العدد 3444 - الجمعة 10 فبراير 2012م الموافق 18 ربيع الاول 1433هـ

زراعة البطاطس الحلوة تساهم في حل الأزمة الاقتصادية بالسنغال

ينتج 350 نوعاً منها بمعدل 40 ألف طن في السنة

دفعت الأزمة الاقتصادية والنفطية بالسنغال إلى وقف استيراد الفستق واستبداله بزراعة البطاطس الحلوة التي يعلق عليها السنغال آمالاً كبيرة في توفير حاجيات الصناعات الغذائية والمساهمة في مواجهة الأزمة الاقتصادية.

ويشكل نهر السنغال حيزاً كبيراً لزراعة البطاطس الحلوة بمعدل 40 ألف طن في السنة، وهو يحتوي على 350 نوعا من البطاطس، وتعتبر هذه الزراعة موردا مهما للمزارعين ولدولة السنغال، لما يمكن ان تحققه من أرباح طائلة.

جاء ذلك خلال ورشة عمل يقيمها الاتحاد الدولى للصحافيين العلميين بالعاصمة السنغالية دكار في الفترة من (21 إلى 27 يناير/ كانون الثاني 2012).

وقال مدير معهد تكنولوجيا التغذية أبوبكر أندوى: «من هنا تحولت البطاطس الحلوة من مجرد ثمرة بسيطة إلى مكون رئيسي على المائدة السنغالية كما الأرز».

وأضاف، نستهلك حوالي 7 آلف طن من البطاطس سنويا، فيما نستهلك 17 ألف طن من الأرز بنفس الفترة.

وأوضح: أن «المشروع ساهم في زيادة المردود بحدود 50 طنا في الهكتار الواحد. وقد أدى إلى تعزيز حال المنتجين والمستهلكين والشركات الصغيرة والمتوسطة ومجموعة المصالح العامة. كما أنشئ فريق متخصص من الباحثين في مجال زراعة البطاطس الحلوة وخلق شراكات بين المؤسسات الغذائية والصناعية، مكّنتنا من إحراز ما بين 2.5 إلى 4 ملايين طن في الهكتار الواحد».

من جهتها، قالت الباحثة في معهد التكنولوجيا الغذائية في دكار دون بويا: إن «أصل البطاطس الحلوة من أميركا الوسطى، وقد استقدمها الرحالة الإيطالي كريستوفر كولومبوس إلى إفريقيا، وتزرع في 100 بلد حول العالم، بإنتاج يصل إلى 130 مليون طن سنوياً.

واضافت: «تعتبر المكسيك ودول أميركا الجنوبية الموطن الأصلي للبطاطس الحلوة ويسميها الهنود الحمر «بطاطا»، وقام كولمبوس بنقل البطاطس الحلوة إلى اسبانيا، كما قام في رحلته الشهيرة التي اكتشف فيها الأميركتين بنقل أنواع كثيرة وعديدة من النباتات التي لم تكن معروفة لباقي العالم في وقتها، وقام الاسبانيون بزراعة البطاطس الحلوة وبدؤوا بجني محاصيلها على الفور، بعدها قاموا بتصديرها إلى بريطانيا وجنوا الربح الوفير من ذلك، وقد استخدمها البريطانيون في صناعة فطيرة البهارات التي كانت تقدم للأمير هنري في وقتها».

وقد أخذ البرتغاليون البطاطس الحلوة لإفريقيا ولآسيا وأصبحت البطاطس جزءاً مهماً من طعامهم حتى يومنا هذا.

وأضافت: أن «هناك أكثر من 350 نوعا من البطاطس الحلوة في البلاد، أشهرها نوع يسمى «اليزكوي». وتزرع في الجنوب وعلى ضفاف نهر السنغال على الحدود مع موريتانيا، إذ تنتج هذه المنطقة ربع محصول السنغال من البطاطس الحلوة الذي يقدر بحوالي 40 ألف طن سنويا».

وأشارت بويا: «إلى أنه ورغم تطور تلك الزراعة وزيادة إنتاجها، قد لا يقبل عليها بعض السنغاليين بشكل كبير كما الأرز، لذا يتم منح جزء منها إلى موريتانيا.

ولتعزيز ثقافة الاعتماد على البطاطس الحلوة كغذاء أساسي أطلق معهد تكنولوجيا التغذية مؤخرا مشروعا قوميا مدته 3 سنوات وتم تمويله من الصندوق الوطني للأبحاث الزراعية، يهدف إلى تعزيز استهلاك البطاطس الحلوة، وسهولة توزيعها، وطرحها في الأسواق.

كما يرمي المشروع إلى إدخال البطاطس الحلوة في صناعة الحلويات والبسكويت والمربى، بالإضافة إلى تحسين السلالات الموجودة من البطاطس الحلوة وإنتاج سلالات جديدة.

وقد لعب معهد تكنولوجيا التغذية – مؤسسة حكومية أنشئت في عام 1936- دورا كبيرا في تطوير الحاصلات الزراعية والاستفادة منها كمنتجات غذائية، لأنه يحتوي على العديد من المعامل الخاصة بتحليل عينات المواد الغذائية، ومخبز لإنتاج الحلويات والخبز من عجين البطاطس الحلوة، كما يدعم الشركات العاملة في هذا المجال حتى يتحقق الأمن الغذائي في السنغال، وقام المعهد بالعديد من الأبحاث حول زيادة القيمة الغذائية لمحاصيل البطاطس الحلوة ورفع إنتاجها.

ويعمل المعهد الآن على مشروع آخر يهدف لنقل وتبادل الخبرات والبحوث الزراعية في مجال زراعة البطاطس في شمال إفريقيا، وسيضم 13 بلدا إفريقياً، ويمكن أن يعمم على نطاق واسع عالميا.

من جانبه، قال مدير معهد الأبحاث الزراعية بالسنغال ماكومبا ديوف: «نعمل الآن على أنماط جديدة من الزراعة تهدف لإنتاج أصناف مختلفة ذات مردود كبير وتتسم بصفات خاصة من حيث اللون والطعم كي نلبي احتياجات المستهلكين».

من جهته، قال مدير المطبخ في فندق «نوفوتيل» في داكار جوزيف برييرا: ان «البطاطس الحلوة لا تستهلك كثيرا في السنغال مقارنة بساحل العاج وبالدول الإفريقية الأخرى.

وأوضح: أنها «تستعمل فقط في المطبخ المحلي. كما أنها تستهلك في الأرياف أكثر منها في المدن، ولاسيما في جنوب البلاد حيث تزرع».

وأشار برييرا إلى أن «البطاطس الحلوة تستعمل فقط في طعام واحد في الفندق هو طبق «تيو».

أحد بائعي الخضار والفاكهة في دكار ميرنا دانالو يقول: «ان السنغاليين لا يستهلكون الكثير من البطاطس الحلوة، وعلى الرغم من أن سعر الكيلو منها لا يتجاوز 700 سيفا أي ما يعادل (دولاراً ونصف)، الا أن البطاطس الحلوة تباع أكثر من تلك العادية التي يبلغ سعرها 400 سيفا أي أقل من (دولار).

واضاف دانالو أن أنواع البطاطس الحلوة هي: النوع فاتح القشرة وذات اللون المائل إلى البياض من الداخل، والنوع الآخر ذات القشرة الأغمق وبرتقالي اللون من الداخل وهذا النوع أكثر حلاوة من النوع الأول.

من جهته، يقول رئيس برنامج التغذية في جامعة باستر والأستاذ المساعد في علم الأوبئة في جامعة واشنطن للطب في سياتل مارك كيستين، عند شرائك البطاطس الحلوة اختر دائماً النوع الذي يتسم باللون البرتقالي المزدهر فكلما زاد غنى اللون ازداد محتوى الثمرة من البيتاكاروتين.

وتعتبر البطاطس الحلوة ليست كل ما تزرعه السنغال، إذ تعد من أوائل بلدان العالم في إنتاج الفول السوداني الذي يمثل ثلثي قيمة الصادرات، بالإضافة إلى الذرة الصفراء والبن والكاكاو، والأرز، والقطن، والحمضيات.


كيفية حفظ البطاطس الحلوة

تفسد البطاطس الحلوة سريعا، ويجب التخلص من أي ثمار يعلوها العفن، كما يجب التخلص من الحبات الذابلة، والتخلص من البقع المتعفنة لا ينفع دائماً، حيث ينتشر مذاق طعم مر غير لطيف في بقايا الثمرة حالما يتعفن جزء منها.

ولوقاية البطاطس الحلوة من الفساد، توضع في مكان بارد، ولكن ليس في الثلاجة، لأن درجات الحرارة التي تقل عن 50 درجة فهرنهايتية تصلب لبها وتغير مذاقها.


فوائد صحية

يقول الأستاذ الاكلينيكي المساعد لأمراض التمثيل الغذائي في مدرسة ماونت سيناي للطب في مدينة نيويورك ومؤلف كتاب Controling Diabetes the Easy Way ستانلي ميرسكي: «نظراً لمحتوى البطاطس الحلوة من الألياف فهي تعد أكثر الأطعمة فائدة للمصابين بمرض السكر، إذ إن الألياف تساعد بشكل غير مباشر في خفض معدلات سكر الدم عن طريق ابطاء عملية تحول الغذاء لجلوكوز وامتصاصه داخل مجرى الدم، ولأن البطاطس الحلوة عالية الكربوهيدرات المركبة، فإنها تساعد في السيطرة على الوزن، مما يساعد كذلك في إخضاع داء السكري للسيطرة.

ويضيف ميرسكي: بالإضافة إلى الألياف والفيتامينات المضادة للأكسدة، تحتوي البطاطا الحلوة كذلك على فيتامين (ب) و(ب6) والفولات وهذه هي الفيتامينات التي تعزز مقدرة العقل على أداء بعض وظائفه التي قد تضمحل مع التقدم في العمر.

وتساهم البطاطس الحلوة في التخفيف إلى حد كبير من أعراض الروماتيزم والتهاب المفاصل، ونظراً لخلوها من المواد الدهنية فإنها تعد عاملاً اساسياً في الحد من أمراض القلب المختلفة، والحفاظ على مرونة الشرايين والأوعية الدموية والحد من الكوليسترول الضار في الجسم.

يذكر أن أصل البطاطس الحلوة يعود إلى أميركا الوسطى وأميركا الجنوبية. وبحسب الفاو سنة 2005 فإن الصين هي أكبر زارع للبطاطس، وتوفر نحو 83 في المئة من إمدادات العالم

العدد 3444 - الجمعة 10 فبراير 2012م الموافق 18 ربيع الاول 1433هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً