وبأسلوب الضغط؛ بل وبالقوة يريد أوباما أن ترفع الصين وبسرعة طبعاً وليس بشكل بطيء أو على مراحل، قيمة عملتها بنسبة 20 إلى 25 في المئة، لكي تتراجع صادراتها وبالتالي تتزايد الصادرات الأميركية وينتعش الاقتصاد الأميركي.

فها هو يقول إنه «على رغم ارتفاع اليوان إلى حدٍّ ما، فمن الضروري أن يرتفع بشكل أكبر وأسرع. وأن الصين لم تقم بما فيه الكفاية لرفع سعر اليوان».

لقد التقى أوباما قبل هذه التصريحات نظيره الصيني هو جن تاو على هامش قمة آبيك، وصرح في أعقاب ذلك بـ «أن الأميركيين يشعرون بخيبة أمل من السياسة الاقتصادية لبكين، وأن صبرهم يكاد ينفد»، وذلك غداة تحذيره من أنه على الصين أن «تلتزم بقواعد اللعبة» في التجارة الدولية.

مهما يكن، فإن لهجة أوباما المباشرة هذه تعكس تزايد ليس فقط قلق واشنطن من صعود الصين؛ بل خوف أو بالأحرى رعب أميركا من التنّين الصيني الذي خرج منذ سنوات طويلة خارج سور الصين العظيم ناشراً جناحيه ليس فقط فوق دول الجوار، أو في القارة الآسيوية؛ بل فوق أوروبا وأميركا وإفريقيا وطبعاً أميركا اللاتينية.

نسيتُ شيئاً آخر لا يقل أهمية هو أن أوباما اتهم الصين بسرقة حقوق الملكية الفكرية للشركات الأميركية، وهو ما تسبب تالياً بخسائر هائلة لهذه الشركات عبر حرمانها من كل الميزات التفاضلية لابتكاراتها.

وقال إنه «من غير المقبول ألا نتمكن من التمتع بالميزات التنافسية التي نحتاجها في سوق كبيرة مثل الصين»، مشدداً على أنه «لا يمكن أن نتوقع من أميركا أن تبقى مكتوفة الأيدي إذا لم تعامل بالمثل في موضوع العلاقات التجارية».

هذا تهديد صريح باستخدام القوة ضد التنّين، ولكن للأسف من جانب أرنب اقتصادي مدين بأكثر من 13 تريليون دولار، جزء كبير منها للصين!

أنيس ديوب

«أريبيان بزنس