العدد 3428 - الأربعاء 25 يناير 2012م الموافق 02 ربيع الاول 1433هـ

الجيش السوري يقاتل معارضين مسلحين قرب دمشق

اقتربت الانتفاضة ضد الرئيس السوري بشار الأسد من دمشق اليوم الخميس حيث اشتبكت قوات الجيش مع معارضين مسلحين في بلدة إلى الشمال مباشرة من العاصمة وقال مسؤول محلي إن السلطات تجري محادثات لوقف إطلاق النار مع مسلحين سيطروا على بعض المناطق. وقال ضابط سوري لرويترز ان الاشتباكات جارية في دوما منذ الصباح. وتقوم قوات الامن بتفتيش المنازل بحثا عن اسلحة واشخاص مشتبه بهم. وعرض على الصحفيين قنابل محلية الصنع بين اسلحة تم ضبطها. وكان الضابط يتحدث في ضاحية حرستا القريبة حيث تم نشر قوات بأعداد كبيرة. وقال المرصد السوري لحقوق الانسان ان قوات الامن اعتقلت 200 شخص في مداهمات في دوما وهي معقل للاحتجاجات وتمرد مسلح ضد الاسد. وقال نشطاء في ضواحي دوما وحرستا وعربين بشمال شرق البلاد وبعضها يقع على مسافة ثمانية كيلومترات من وسط دمشق إنهم سمعوا دوي انفجارات خلال اشتباكات بين قوات الأمن ومسلحين اثناء الليل.

وكان إطلاق النار قريبا لدرجة أنه أمكن سماعه في وسط دمشق اثناء الليل. وقال حسين مخلوف محافظ ريف دمشق لمراقبين عرب قبل ان يتوجهوا إلى عربين في أول جولة لهم منذ اسبوع إن الكثير من المنتمين للمعارضة تم تضليلهم وسيعودون الى الطريق القويم في نهاية المطاف. وأضاف أن السلطات بدأت حوارا معهم وبينهم بعض الجماعات المسلحة التي تسيطر على مواقع هناك. وأبلغ المحافظ المراقبين بأن السلطات تستخدم نفس الأسلوب الذي اتبعته في بلدة الزبداني وبالتالي سيحدث نفس السيناريو.

وفي الشهر الحالي سحب الجيش مدرعات كانت تطوق بلدة الزبداني التي سيطر عليها المسلحون قرب الحدود مع لبنان بعد التوصل إلى هدنة مع من كانوا يدافعون عنها. وتوقف المراقبون العرب خارج عربين في حراسة اكثر من عشرة جنود. وكبر حشد من نحو 100 من المحتجين المناهضين للأسد من على الجانب الآخر. وعرضت القوات على المراقبين جثة جندي وشخص آخر قالت إنهما قتلا في الصباح. واستقل المراقبون سيارتهم بعد قليل ليبتعدوا عن المشهد المتوتر ولم تتضح وجهتهم التالية. ولم ترد انباء على الفور بشان الاصابات في القتال الذي دار قرب دمشق. وقال المرصد السوري لحقوق الانسان ومقره بريطانيا انه ثلاثة اشخاص قتلوا في حمص وقتل قناص امرأة عمرها 58 عاما في حماة وقتل صبي عمره 14 عاما في مدينة درعا الجنوبية. وقالت الوكالة العربية السورية للانباء (سانا) ان "ارهابيين" اغتالو ضابطا برتبة عقيد في حمص وفجروا قنبلة في محافظة درعا ما ادى الى مقتل ملازم بالجيش كان يحاول ابطال مفعولها.

وقالت الوكالة ان 21 من جنود الجيش وقوات الامن والمدنيين الذين قتلوا على يد "جماعات ارهابية مسلحة" دفنوا اليوم الخميس. واضافت ان عدة مدن سورية شهدت مظاهرات مؤيدة للاسد. واستأنف المراقبون عملهم بعد توقف دام اسبوعا مددت خلاله الجامعة العربية مهمتهم شهرا آخر. ويعملون الآن بدون 55 زميلا خليجيا سحبتهم حكومات بلادهم هذا الأسبوع احتجاجا على استمرار أعمال العنف. وكانت جماعات سورية معارضة اتهمت بعثة المراقبة التي بدأت عملها في 26 ديسمبر كانون الأول بتوفير غطاء دبلوماسي للأسد ليواصل حملته ضد المحتجين والمسلحين التي تقول الأمم المتحدة إنها أسفرت عن سقوط اكثر من خمسة آلاف قتيل. ودعت الجامعة الأسد يوم الأحد الى نقل صلاحياته لنائبه في إطار خطة للانتقال السياسي تسعى الى الحصول على دعم الأمم المتحدة لها. ويعكف دبلوماسيون غربيون وعرب على اعداد مسودة قرار لمجلس الامن بشأن سوريا. وقالت روسيا انها ستروج للنص الذي اعدته لكنها لم تستبعد التوصل الى اتفاق وسط. ورفضت روسيا وهي من الحلفاء القلائل الباقين لسوريا فرض عقوبات أو اتخاذ اجراء عسكري ضد الاسد. وقال دبلوماسيون في مجلس الامن الدولي ان المجلس قد يجري تصويتا الاسبوع القادم على مشروع قرار جديد عربي غربي. وحث الامين العام للجامعة العربية نبيل العربي دمشق على انهاء العمليات العسكرية ضد "المواطنين العزل". وفي الأشهر القليلة الماضية طغت حركة مسلحها يقودها منشقون عن الجيش على الاحتجاجات السلمية ضد حكم عائلة الأسد المستمر منذ اكثر من 40 عاما. وقال نشطاء إن انتشار الجيش والاشتباكات في الضواحي المحيطة بدمشق جاءت ردا على تزايد قوة المسلحين. وقال ناشط عرف نفسه باسم حسين عبر الهاتف لرويترز من ضاحية حرستا "الجيش السوري الحر يتمتع بسيطرة شبه كاملة على بعض مناطق ريف دمشق ويسيطر على أجزاء من دوما وحرستا." وقال نشطاء آخرون في دوما وحرستا وعربين إن قوات الأمن تجمعت في ضواحيهم بعد أن تقهقر المسلحون.

وقال مقاتل من الجيش السوري الحر ذكر ان اسمه ابو ثائر "جيش الأسد لديه مدرعات ومدافع مضادة للطائرات بينما لا نملك الا البنادق والقذائف الصاروخية." وكانت جامعة الدول العربية قد علقت عضوية سوريا ودعت الأسد الى نقل صلاحياته لنائبه على أن يتم تشكيل حكومة وحدة وطنية وإجراء إصلاحات دستورية وأمنية وانتخابات. وقال مايكل بوسنر مساعد وزيرة الخارجية الأمريكية لحقوق الانسان ان واشنطن ستعمل مع الجامعة العربية من أجل إنهاء إراقة الدماء في سوريا. وأكد مرة أخرى أنه يجب على الأسد أن يرحل.





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً