوزه بالجائزة فقال محفوظ، إن أبرز ما حدث له بسبب الجائزة هو محاولة اغتياله «ثم أشار إلى رقبته».

وأجرى سلماوي حواراً مع الشاب محمد ناجي الذي غرس السكين في رقبة محفوظ بهدف قتله وسأله عما إذا كان قرأ شيئاً لمحفوظ فأجاب «استغفر الله» مشدداً على أنه لا يحتاج إلى قراءة أعماله وأنه ينفذ «أوامر أمير الجماعة والتي صدرت بناء على فتاوى الشيخ عمر عبدالرحمن».

وفي فصل عنوانه «هل هادن محفوظ السلطة؟» يقول المؤلف، إن وزير الحربية المشير عبدالحكيم عامر اتصل العام 1966 بعبدالناصر وحثه على اتخاذ إجراء عقابي ضد محفوظ بسبب روايته «ثرثرة فوق النيل» التي تناولت الأوضاع البوليسية في مصر آنذاك ولكن عبدالناصر رفض قائلاً: «إحنا عندنا كام نجيب محفوظ؟!».

ويعلق سلماوي «لولا تدخل عبدالناصر شخصياً لكانت قد اتخذت بعض الإجراءات العقابية ضد نجيب محفوظ على الموقف الجريء الذي اتخذه في نقد دولة المخابرات»، مرجِّحاً أن أمراً باعتقال محفوظ «صدر بالفعل» وأن اتصال عامر بعبدالناصر تم «بغرض إخطاره بالقرار وليس استئذانه قبل التنفيذ»، إلا أن رفض عبدالناصر كان صريحاً.

ويروي أيضاً أن عبدالناصر قام بحماية محفوظ من تشدُّد «بعض شيوخ الأزهر» بعد نشر رواية «أولاد حارتنا» مسلسلة في صحيفة «الأهرام» العام 1959 وقال عبدالناصر: «لن أتخذ أي إجراء ضد نجيب محفوظ»

العدد 3406 - الثلثاء 03 يناير 2012م الموافق 09 صفر 1433هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً