اشتهر العرب قديماً بتميزهم وعلو شأنهم، وها هم اليوم يجددون أمجادهم ويشحذون الهمم لإحراز أعلى مراكز التقدم والتطور!
وخير دليل على ذلك هو ما تمر به البلاد العربية هذه الأيام من محنة ونكبة وحرب إبادة من جانب الكيان الغاشم، كيان الحقد الجاهل البغيض.
وزراء الخارجية العرب اجتمعوا على طاولة مائدتها كثرة الكلام وقلة الأفعال، فبعضهم صفق فرحاً للمقاومة الإسلامية بلبنان، وانفتحت أساريره لعملية الاختطاف، ولكنه صفق من تحت الطاولة خوفاً من أن تقطع يداه ويعتبر من السراق الواجب قيام الحد عليهم. وزير آخر راح ينفث غبار اليأس المعتاد، وصب نار الغضب الهائجة على المقاومة، منتقداً لها ولسياستها، والمضحك المبكي أن أحد وزراء دولة عربية إسلامية ثار بركان غضبه على المقاومة الإسلامية، وراح يلومها لأنها لم تخبر أحداً بما ستقوم به.
لا يلام حكام العرب على صمتهم، وعلى كبح لجام ألسنتهم، فالدولة العبرية اللقيطة لها يد الاخطبوط، ولها سلطة في تحريك الكراسي وإزالة من يجلس عليها.
أمن العقلانية أن حاكماً عربياً يطعن أو يجرح من بيده قرار بقائه على كرسي الحكم؟
وأما ما يصيب أبناء فلسطين ولبنان، فهم معتادون على القتل وشبح الدمار ومناظر برك الدماء، وإن الحكام العرب ستكتفي بمتابعة أخبارهم عبر شاشات التلفاز، وكفى. وزراء الخارجية العرب مثلوا وجهة نظر رؤسائهم الذين يتوجسون خيفة من نمو التيار الإسلامي بفعل المقاومة ذات الصبغة الدينية والايديولوجية العقائدية. يضاف إلى ذلك الخشية من أن يؤدي انتصار المقاومة لغلبة تيار إسلامي ما وتهميش تيارات أخرى، وهذه الخشية في غير محلها.
مواطن
العدد 1428 - الخميس 03 أغسطس 2006م الموافق 08 رجب 1427هـ