العدد 3408 - الخميس 05 يناير 2012م الموافق 11 صفر 1433هـ

كشكول رسائل ومشاركات القراء

نقد الذات

إن ممارسة عملية النقد ليست بالضرورة أن تكون هناك أزمة نعيشها، وإنما هي عملية نقد خاصة موجهة نحو سلوك معين قد لا يتناسب مع البيئة المحيطة بالإنسان.

صحيح هناك من يتقبل النقد بصدر رحب وآخر يبالغ في ردة فعله والآخر إنما هو يزكي نفسه عن الأخطاء ويعتبر ذاته من البشر التي لا تخطئ.

صحيح القول بأن ليس كل نقد صحيحاً ولكن ينبغي الأخذ به بكل روح رياضية، وأيضاً يجب على الناقد وضع رأيه على الطاولة ورأي الطرف الآخر لعل الصواب يكون عند الطرف المنتَقَد.

الإكثار من النقد بحاجة إلى دقة وإثبات مادي، وعلى الناقد اختيار الطريقة المناسبة من دون فرض أو انتقام حيث سيسبب في كثير من الأحيان الظلم بطريقة لاذعة.

وليس كل خطأ يستلزم النقد مباشرة، بل ينبغي استثمار الفرصة المناسبة التي تسمح بذلك، فيجب إبداء النوايا الحسنة والإيجابيات بطريقة حسنة ثم إبداء النقد بطريقة ألطف من الإيجابيات وهذا بعض الفن والمهارة.

قبل البدء في مخاطبة الطرف الآخر لا بد من الصدق الداخلي الذي من شأنه نتساءل ماذا أريد أن أوصل للآخرين؟ و ما الذي أريد تغييره؟ وما هي الدوافع لإظهار النقد؟ وما هي الحلول والأهداف المرجوة من النقد؟ وأخيراً ماذا يمكنني فعله لمساعدة الشخص على التغيير نحو الأفضل؟

صحيح أن عملية النقد هي طاقة سلبية في بدايتها إلا أنها تتحول لطاقة إيجابية في حال تفهمها وتقبلها، فقد ورد في مجلة «نيو إنغلاند» الطبية تقرير يفيد بأن الحديث عن أخطاء الشخص قد يؤدي إلى خلل في نبضه، وقد يكون المدح في بعض الأحيان هو تعظيم الذات لدى الإنسان فيصبح مختالاً مغروراً، يرى الناس تمشي على الأرض ويرى نفسه طائراً محلقاً فوقهم.

فالطريقة المثلى لمخاطبة الطرف الآخر هو الأسلوب المحترم المهذب المبني على أصول الكلام والمنطق وتعابير الوجه الجميلة التي توحي بأن هناك حسن نية من الطرف الأول.

محمود عبدالصاحب جعفر


قناع يخفي الحقيقة

عندما يستغبيك ويستغفلك البعض وينطلقون بألسنتهم كالسيوف الجامحة تقطع من كل الاتجاهات ثم حين يلتقون بك يبتسمون لك ابتسامة تخفي وراءها مكراً وحقداً في قلوبهم وكراهية كبيرة لا سبب لها، تلك النفوس الضعيفة قد تلقى في بعض الأحيان من ينصت لها لكنها بسرعة تنهار ويكتشفها من حولها وتسقط أقنعتهم السوداء المزيفة لأن كل ما يبنى على باطل هو باطل ولايصح في الحياة الا الصحيح.

قد تتعالى جميع الأصوات، لكن صوت الحق والصدق دائما هو أقوى وأعلى.

إن هذه الفئة من الناس تنطفي شموعهم بسرعة ويخسرون كل من حولهم بسبب نقص وازعهم الديني ولو كان الدين فقط بالكلام والأقوال المزيفة لكان المنافقون هم أول من يدخل الجنة لكن الدين بالأفعال والايمان والصبر والأخلاق الحميدة وصفاء القلوب والعمل الخالص لله تعالى.

اننا على أبواب سنة جديدة وكل عام وانتم بخير، وهناك رحمة كبيرة لا يشعر بنعمتها الحقيقية الا من كان قلبه مع الله بصدق، فلنساعد تلك النفوس المريضة بمزيد من الصبر والأخلاق الحميدة ونستوعبهم لأن الكبير يحتضن الصغير ويعطف عليه، ولنعلمهم الإخلاص وحب الخير وندلهم على الطريق الصحيح بصبرنا عليهم وصدق عطائنا ونقاء قلوبنا، إنها فرصة في هذه السنة الجديدة كي نخلع ثوب الحقد والكراهية ونترك النميمة والغيبة ونعاهد أنفسنا من الآن لاستقبال سنة جديدة خالية من الحقد والحسد والنفاق.

رحم الله أمرأً أهدى الي عيوبي وأحبني بصدق في الله.

صالح بن علي


المحادين نموذجاً

اسم لمع في سماء البحرين، وحفر شخصه على الصخر، منذ بداية نزوله كمعلم في عقد الستين. خرج الكثير من الأجيال البحرينية التي نشأت وتعلمت في مدرسة الهداية، وأصبحت بعد ذلك من الكوادر التي تولت مناصب عليا في وزارت الدولة. خرج الكثير من الأساتذة الذين نهلوا من علمه، وغرفوا من بحره في جامعة البحرين.

انه أحد النماذج الفريدة التي تستحق التقدير في كل يوم. أنه الباحث الأكاديمي والأستاذ الجامعي عبدالحميد المحادين، الذي أعطى كل ما يملكه من وقت وجهد في سبيل رفعة التعليم وتقدمه، ولايزال يجول ويجود بقلمه على رغم تقدم سن، في رفد المكتبة البحرينية بكتاباته التاريخية والأدبية ومقابلاته الشيقة التي أبرزت الكثير من الوجوه البحرينية التي لم يعن لها من قبل الباحثين والمهتمين. فقد أبرز في كتاباته ومؤلفاته الكثير من الوجوه التي تمثل المجتمع البحريني بجميع توجهاته ومستوياته وإبداعاته.

ومن الأمور العجيبة والباعثة في نفسي على حب هذا الشخص، ومن خلال ما لمسته من كتاباته ذوبانه وانخراطه في المجتمع البحريني بشكل متميز، بحث تجده مع الكبير والصغير مع العالم والشاعر والأكاديمي والصحافي والرياضي. حقا يعتبر نموذجا فريدا لا يضاهى وأستاذا ومربيا استطاع أن يفرض شخصيته بجدارة. ان تواجده في المحافل الأدبية والعلمية والاجتماعية لأمر يستدعي الانتباه، لأن القليل من الأساتذة الذين تواجدوا في البحرين من تجده قد انفتح بكله على المجتمع البحريني.

إن المتأمل في سيرة هذا الرجل... هذه السيرة العطرة التي تفوح منها الروائح الزكية، وما تنطوي عليه حياته من صور زهيه، يجد الكثير من الثمار التي أينعت وحان قطافها، فقد أثمرت سنوات خدمته في التعليم والكتابة على الكثير من المنجزات الحية في مدرسة الهداية والصحف والمجلات البحرينية، واستمر على العمل نفسه والجد والاجتهاد حتى في مرحلته الجامعية.

وما زاد وأثار إعجابي بهذا النموذج الرائد، هو آخر ما خطته وأخرجته عقلية الإبداع عند المحادين في الجانب الكتابي هو كتاباه «من ذاكرة البحرين» و «من الكرك إلى المحرق»، ولهذا الكتاب انجذاب غير طبيعي، فكنت عندما أذهب إلى المكتبات بشكل أسبوعي، لأتصفح العناوين الجديدة من الكتب، كان يأخذ قلبي من عنوانه فكنت آخذه في كل مرة، وأتصفح أوراقه ولا أوفق لاقتنائه، لا أدري لِمَ، وقد تكرر هذا الموقف معي عشرات المرات، حتى أتى اليوم الذي دلني وأوصلني إلى شخصية المحادين، فبينما كنت أبحث في مكتبة الجامعة عن بعض المواد العلمية لكتابة بحث، وجدت المحادين بينها. وجدته شخصية تستحق البحث والدراسة. استعرت من «المحرق إلى الكرك» وقرأته قراءة متأنية ودقيقة وأكملته في ثلاثة وعشرين يوما، من ألفه إلى يائه. فوجدته المعين المتدفق صفاء، والشلال المنساب نقاء. وجدته صاحب الطموح والشغف لنيل العلم والعلا. رأيته مدرسة كاملة لا أستاذا فقط. لقد وفق أتم التوفيق في سرد حياته بشكل مفصل وبقلم ممتاز وبأسلوب شيق. أخذ هذا الكتاب من وقتي القليل، لكنه أعطاني الكثير. إنها تجربة زاخرة ومليئة بالجهاد في طلب العلم. إنها سيرة منفردة لا يوجد لها مثيل من وجهة نظري القاصر... لقد مثل المحادين في جميع مراحل حياته الدراسية والتدريسية، المعلم الذي يسعى لنيل مناه من العلم، ويعطي أبناءه الطلبة التشجيع على المثابرة في جميع ظروف الحياة الصعبة، وان الدراسة لا تتوقف عند حد معين، ولابد للإنسان أن يسعى حتى يصل لغايته المطلوبة.

