العدد 3443 - الخميس 09 فبراير 2012م الموافق 17 ربيع الاول 1433هـ

كشكول رسائل ومشاركات القراء

اهل نحتاج إلى سقوط طائرة أخرى؟

عتقد أن حادثة سقوط طائرة طيران الخليج في مساء الأربعاء 23 أغسطس/ آب 2000 مازالت محفورة في ذاكرة الكثير من البحرينيين الذين عايشوا وقائع تلك الكارثة المروعة، وكانت تلك الرحلة بقيادة الطيار البحريني إحسان شكيب، وأدى الحادث إلى مقتل جميع من كان على متن الطائرة.

تحضرني هذه الحادثة المؤلمة وتداعياتها على المستوى الاجتماعي والنفسي، وما أعقب ذلك من حراك إنساني دعمته السلطة في ذلك الوقت تمثل في مواساة الناس لبعضهم البعض وحضور مجالس العزاء المقامة في مختلف المناطق في مملكة البحرين.

لاشك أن هذه الخطوة ونقصد بها مشاركة جميع أطياف المجتمع في تقديم واجب العزاء واعتبار هذا المصاب مصاب جميع أهل البحرين كان له دور كبير وفعال في تهدئة النفوس وتخفيف معاناة أسر الضحايا، كما تلك المصيبة خلقت نوعا من التآلف بين الناس أذاب كل الرواسب الطائفية وعزز مبدأ الأخوة بين أفراد المجتمع.

كما أن تلك الأحداث والوقائع قد هيأت بدون شك وساعدت في إجراء عملية التصويت على ميثاق العمل الوطني الذي حاز على أكبر نسبة من المشاركة بلغت 98.4 %.

أقول تحضرني الآن تلك الأجواء الحميمية التي أزاحت سحابة الحزن التي غطت البحرين قاطبة، كما ذكرتنا تلك الأجواء في ذلك الوقت بالأساطير السومرية التي وصفت أرض دلمون بكونها أرض الخلود التي لا ينعق فيها الغراب ولا يوجد فيها مرض أو حزن، وأنها أرض الفردوس المغمورة بالنور!!.

لكن مع الأسف جعلتني كوابيس الحزن والأسى التي تلف البحرين حالياً أن أفيق سريعاً من رومانسية تلك الأيام الخوالي وأعيش في واقع صورته مقلوبة تكرس في هياج هستيري الفتنه الطائفية البغيضة على جميع شعب البحرين بطوائفه المختلفة، هذا التأجيج والشحن الطائفي ربما يتحول إلى حركات من العنف لا سمح الله.

ما نادت به السلطات عبر وسائل الإعلام في أيام نكبة الطائرة وأعطى نتائجه الايجابية ممكن أن يمارس اليوم وبدون كوارث ويعطي نفس النتائج، ولنعلم جميعاً أن مسئولية الحفاظ على البحرين ونسيجها الاجتماعي هي مسئولية الجميع وأننا موقوفون أمام الله سبحانه وتعالى ومحاسبون عن أي تقصير يؤدي إلى تنغيص الحياة في هذا البلد المبارك.

ثم هل نتجرأ ونسمح لأنفسنا بإرجاع ما يحدث من شحن طائفي بأنه ناتج من التباين في إدراك مدلول بعض المفاهيم حول جملة من القضايا المطروحة بحيث يودي عدم فهمها إلى تهويل كبير ومفزع لدى الكثيرين.

إن الذاكرة متخمة بالأحداث التي عصفت بالمجتمعات القديمة والحديثة إذا ترك الأمر ولم يتدخل العقلاء في الوقت المناسب ويعملوا على إطفاء نيران الفتنة.

كما تتداعى للذاكرة أيضا وفي هذه الأجواء صرخة شاعرنا العربي زهير بن أبي سلمى من العصر الجاهلي وهو يحذر من الفتن التي تعصف بالمجتمع الواحد وكيف كانت النتائج مدمرة بين القبيلتين «عبس وذبيان»، لو لم يتدخل عقلاء القوم مثل الحارث بن عوف وهرم بن سنان ويسعيا بالصلح بين القبيلتين ويحقنا الدماء، والشاعر هنا يسطر أبياته الخالدة في مدح هذين السيدين وجهودهما في الصلح بين قبيلتي عبس وذبيان:

يَمِينًا لَنِعْمَ السَّيِّدَانِ وُجِدْتُما

عَلَى كُلِّ حَالٍ مِن سَحِيلٍ وَمُبْرَمِ

تَدَارَكْتُمَا عبس وَذُبْيَان بَعْدَمَا

تَفَانَوْا وَدَقُّوا بَيْنَهُم عِطَرَ مَنْشِمِ

وَقَدْ قُلْتُمَا إِنْ نُدْرِكِ السَّلْمَ وَاسِعًا بِمَا

لٍ وَمَعْرُوفٍ مِن القَوْلِ نَسْلَمِ

فَأَصْبَحْتُمَا مِنْهَا عَلَى خَيْرِ مَوْطِنٍ

بَعِيدَيْنِ فِيهَا مِن عُقُوقٍ وَمَأْثَمِ

عَظِيمَيْنِ فِي عُلْيَا مَعِدٍّ هُدِيتُمَا

وَمَنْ يَسْتَبِحْ كَنْزًا مِن المَجْدِ يَعْظُمِ

ونعتقد أن في مجتمعنا الكثيرين من أمثال هرم بن سنان والحارث بن عوف الذين أثنى عليهما الشاعر وقدر جهودهما في الصلح بين القبيلتين المتناحرتين، ونحن نأمل أن يسعى الجميع لذلك الهدف النبيل.

حسن الوردي


حبيب لا ينسى

 

العين تدمع والقلب يتذكر ويقول للعين وفري دمعتك إن الحبيب لن يرجع بعد اليوم ولن ترجع تلك السنين الجميلة التي من الصعب أن تنسى وتلك الليالي القمرية التي كانت تجمعنا على الحب في حياتنا، ولكن أكرر قولي مرة أخرى وأخرى إن الدموع والحزن لا ينفع لي فيجب أن أنسى وأعيش حياتي من جديد فأنا أعلم بأن الفراق صعب والعمر يمضي والذكرى الجميلة باقية في القلب وفي منامي زيارتك لا تنقطع والتفكير المستمر لا يفارقني، نعم هذا هو الحب والاخلاص وبمعنى آخر هذه هي التضحية والتمسك بأعز مخلوق عرفته وتركني وحيداً في هذه الدنيا التي لا ترحم وهذه المآسي على الأرض كانت تجمع كل انسان على الحب والاخلاص.

إن ذكراك جميلة ومن الصعب أن أنسى أيام شبابي معك تلك الأيام الجميلة التي احتضنتها وجمعتنا تحت سقف واحد وتعاهدنا بأن نكون شخصاً واحداً وقلباً واحداً في جسدين ملتحمين، نعم أذكر كل مناسبة جميلة قضيتها معك وأذكر تلك الابتسامة التي لا تفارق وجهك وأن آخر ابتسامة على وجهك أهديتني إياها يوم فراقك وانتقالك إلى الخالق، لقد كانت هدية وهبة من الله سبحانة واستردها مني فهو صاحبها وخالقها وإليه ترجعين، إن ذكراك في قلبي ورحمك الله يا عزيزتي.

صالح علي


«الفيتو الروسي» عند الغرب مثل شراب «الفيمتو»

 

هكذا تدار سياسات الأمم المتحدة ومجلس الأمن حينما ترى أن من مصلحتها قبول أي فيتو تطرحه إحدى الدول الخمس التي لها حق استخدام الفيتو فإنها تقبله وتعطل حكم الغالبية المعاكسة لتلك الدولة المستخدمة للفيتو وترضخ للفيتو وكأنه أمر إلهي وتعالى الله عما يصفون.

ولكن لو استخدم الفيتو ضد أي مصلحة تخص إسرائيل أو غيرها من الدول الأوروبية فإن مجلس الأمن (العبث) لا يعير ذلك الفيتو أهمية ولا يعتبره أمرًا إلهياً، لماذا؟ لأن مصلحتهم تتضرر وعندها يمرر حكم الغالبية ضاربين الفيتو والذي يعتبرونه ساعتها شرابا يسمى فيمتو فيشربون نخب إلغائه ساعتها.

إن مجلس العبث يلعب بدول الشرق لعبا مهينا وخبيثا ونحن لهم طائعون خانعون فمتى نكون أمة تستطيع شرب الفيتو مثل ما يشربون أم أننا قوم لا يفقهون؟

فإن استخدام الفيتو من روسيا ضد قرار إدانة سورية نموذج صارخ للمهانة التي وصل بها حالنا لأن الدم العربي رخيص وأقل سعرا من تراب روسيا والغرب ولكن الدم الإسرائيلي والغربي يوازي ذهبا وهذا ما يجعلهم يستخدمون الفيتو من أجل هدر دمنا وحفظ دمائهم.

