العدد 3430 - الجمعة 27 يناير 2012م الموافق 04 ربيع الاول 1433هـ

المعارضة التونسية تحشد أنصارها في مظاهرة تحذر من تراجع الحريات

تظاهر الاف التونسيين اليوم السبت بشوارع العاصمة تونس للتحذير من تراجع الحريات الجديدة في البلاد بعد عام من اندلاع الثورة التي اطاحت بالرئيس السابق زين العابدين بن علي ومكنت حركة النهضة الاسلامية من الوصول الى سدة الحكم بعد اول انتخابات ديمقراطية في البلاد.
وتأتي المسيرة وسط موجة انتقادات تقودها المعارضة العلمانية ضد الحكومة بدعوى اخفاقها في معالجة عدد من القضايا الاجتماعية والاقتصادية والسعي للتضييق على الحريات بعد اسابيع قليلة من تسلمها مقاليد الحكم.
وتجمع حوالي خمسة آلاف متظاهر في مسيرة تهدف للمطالبة بحماية الحريات التي قالوا انها مهددة بدعوة من احزاب يسارية ومنظمات المجتمع المدني.
ودعت المعارضة للمسيرة بعد تعرض صحفيين وحقوقيين لأعمال عنف من قبل افراد من جماعات سلفية الاسبوع الماضي وبعد مثول مدير عام تلفزيون نسمة المحلي امام القضاء بتهمة الاساءة للشعائر الدينية بعد بث فيلم ايراني يصور الذات الالهية.
ورفع المتظاهرون - الذي تجمعوا امام ساحة حقوق الانسان بالعاصمة قبل ان يجوبوا شارع الحبيب بورقيبة بقلب العاصمة - لافتات كتب عليها "السيطرة على الاعلام عودة للظلام" و"لا خوف لا رعب... السلطة ملك الشعب" و"خبز وماء والتطرف لا... خبز ماء والسلفية لا".
ولم يخف المتظاهرون غضبهم من الحكومة وردد مئات منهم شعارات مناهضة للحكومة ولحركة النهضة الاسلامية ورددوا شعار "الشعب يريد اسقاط الحكومة".
وانتقد المتظاهرون ما قالوا انه سعي الحكومة التي تقودها حركة النهضة الاسلامية مع حليفين علمانيين هما المؤتمر والتكتل الى السيطرة على قطاع الاعلام الحكومي مثل التلفزيون الحكومي بعد تعيينات جديدة اعلنتها الحكومة قبل اسبوعين وطالت حتى رؤساء تحرير نشرات الاخبار.
لكن الحكومة قالت انها لا تسعى لتكميم حرية التعبير ولا السيطرة على الاعلام وان التعيينات مؤقتة حتى اجراء انتخابات داخل المؤسسات الاعلامية الحكومية.
وقالت المحامية سعيدة قراش لرويترز بينما كانت ترفع علم تونس وسط حشود المتظاهرين "نحن هنا لنقول ان الناشطين والمنظمات والاحزاب بالمرصاد لحماية الحريات من التراجع وسط ما نشاهده من خطاب سلفي متشنج وتعدي على حرية الاعلام والمعتقد والتفكير".
واتهمت قراش حركة النهضة الاسلامية بالتواطئ والتغاضي على الخطاب المتشدد والعنف بدعوى الدين.
وكان الصادق شورو عضو المجلس التاسيسي عن حركة النهضة وسجين سابق قد استشهد بآية قرأنية في المجلس تدعو الى قتل الخارجين عن القانون في اشارة للمعتصمين الذين يعطلون اقتصاد البلاد.
واثار تدخله جدلا واسعا في المجلس وضمن الاوساط الحقوقية ووصفت الدعوة بأنها تحريض على القتل والفتنة بين ابناء الشعب الواحد رغم سعي اعضاء من النهضة التقليل من حدة التصريح.
من جهته قال حمادي الرديسي وهو استاذ بالجامعة وناشط حقوقي تعرض للعنف الاسبوع الماضي على يد شاب من التيار السلفي "نحن هنا لنطلق صيحة فزع ضد تيار جارف من التشدد في الخطاب المتشدد وعدم قبول الرأي المخالف والعنف".





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً