لم تندم كثيراً تلك السيدة السبعينية الأردنية على ارتدائها السواد مدة عام كامل حزنا على وفاة زوجها على رغم ما ألمّ بها من ألم شديد عندما علمت بأنها كانت مطلقة منه منذ زمن بعيد، واغرورقت عيناها بالدموع وتقول: «الله يرحمه ويسامحه».
تقول أم وليد لوكالة الأنباء الأردنية: «عشنا معا على (الحلوة والمرة) ربع قرن انجبنا خلالها ثلاثة أولاد وبنتا. وبعدها فرضت علينا قسوة الحياة بعضا من مشكلاتها وبدأ يتغير في معاملته معي حتى وصل به الأمر الى ضربي كان آخرها في إحدى ليالي الشتاء القارسة عندما كان ابني عبدالرحمن يبحث عن الدفء وهو يستعد لامتحان التوجيهي فأشعلت المدفأة بالقرب منه وجلست بجانبه وفوجئت بزوجي يضربني ضربا مبرحا لأنني أشعلت المدفاة المخصصة للضيوف، أدخلت على اثرها إلى المستشفى لتلقي العلاج نتيجة الكسور التي أصابتني في مختلف أنحاء جسمي وفقدت على اثرها الوعي». وتبكي كثيراً وتقول: «كان ذلك في العام 1975 وبعد مرور نحو شهر على دخولي إلى المستشفى قرر ابني الكبير أن أعيش معه وخصوصاً انني كنت لا ازال بحاجة الى العناية». وتسترسل. «جاء زوجي لزيارتنا عدة مرات كان يعطينا بعض المال واعلمني في إحدى زياراته بأنه قرر الزواج، وكان ذلك، وبقيت أعيش مع ابني حتى هذا اليوم». لكن المفاجأة الكبرى كانت بعد أن توفي الأب في نهاية العام الماضي وقرر الأبناء إجراء معاملة حصر الارث لتكون الصدمة بأنه لا يوجد أي اسم للام بين الورثة بحجة انها مطلقة منذ العام 1976، وبذلك فليس لها أي حق في ميراث زوجها
العدد 1427 - الأربعاء 02 أغسطس 2006م الموافق 07 رجب 1427هـ