العدد 3417 - السبت 14 يناير 2012م الموافق 20 صفر 1433هـ

مدينة إيرانية دمرتها الحرب لا ترغب في مزيد من الصراع

كانت مدينة خرمشهرعلى الخليج جنوب إيران من أغنى مدن البلاد قبل أن تقوم قوات الزعيم العراقي السابق صدام حسين بتدمير الميناء في المرحلة الأولى من الحرب العراقية الإيرانية (1980 - 1988).
وترك الذين لم يتحملوا الوضع المدينة الساحلية وتوجهوا لمدن أخرى، لكن الكثيرين اضطروا إلى البقاء في المدينة التي دمرتها الحرب.
واستغرق إعادة تعمير الميناء تدريجياً أكثر من عشرين عاماً. ولكن عندما بدأ سكان خرمشهرالبالغ عددهم 140 ألف نسمة التعود على السلام، برزت مخاوف جديدة من حدوث مواجهة عسكرية في الخليج.
فقد تجددت المخاوف في خرمشهربعد تحذيرات أطلقها جنرالات إيرانيون بغلق مضيق هرمز (وهو ممر بحري دولي حيوي لناقلات النفط في الخليج) في حالة فرض حصار نفطي ضد الجمهورية الإسلامية وإصدار الولايات المتحدة لتحذيرات مضادة بالمواجهة الحاسمة لمثل تلك الخطوة.
وقال رسول ف (58 عاماً) صاحب سوبر ماركت في خرمشهر"لا، ليس مرة أخرى. لقد عدنا للحياة الطبيعية منذ فترة قريبة ولا طاقة لنا لتحمل حرب أخرى". فالحرب الإيرانية العراقية لم تدمر وجود رسول فحسب ولكنها حصدت حياة اثنين من أشقائه.
وبالتدريج أعاد الرجل بناء حياته وتزوج وأصبح لديه أطفال وبدأ يستمتع ببعض الهدوء.
وقد واجهت إيران عقوبات عديدة بسبب موقفها المتصلب في النزاع حول برنامجها النووي، لكن هذه المرة يبدو أن الغرب قد أصاب كعب أخيل الخاص بالمؤسسة الإيرانية.
وتستهدف العقوبات الجديدة البنك المركزي الإيراني وصادرات النفط الإيرانية والتي تمثل أكثر من 70 في المئة من الدخل القومي لإيران.
وقد أضعفت التأثيرات المحتملة لتلك العقوبات على الاقتصاد حتى قبل تنفيذها بالفعل قيمة العملة الوطنية (الريال) بنسبة وصلت إلى 30 في المئة.
وسيكون التأثير الرئيسي الذي يمكن أن تمارسه إيران لتجنب مثل تلك العقوبات هو استخدام قوتها العسكرية في الخليج وغلق مضيق هرمز ومن ثم منع 35 في المئة من صادرات النفط العالمية.
وقال أحد المحللين السياسيين "في تلك الحالة فإن التوترات العسكرية أمر لا محالة منه لأن لا الولايات المتحدة ولا أوروبا ولا حتى دول الخليج العربية سوف يمكنها أن تتحمل عواقب هذا الإغلاق".
ورغم أن أي مواجهة محتملة في مضيق هرمز من غير المحتمل أن تتسع لتشمل المدن الإيرانية على الخليج، فإن سكان خرمشهريقولون إنهم كانوا يعتقدون نفس الشيء قبل نشوب الحرب العراقية. وهم يشيرون إلى حكمة فارسية تقول "من يلدغ من الثعبان يخاف من الحبل".
وقال المحارب القديم حميد صالحي "إن الحرب العراقية - الإيرانية بدأت أيضاً بنزاع صغير حول حصة من منطقة شط العرب ولكنها فجرت واحدة من أطول الحروب في التاريخ الإيراني" في إشارة إلى الخسائر الكبيرة والدمار الذي سببته الحرب طيلة ثماني سنوات.
وخرمشهربها متحف يعمل على تذكير السكان بـ"الحرب الإيرانية المقدسة" ضد العراق.
وغالباً ما يقوم المحاربون القدماء بزيارة المتحف لتذكر الأيام التي حررت فيها القوات الإيرانية الميناء ومدينة عبدان المجاورة من الاحتلال العراقي.
وقال المحارب القديم محمد رضا تقي بور "لقد استعدناها حيث كان واجبنا الواضح هو تحرير أراضينا من الاحتلال العراقي". وكان تقي بور قد ذهب إلى الجبهة العام 1981 وكان عمره 15 عاماً. وعند نقله إلى إحدى المستشفيات للعلاج، أصيبت عربة الإسعاف التي تنقله بصاروخ عراقي. وقد فقد ساقيه الاثنين.
وبالنسبة لتقي بور فإنه من "الأفضل فقدان الساقين من أجل قضية بدلاً من فقدانها في حادث سيارة".
وقال علي أكبر علاف زادة وهو محارب قديم آخر ولايزال يعاني بعد 24 عاماً من الحرب من تأثيرات هجوم كيماوي عراقي "أدعو الله ألا تكون هناك حرب جديدة... لقد كنت في الحرب منذ أعوام عديدة وأعرف جيداً أنه حتى المنتصرين يدفعون ثمناً باهظاً لا يستحق دائماً دفعه".





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 8 | 1:42 م

      الى الزائر 5

      ليش مايفيد هالكلام ؟شعب الاحواز مظلوم والفرس اغتصبوا اراضيهم ليش تستكثرون عليهم الحريه؟وتوقفون بصف الفرس ضد اللعرب الي منكم وفيكم ؟ وليش تنكرون ظلم النظام الإيراني وقمعهم لشعبهم ؟ 

    • زائر 6 | 12:22 م

      محمره أو خرمشهر

      ما يفيد هدا الكلام وترا الحروب دمرت الأراضي كفاية شوفوا ويش سوت فينا أمريكي وعملائها.....

    • زائر 4 | 6:20 ص

      مدينة المحمرة عربية للنخاع

      للتاريخ نقول بأن مدينة المحمرة التي تم تغيير اسمها إلى خرمشهر هي مدينة عربية صرفة تابعة لإمارة الأحواز التي إحتلها النظام البهلوي وبارك في احتلالها نظام الحكم الديني لاحقا، فإمارة الأحواز هي إمارة عربية حتى أبريل 1925م عندما استباحها الفرس، أما آن الأوان أن تعود لأصحابها العرب؟

    • زائر 3 | 6:05 ص

      كفايه

      وراح تدمر ايران كلها والله الحروب ماوراءه الا الخرب وتدمير البنيه التحتيه واهلك الشعوب .. الى متى الى متى نريد ان نعيش بسلام كفايه شعارت كفايه كلام كفايه خراب كفايه تحطيم الشعوب ولان ينتصر فى النهايه الا الحديد والنار .. الحروب سوف تاكل الابيض والاسود.. نريد تنميه نريد عقول تعمل لصالح الشعوب وليس لقتل الشعوب .هل من مجيب ؟؟؟؟؟

    • زائر 2 | 5:57 ص

      عموما

      إيران ليست كأيران عندما قام المقبور صدام حسين بالهجوم عليها وتدمير مدنها وقتل شعبها والأبرياء إيران الكل يقف وقفة أحترام ويحسب ألف حساب لها فمن يتجرأ اليوم ويقوم بالهجوم عليها أعتقد أنه مجنون

    • زائر 1 | 5:52 ص

      رائعة هي تلك المدينة ..!

      المقبور صدام كان يريد السيطرة عليها وبمساندة الجميع ولكن الصمود الإسلامي تمكن من دحرهم جميعاً

اقرأ ايضاً