العدد 3441 - الثلثاء 07 فبراير 2012م الموافق 15 ربيع الاول 1433هـ

كشكول رسائل ومشاركات القراء

رثاء في القبر

أهملت نفسي حتى أهملني الوقت

ورثاني الزمن ‏

فقبري الضيق يفيض بوصفي

بالتصاق الكفن

في عتمة دائمة‏

نحيت في الحياة

واستلقيت في قبري وحيداً

أسمع البكاء في ألم الفراق ‏

كان يؤنسني

لبثت في قبري زماناً أحاكي عتمتي ‏

انتظر القيامة وربما الولادة

كانت بقايا رفاتي تبتسم‏

بعد عقود من المنايا

عظمتين ونصف جمجمة

علاقاتي الغرامية وكل الحب

أبي وأمي

إخوتي

أحبتي

روحي ونفسي العالقة تحت الأديم

دفنت ‏

فلا بيع ولا شراء

وأين النقاء ‏

فقد دفنت تحت الربيع والشتاء ‏

فادفنوا معي قلماً ودفتراً ‏

لأكتب أحوال القبور

وأصوغ النشور ‏

لتبسم من أحبتي الثغور‏

لتعمر بالسلام الصدور

هجوت نفسي في الرثاء

أغريتها بالكبرياء ‏

بالمحبة وطيب الرجاء

فكانت هي العلياء

وأنا.. ابن الجبال والبراكين

والحب والحنين

جروح وأنين

وكبرياء

فأين الرجاء

ورثاء اللقاء

بين المقابر والحياة

وطيب المقام

لنستقر في رفاة

لنعيش الرفاة الآتية

إبراهيم حسن الصيبعي‏


زمن جميل صنعه السلف الصالح من أهل البحرين الطيبين

 

في الخمسينيات والستينيات ونحن أطفال صغار تصطحبنا أمهاتنا من منطقة إلى أخرى في قرى ومدن البحرين في الباصات الكبيرة آنذاك «جنكل باص» للذهاب إلى التنزه وتأدية بعض النذور وإقامة المواليد وطقوس الزفاف عند الأضرحة المنتشرة في البحرين مثل الشيخ ميثم في أم الحصم والشيخ أمير زيد في دمستان والشيخ صعصعة بن صوحان في عسكر والشيخ حسين العلامة «العصفور» في الشاخورة والشيخ خليف بن حسن «العلوية» جبلة حبشي.

ونحن صغار طبعاً مسرورون برفقة أمهاتنا تنقلنا الباصات في كل أرجاء الوطن فمثلاً: باص سالم الدوسري من البديع وباص مبارك من البديع وباص حاجي عطية من الهملة وباص عبدالله من بوري وحاج عيسى من الديه، وكانت أهازيج وأغاني النساء تنطلق من حناجرهن العذبة وتخترق الأجواء الهادئة والطرق الخضراء الملتوية ونشم روائح المزارع والأشجار الباسقة الممتدة على طول الطرقات الترابية ومن الأهازيج المتداولة آنذاك «موتر مبارك يا الورد ساعة يوصلنا ويرد» أو «موتر عطية يا الورد ساعة يوصلنا ويرد» والكل تعلوه الابتسامة والفرح والابتهاج لا فرق بين منامي ومحرقي أو مدني أو قروي كذلك كانت وفود الرحالة القادمة من الحد والمحرق والمنامة لزيارة الشيخ خليف بن حسن «العلوية»في جبلة حبشي.

أتذكر وأنا صبي صغير تقام المواليد وطقوس الزواج في منطقة عذاري وخصوصاً حمام أبوإبهام حيث يسبح العريس ويتناول مرافقوه وجبة الرز «المحمر» في المساء وبعد ذلك الكل يقفل راجعاً إلى القرية.

كما تسعفني الذاكرة بأنه أقيم حفل زفاف لأحد أبناء قريتنا جبلة حبشي وهو مهدي أحمد النصيف فدعوا المطرب محمد زويد لإحياء تلك المناسبة في العرشان المنتشرة في المنطقة.

كان الناس في ذلك الوقت من دون عقد أو أدلجات دينية أو سياسية بل على سجيتهم الطيبة وعاداتهم الحميدة المتسامحة أتذكر أيضاً العروش المنتشرة على سواحل البحرين وكانت تستخدم للهروب من شدة حر الصيف وازدحام المدن وعلى وجه الخصوص ساحل اليابور بكرباباد قرب قلعة البحرين ومنطقة دوحة عراد في المحرق قرب قلعة عراد وساحل أبوصبح في الدراز وساحل البديع.