يوسف محمد الأنصاري


جريمة الحرق الجنائي

 

جريمة الحريق العمد تعد من الجرائم الخطيرة في حد ذاتها فضلاً عن أنها تنبئ عن خطورة فاعلها، الذي يلجأ إلى مباغتة المجني عليه باستخدام المواد الحارقة أو القابلة للاشتعال لإلحاق الضرر الجسيم بحياة الأشخاص وأموالهم، وقد يلجأ بعض الخارجين على القانون إلى إشعال النار في الممتلكات العامة أو الخاصة بهدف ترويع الآمنين أو بزعم التعبير عن الرأي.

ويتعرض كل من يرتكب هذه الأفعال أو يشارك فيها بأي صورة سواء بالاتفاق أو التحريض أو المساعدة للعقوبات المقررة ولا يعفيهم من ذلك أنهم ليسوا الفاعلين الأصليين، فقد نص قانون العقوبات البحريني بالمادة (277) منه على تجريم إشعال الحريق عمداً، وحدد عقابا على ذلك بحسب الفعل الذي يتم به إشعال الحريق والضرر الناشئ عنه، حيث قررت الفقرة الأولى من هذه المادة عقوبة السجن مدة لا تزيد عن 10 سنوات على كل من أشعل حريقاً من شأنه تعريض حياة الناس أو أموالهم للخطر سواء كان ذلك المال ثابتاً أو منقولاً، وكذلك لو كان هذا المال مملوكاً للفاعل أو غير مملوك له.

كما نصت الفقرة الثانية من هذه المادة على تقرير ظرف مشدد على هذا الفعل إذا تم إشعال الحريق في مبنى عام أو مخصص للمنفعة العامة، أو في محل مسكون أو معد للسكن، وكذلك إذا تم في إحدى وسائل النقل العامة أو في ذخائر أو أسلحة أو مفرقعات أو وقود أو أنابيب وآبار البترول.

ومفاد هذه الفقرة أن المشرّع البحريني شدد العقوبة مراعاة لمحل الجريمة إذا كان من الأموال العامة أو إذا كان مبنى مسكوناً نظراً لخطورة إشعال الحريق في هذه الأماكن لما ينجم عنه من أضرار وخسائر كبيرة بتلك الأموال والأنفس والأشخاص وتقوم هذه الخطورة أيضاً إذا ما تم إشعال الحريق في الذخائر أو الوقود أو المتفجرات أو البترول.

وقد نصت الفقرة الأخيرة من المادة المشار إليها على عقوبة السجن إذا أفضى الحريق إلى عاهة مستديمة، وهذا يعني أن العقوبة قد تصل إلى 15 سنة، وهي مسألة تقديرية للقاضي بحسب تقدير هذه العاهة ونسبتها وظروف الواقعة، كما حدد المشرّع عقوبة الإعدام أو السجن مدى الحياة إذا أفضى الحريق إلى وفاة شخص.

ومن ذلك يتضح أن المشرّع تدرج بالعقوبة من السجن إلى الإعدام بحسب النتيجة المترتبة على إشعال الحريق وفقاً لما سلف بيانه وأن هذه الجريمة تفترض توافر القصد الجنائي الذي يقوم على العلم والإرادة ويتحقق بمجرد وضع الجاني النار عمداً في الأماكن المشار إليها في هذه المادة.

ويتم استخلاص القصد الجنائي من ظروف الواقعة وملابساتها وأن العمد في هذه الجريمة هو توجه إرادة الفاعل اختياراً إلى وضع النار، أياً كان الباعث عليه، سواء كان الغرض إحراق المكان ذاته أو وسيلة لتحقيق غرض آخر.

ولا يمنع من تطبيق العقوبة المقررة أن يكون الجاني قد تحقق من خلو المكان من ساكنيه أو أن النار لم تشتعل أو لم يكن من شأنها تعريض حياة الناس للخطر، بل تطبق عقوبة الإعدام أو السجن مدى الحياة، إذا ما أدى إشعال الحريق إلى وفاة المجني عليه أو إصابته بعاهة مستديمة حتى لو لم يقصد الجاني إحداث العاهة أو الوفاة طالما أن إشعال الحريق تم عمداً.

أما إذا أسفر البحث والتحري عن أن الجريمة قد ارتكبت بغرض إرهابي، وأخذت سلطة الادعاء في تحقيقاتها بالاتجاه الإرهابي لجريمة الحرق فإن قانون الإرهاب يشير إلى أن الجناة قد تصدر عليهم أحكام تصل إلى عشر سنوات سجن في حالة عدم وجود إصابات أو وفيات، أما في حالة حدوث عاهة مستديمة فإن العقوبة هي السجن المؤبد، ولاشك أن عقوبة الإعدام هي العقوبة المناسبة التي أقرها المشرّع في قانون الإرهاب حينما تكون نتيجة الجريمة الوفاة

العدد 3443 - الخميس 09 فبراير 2012م الموافق 17 ربيع الاول 1433هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً