صرح متحدث باسم الحكومة العراقية لوكالة فرانس برس إن العقوبات التي تفرضها الولايات المتحدة على إيران تشكل صعوبات على العراق بسبب العلاقات الاقتصادية المتينة بين بغداد وطهران، ولذلك فإن بغداد تعتزم الطلب من واشنطن إعفاءها من تلك العقوبات.
وشددت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وغيرها من الدول عقوباتها على إيران واستهدفت بشكل خاص قطاع النفط والبنك المركزي الإيراني من أجل الضغط على طهران لوقف برنامجها النووي الذي يشتبه الغرب في أنه يخفي مساعيها لامتلاك أسلحة نووية.
إلا أن إيران تصر على أن برنامجها النووي سلمي وهددت بالرد على العقوبات الجديدة بعرقلة الشحن البحري من خلال إغلاق مضيق هرمز الذي يعد ممراً رئيساً لشحنات النفط العالمي.
وقال المتحدث علي الدباغ في مقابلة من المنطقة الخضراء المحصنة في وسط بغداد "لدينا علاقات مالية كبيرة بين القطاع الخاص في العراق وإيران، لأن إيران هي المزود الرئيسي للعراق بالعديد من المواد الغذائية وغيرها من السلع هنا في العراق".
ويبلغ حجم التجارة بين العراق وإيران مليارات الدولارات ويشتمل على مشتريات الحكومة العراقية، كما قال الدباغ، مشيراً إلى أن الصادرات الإيرانية إلى العراق تتنوع ما بين الكهرباء والوقود إلى الطعام وغيرها من السلع.
وقال "ليس من الممكن للعراق أن يطبق مثل هذه العقوبات... نحن نبحث عن مصالحنا".
وأضاف "خلال أيام قليلة سنتقدم بطلب إلى الولايات المتحدة لإعفائنا" من تطبيق العقوبات.
ورفضت السفارة الأميركية في بغداد الخميس التعليق على المسالة، نظراً لأنها لم تتلق طلباً عراقياً بهذا الخصوص.
وقال الدباغ إن بغداد تريد "أن تطبق الالتزامات الدولية" وقد التزمت بعقوبات أخرى فرضت على إيران، إلا أن القيود الجديدة على التعامل مع البنك المركزي الإيراني - الذي قال إنه طرف في التعاملات التجارية - تمثل مشكلة بوجه خاص.
وأضاف "لا نستطيع وقف علاقاتنا التجارية مع إيران" ولأن العراق له نحو 60 مليار دولار كاحتياطي في الولايات المتحدة فإن "أية عقوبات ستؤثر علينا".
وخاض العراق وإيران حرباً دموية استمرت من العام 1980 حتى العام 1988، إلا أن العلاقات بين البلدين تحسنت منذ الغزو الذي قادته الولايات المتحدة على العراق وأطاح بالرئيس السابق صدام حسين.
وقال الدباغ كذلك إن العراق يخشى التوتر بين واشنطن وطهران، مشيراً إلى أنه يمكن أن يكون من أكثر البلاد تأثراً في حال تم إغلاق مضيق هرمز أمام شحنات النفط الخام.
وأضاف "نحن قلقون بكل تأكيد من الوضع والتوتر... بين إيران والولايات المتحدة".
وتابع "للأسف فان العراق لم يتمكن حتى الآن من بناء بنية تحتية يمكن أن تنوع طريقة تصديره للنفط. وحتى الآن فإن خط الأنابيب مع سورية ليست عاملة، وقدرات خط الأنابيب مع تركيا لاتزال منخفضة".
وبالتالي فإن معظم صادرات العراق تمر من مضيق هرمز. وتمثل مبيعات النفط الغالبية العظمى من دخل الحكومة العراقية ونحو ثلثي إجمالي الناتج المحلي.
وأضاف "بالتأكيد فإننا نحث إيران والولايات المتحدة... على حل مشاكلهما بطريقة جيدة".
1
طبعاً