عارف الموسوي


انتي حلوة كل يوم مو بس البارحه

انتي احلى واجمل الأميرات

انتي الذوق وسيدة الجميلات

انتي الأناقة وقمر المنيرات

كل يوم روعة مو بس البارحه

**

عيونج فيها سحر براق

مشيتج في حسنها أشواق

كلامج أسلوب الأنوثة الذواق

شفيج يا الغلا بعيد هناك سارحه

انتي حلوة كل يوم مو بس البارحه

**

والله تاخدين العقل والله تجنين

حلوة يا نظرعيني والله تهبلين

حلوة موت ايي عليج تذوبين

ملامحج والكحل بعينج اشيا واضحه

انتي حلوة كل يوم مو بس البارحه

**

عسل والله والحلا ما له حدود

ملاك تاخدين العقل يا ويلي رعود

شعرج شفايفج حلوين والخدود

ضحتكج يا بعد كلي تبين فاضحه

انتي حلوة كل يوم مو بس البارحه

**

والله تدوخين لبسج عروسة بالزفاف

مميزة في كل شي فيج الحلا اختلاف

بصراحة من اجوفج تعذبين انتي ذابحه

انتي حلوة كل يوم مو بس البارحه

**

ملكة جمال كل الكون ما لج اي مثيل

حلوة والله الكلام فيج يا عمري قليل

الوصف يحتار بجمالج والغزل الجميل

شسويتي فيني انتي وين عني رايحه

انتي حلوة كل يوم مو بس البارحه

**

انتي الذهب والكريستال والمرجان

انتي العقد والشبكة واغلى فستان

انتي الأزياء والموديلات والألوان

البخور منج والمشموم والعطورات فايحه

انتي حلوة كل يوم مو بس البارحه

**

لا تشكين بنفسج حلوة غصبن عنهم

احلى وحدة بالعالم وما عليج منهم

في عيني حلوة وما يهزوني كلهم

في المرتبة الاولى بقلبي والناجحه

انتي حلوة كل يوم مو بس البارحه

**

احبج يا حلوة الحلوات ويا قمر سنيني

معاج ما اجوف غيرج ولا تطالع عيني

انتي الجو الرومنسي وبدنيتي تنسيني

والله كل الثواني والدقايق والساعات حلوة

انتي حلوة كل يوم مو بس البارحة

ميرزا إبراهيم سرور


مكافحة الفساد (4) الركن المعنوي لجريمة الرشوة

تعكس جريمة الرشوة إرادة فاسدة ومعيبة لمن يرتكبها من الموظفين الحكوميين لما لها من مردود سلبي على المنظومة الحكومية وبما يبعث على عدم الثقة بإنجاز العمل الحكومي، ذلك أن الخدمات التي يقدمها الموظف العام هي من صميم عمله ويتقاضى عليها أجراً من الحكومة.

وبعد أن تطرقنا في المقال السابق إلى أن الجريمة لا تقوم إلا بتوافر ركنيها المادي والمعنوي، وتحدثنا عن الركن المادي، لذلك سنتناول الركن المعنوي في هذا العمود.

فالركن المعنوي يعني توافر عنصري العلم والإرادة، ويقصد به علم الجاني بالجريمة، أما الإرادة فهي نية ارتكاب هذه الجريمة على رغم علمه بوجود قانون يعاقب عليها.

وتعتبر جريمة الرشوة جريمة عمدية لذا يتخذ ركنها المعنوي صورة القصد الجنائي بعنصريه، فيجب أن يعلم المرتشي بتوافر أركان الجريمة جميعها، فيعلم أنه موظف عام، أو مكلف بخدمة عامة، أو من في حكمه، ويعلم أنه مختص بالعمل المطلوب منه، أو يدعي ذلك، وفي المقابل الذي يقدم إليه، إنه نظير أداء العمل الوظيفي وبصورة أبسط أن تكتمل الصلة بين أداء العمل والمقابل بوضوح في نفسية الجاني.

فإذا انتفى العلم بأحد العناصر السابقة انتفى القصد الجنائي كعلم الموظف بأنه تم تعيينه في الوظيفة العامة، كما لو لم يتم تبليغه بقرار تعيينه أو اعتقد خطأً أنه عزل من وظيفته بناء على كتاب مزور.

كما يتطلب القصد الجنائي تجاه إرادة المرتشي إلى الأخذ أو القبول أو الطلب، ومن المبادئ الأساسية لتوافر القصد الجنائي وجوب أن يعاصر القصد لحظة ارتكاب الفعل، فيجب أن يتوافر القصد الجنائي لحظة القبول والأخذ والطلب، ولا يكفي أن يتوافر في لحظة لاحقة، وفي جميع الأحوال يقوم القصد الجنائي باعتباره قصداً عامّاً لا خاصّاً، والقصد لدى الراشي والمرتشي هو قصد اشتراك في جريمة الرشوة ومن ثم تحدد العناصر طبقاً للقواعد العامة للاشتراك في الجريمة.

يذكر أن المشرع البحريني قد توسع في تحديد مقابل الرشوة فقد تكون مادية أو معنوية، ومثال المادية هو النقود والملابس أو شيكاً أو فتح اعتماد بنكي أو سداد دين في ذمته، وقد يكون معنويّاً مثل حصول المرتشي على ترقية أو مجرد رضاء رئيسه عنه، كما يكون مقابل الرشوة ظاهراً أو مستتراً وقد يكون غير مشروع في ذاته كمواد مخدرة أو أشياء مسروقة أو شيك بدون رصيد أو لقاء جنسي يهيئ للمرتشي أن تسمح الراشية له أن يأتي أفعالاً مخلة بالحياء، ولا يشترط القانون شيئاً في تناسب الرشوة بين قيمة مقابل الرشوة وأهمية العمل الوظيفي. هذا وسنكمل في المقال المقبل عقوبة الرشوة

العدد 3408 - الخميس 05 يناير 2012م الموافق 11 صفر 1433هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً