حمل العدد الاخير من مجلة «الكشكول» مقالات وابحاثا ركزت على ما سماه باحث «الوجه الجميل للاسلام» وشدد باحث اخر على أهمية قانون «غير مسبوق» تقدم به الحزب التركي الحاكم عن حرية اختيار المعتقد الديني. ورأى الباحث الاخير ان على الإسلام ان يوقع عقداً اجتماعياً جديداً مع مواطنيه ومع العالم. عدد مجلة «الكشكول مختارات معاصرة للأسرة العربية» والتي تصدر عن «مؤسسة الانتشار العربي» في بيروت ويتولى رئاسة تحريرها عبدالغني مروة اشتمل على ما لا يقل عن 24 موضوعاً وبحثا توزعت على صفحات المجلة الـ 80. بعض مواد المجلة كتب خصيصا لها وقسم منها اختير بتنسق وجمع ليقدم للقارئ ما يشبه «ريدرز دايجست» عربية تركز على شئون فكرية وسياسية وايمانية وعلى قضايا التحرر الفكري والاجتماعي. وفي موضوع خاص بالمجلة عنوانه: «رؤية جديدة للإسلام... إسلام الحرية والمعرفة والعدالة إسلام القلب والوجدان والجمال وإسلام الإنسان ليس المهم النص لكن الفهم» تحدث الباحث الإسلامي المصري جمال البنا عن فهمه للإسلام ونظرته اليه في ضوء العصر. ورأى البنا ان رؤية الإسلام في العصور الاولى هي صورة هذه العصور نفسها». وقال «إن تقدم العصر جعلنا نرى الاسلام بنور مصباح كهربائي بقوة الف شمعة في حين ان العصر القديم لم يكن ليسمح برؤية الإسلام إلا في نور سراج ينوص».
واضاف يقول «إن الاسلاف لم يروا الوجه الجميل للإسلام لم يروا إسلام الحريات والمعرفة والعدالة. لم يروا إسلام القلب والوجدان والجمال لم يروا إسلام الانسان ولم يفقهوا ان الإسلام انما جاء للإنسان وان الإنسان لم يخلق للاسلام وانما جاء الإسلام ليخرج الناس من الظلمات الى النور ويحرر الناس ويضع عنهم... الاغلال التي كانت عليهم وليخرجهم من جور الاديان الى عدل الإسلام كما قال القائد الاسلامي ربعي بن عامر للقائد الفارسي رستم».
وكتب الباحث التونسي العفيف الأخضر موضوعا بعنوان: «كيف نصالح الاسلام مع العالم...» ورأى الأخضر ان «على الاسلام ان يوقع عقدا اجتماعيا جديدا مع مواطنيه ومع العالم على غرار الديانات الاخرى». وقال إن بعض الحركات الإسلامية تسير في اتجاه سن قوانين تنسجم مع العصر الحديث. وتحدث عن مبدأين مهمين هما «حرية التدين» و«حرية الضمير». وقال «ومن الاخبار السارة... أقرت لجنة الشئون الداخلية في البرلمان التركي الذي يهيمن عليه حزب العدالة والتنمية الاسلامي بقيادة طيب رجب اردوغان مشروع قانون جديداً غير مسبوق في تركيا يتيح للمواطن التركي حرية اختيار الدين الذي يشاء...» المبدأ الثاني... هو: «حرية الضمير» أي حرية كل إنسان في عدم الاخذ بدين من الاديان مع الاحتفاظ بكامل حقوقه كمواطن وكإنسان»، اضاف «هذان المبدآن الإنسانيان الكونيان يتطلبان ان يكون التدين اختيارا فرديا وليس الزاما جمعيا كما كانت الحال في المسيحية في القرون الوسطى وكما هي الحال في الإسلام الان. كما لوكان التدين مبرمجا في «الجينات» وليس مكتسبا بالتربية والتقليد». ورأى ان «مشروع القانون التركي يدشن لأول مرة في الاسلام التدين كخيار شخصي وهو لذلك جدير بالتحية والدعم لدفع جميع البلدان الإسلامية الاخرى الى تبنيه حتى تتصالح مع قيم عصرها»
العدد 1428 - الخميس 03 أغسطس 2006م الموافق 08 رجب 1427هـ