قال رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين في مقال نشر اليوم (الاثنين) إن على روسيا أن تعطي شعبها مزيداً من القوة السياسية دون أن تتسرع وتتبع الوصفات الأجنبية للديمقراطية، وذلك قبل شهر من انتخابات الرئاسة التي يتوقع أن يفوز بها.
وفي مواجهة أكبر احتجاجات خلال حكمه الممتد منذ 12 عاماً وفيما يستعد بوتين للعودة إلى الكرملين، اعترف في مقال نشرته صحيفة كومرسانت على صفحتها الأولى أن الكثير من الروس يريدون صوتاً أقوى.
لكنه لم يعلن مبادرات جديدة لإصلاح الانتخابات ولمح إلى أنه ينوي التحرك بحذر خلال الولاية الرئاسية التي تمتد ست سنوات والاحتفاظ بسيطرة قوية على النظام السياسي الذي يهيمن عليه منذ انتخابه رئيساً للمرة الأولى العام 2000.
وقال بوتين "مجتمعنا اليوم مختلف تماماً عما كان عليه في بداية الألفية. كثيرون باتوا أكثر ثراءً وأفضل تعليماً وزادت مطالباهم".
ويرجع بوتين بذلك لنفسه الفضل في تحسن الأوضاع الاقتصادية منذ تولى الحكم.
وكتب بوتين الضابط السابق بالمخابرات الروسية "مجتمعنا المدني أصبح أكثر نضجاً ونشاطاً وتحملاً للمسئولية بشكل لا يقارن... يجب أن نجد آليات ديمقراطيتنا فهي بحاجة إلى مجاراة نشاطنا العام المتزايد".
وأضاف "الديمقراطية الحقيقية لا تنشأ في لحظة ولا يمكن استنساخها من نموذج خارجي".
وتأججت الاحتجاجات للاشتباه في تزوير الانتخابات البرلمانية التي جرت في الرابع من ديسمبر/ كانون الأول لصالح الحزب الحاكم الذي ينتمي له بوتين.
كما كانت متنفساً للتعبير عن الغضب من الخطة التي كشف عنها بوتين في سبتمبر/ أيلول الماضي وهي أن يتبادل الوظائف هذا العام مع الرئيس ديمتري ميدفيديف ما عمق الاستياء بين الروس الذين يعتقدون أن الانتخابات الرسمية لن تعطيهم فرصة تذكر ليكون لهم تأثير على السياسة. واضطر بوتين بموجب الدستور إلى ترك الحكم العام 2008 بعد أن تولى الرئاسة لولايتين متتاليتين لكن يحق له الترشح مجدداً هذا العام.
ومن المنتظر أن يتولى ميدفيديف رئاسة الوزراء وهو خليفته الذي اختاره بنفسه لرئاسة البلاد منذ سنوات.
ومنذ بدء الاحتجاجات وعد بوتين وميدفيديف بالسماح بإنشاء المزيد من الأحزاب السياسية وإعادة انتخابات حكام الأقاليم الروسية. وخلال فترته الرئاسية قرر بوتين أن يعين الرئيس حكام الأقاليم.