كنا جميعاً في ذلك الزمن الجميل متقاربين ومتحابين على رغم الاختلاف كل منا يحترم الآخر ويحميه ويتواصل معه في المناسبات والمجالس الشعبية العامرة والمنتشرة في بلادنا الحبيبة وعندما كبرنا وصرنا في ريعان الشباب وانتسبنا إلى المدارس الثانوية التي كانت موجودة فقط في المنامة وبالتحديد في الستينيات أثناء المظاهرات ضد الاستعمار البريطاني كنا نجول مناطق المنامة والقضيبية والحورة والنعيم وتفتح لنا أمهاتنا هناك أبواب المنازل لتحمينا من مسيلات الدموع بإعطائنا البصل والماء وإخفائنا عن رجال الأمن والمخابرات.

بقي أن نقول رحم الله أمهاتنا وآبائنا وأجدادنا أهل ذلك الزمن الطيب وهنا يجب علينا أن نتذكرهم والاقتفاء بسيرتهم لأنهم كانوا أصل وجودنا في هذه الحياة، وأن نكن لهم كل الاحترام والتقدير فهم السلف الصالح فلنكن خير خلف لخير سلف وأن نجنب وطننا العزيز والذي نفتديه بدمائنا من كل سوء ومكروه وأن نستخلص الدروس ونتعض من المآسي والمصائب التي حدثت لغيرنا وأدت إلى الخراب والدمار، وأن ننزع فتيل الفتنة الطائفية البغيضة المفتعلة على وطننا وشعبنا وهذا ليس بالصعب على شعبنا الذي ناضل بصبر ودحر الكثير من المؤامرات والدسائس الطائفية والسياسية وغيرها إبان حقبة الاستعمار البريطاني، وتحقيق ذلك يتأتى بعزيمة وإخلاص كل أطياف الشعب البحريني العظيم التواق للحرية والديمقراطية والعدل والمساواة.

إن الحالة الخطيرة التي وصلت إليها البحرين من تفرقة عنصرية وطائفية وانتشار عبارات السب والشتم التي يتغنى بها المغرضون والعازفون على أوتار الطائفية وأصحاب الأقلام المأجورة، لذلك لابد من وقفة من شرفاء وعقلاء شعب البحرين من أجل وقف تيار التفرقة والتعصب الطائفي والمسئولية تقع أولاً على الجانب الرسمي وثانياً على رجال الدين سنة وشيعة وثالثاً على المثقفين وعلى قوى اليسار وكل إنسان غيور على وطنه وكل مواطن شريف على هذه الأرض الطيبة من أجل رأب الصدع وانتشال البحرين من الأزمة الحالية والعودة بها إلى الزمان الجميل الذي كانت فيه البحرين مجتمعة بسنتها وشيعتها رمزاً للأخوة الصادقة والتسماح بين مختلف المذاهب والأديان.

ليعبر وطننا العزيز بر الأمان بالحب والسلام.

أحمد منصور


لديها طلب بيت تقدمت به العام 2005

 

 

مطلقة بصحبة أبنائها تستظل تحت سقف بيت إرث مهددة بالشتات بعد رغبة تقسيمه

 

القضية الإسكانية تبقى القضية المحورية التي تقض مضجع شمل كبير من الشرائح البشرية على اختلاف مواقعهم ومراتبهم ومستوياتهم وهي الفيصل الكبير الذي يتحكم في مصائر الشعوب في وقت تقف لأسف شديد الوزارة المعنية بهمّة توفير سبل نيل السكن المريح (وزارة الإسكان) عاجزة حتى هذه اللحظة عن معالجة ملف مكتظ بمصائب كبيرة تحتم على أصحابها اللجوء إلى الشارع في أحايين كثيرة فقط ليحفظوا ماء وجوههم من ذل الحاجة والسؤال... فهاهي ذات القضية الإسكانية يكتوي من ورائها بشر ومواطنين، ونسلط الضوء على معاناتها وبؤسها لأجل العمل على رصد وكشف مواقع لبؤر وتجمعات بشرية اجتماعية تتوزع على مناطق مختلفة تنقل واقعاً ملموساً لا مجاز فيه من الخيال المفرط، فيه من المشاكل والخلافات والصراعات التي قد تصل إلى حد الفرقة بين الإخوة أحياناً أو حتى الخصام الأبدي وقطع لصلة الرحم والقرابة التي هم عماد ومحور أي جماعة بشرية تؤمن وتتيقن برابطة الدم وصلة القرابة كخيط رباني وحكمة إلهية متأصلة في تكوين النفس البشرية ولا مفر من التنازل عنها مهما تعاقبت الأيام واختلفت الأزمان.

هنا وعلى وقع أصوات الضجة والزحمة يتراءى للباحث والقاص والمكتشف حكاية لأسرة تتكون من أم تصنف وفق العرف الاجتماعي والشرعي (مطلقة) وتتكفل في الوقت ذاته بكفالة أبنائها الأربعة مع الجدة الكبيرة في السن التي تقطن معهم وجميعهم يستظلون تحت سقف بيت آيل للسقوط أعيد بناؤه ضمن مشروع البيوت الآيلة للسقوط والذي تعود ملكيته إلى والد الأم المتوفى منذ سنين غابرة، وشاء القدر أن تتحول الظروف ومع حتمية نمو الأبناء والإخوة والأخوات مع اتساع دائرة الحاجة والمطالب في وسط حيز مكاني ضيق تضيق معهم سبل الحياة المريحة والمرفهة، وباتوا يبحثون عن سبل عيش أكثر راحة، فما كان لهم من ملاذ سوى طرق فكرة تقسيم البيت الآيل للسقوط ذاته، الحديث الإنشاء والمحتضن لكيان عائلة المطلقة، فتوجهت الأنظار حينها إلى عائلة الأم المطلقة الذي بات وضعها على المحك في ظل حاجة ملحّة تصدر وتنبع من الإخوة والأخوات للعمل والمضي قدماً في فكرة تقسيم هذا البيت الإرث الحاضن لهم من غياهب الأيام المجهولة والمستقبل الذي يكتنفه الغموض.

هذا البيت هو بمثابة السكن الذي يحفظهم من ذل السؤال، وما يخفيه لهم مستقبل عما يمكن أن تلوح لهم في نهاية الأفق بوادر قد تنفرج أو تنعقد من رباطة القضية الحازمة والجازمة لمصيرهم المعيشي والتي لن تتأتى سوى بالتسلح بملكة الصبر والروية والإيمان بقضاء الله وقدره، وما يمكن أن ترسمه لهم الأيام المتعاقبة من غد قد تقضي مشيئة ظروفه القاهرة لا سمح الله إلى البقاء وملازمة سكة الطريق، وبالتالي كان الهم والتفكير هو جل ما يسيطر عليها وعلى مبتغى هذه الأسرة التي أضحت ترزح تحت نير الإلحاحات المستمرة والصراعات المحتدمة المطالبة بخروجهم القسري من المنزل الآيل للسقوط في ظل انعدام وتوافر ملاذ آخر يلوذون إليه ويحتمون تحت ظلاله في ظل وجود طلب إسكاني مكدس في أرفف الوزارة العريقة تقدمت به المرأة المطلقة في العام 2005 يحمل رقم طلب 1471/بيت... ولكن لاحياة لمن تنادي. ياترى السؤال الملح الذي بدا يلوح في أفق عقولنا ويطرق فكرنا، إلى متى ستستجيب الوزارة لصرخات الغم التي تكوي قلوبنا من حرقتها ولا من سامع لها سوى مرارات تتراكم فوق مرارات أخرى، يا ترى أحين نلجأ إلى الشارع كملاذ نحتمي به من غدر الأيام اللاحقة حينها ستكون ردة فعل الوزارة سريعة والخطى الحثيثة من قبل الجهات الرسمية الأخرى للعمل على وجه السرعة بتلبية طلبنا المكدس في إدراجها لسنوات طويلة... إلى متى ونحن نكظم الغيض والألم في نفوسنا، أحين (يقع الفاس في الراس) ويفرض علينا الأقرباء قراراً يقضي بطردنا وخروجنا القسري لنلوذ ونتنقل في طرقات وأزقة القرية تائهين نبحث عن ظلال نحتمي تحته وتعمد الجهات الرسمية للاستجابة لمطلبنا الذي يتلخص في شيء واحد لا أكثر هو توفير بيت إسكاني،... كان الأمل يحدوني بأن المدة التي تستغرق فيها تلبية الطلب لن تطول كثيراً، لكن تبقى الأحلام شيئاً مركوناً في العقول والقلوب فيما الواقع شيء آخر ملموس بعيد المنال.

(الاسم والعنوان لدى المحرر)


يحق للمواطن تقديم شكوى في الوزارة لاتخاذ الاجراءات القانونية بخصوص القضية

 

ردا على ما نشرته صحيفتكم «الوسط» في عددها رقم (3433)، والصادر في يوم الثلثاء الموافق 31 يناير/ كانون الأول 2012 في صفحة «كشكول» تحت عنوان «وقع استقالته تحت التهديد فضاعت حقوقه وأضحى باحثاً عن عمل»، يطيب لوزارة العمل أن تهديكم والمواطن الكريم خالص التحيات ويسرها أن توضح ما يلي:

أنه بعد التدقيق في سجلات وزارة العمل عن صاحب الشكوى فإننا لم نجد قضية مسجلة بقسم الشكاوى والمنازعات العمالية، علماً بأنه يحق للمواطن تسجيل شكوى لدى الوزارة، حيث سيتم اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة بشأن القضية.

وزارة العمل

العدد 3441 - الثلثاء 07 فبراير 2012م الموافق 15 ربيع الاول 1433هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 1 | 12:29 ص

      تعليق: زمن جميل

      الشكر للاخ احمد على مشاركته الرائعه

      وما ذكرته ليس بغريب على احد ممن عاش على هذه الارض الطيبه.


      نتمنى من الجميع الالتفات وعدم الانجرار الى الاصطفاف الطائفي ولننقذ البحرين قبل فوات الاوان.

اقرأ ايضاً