العدد 1429 - الجمعة 04 أغسطس 2006م الموافق 09 رجب 1427هـ

بعد القصف والنزوح... اللبنانيون يخشون أزمة بنزين خانقة

بعد هموم القصف المتواصل والنزوح المتزايد بات على اللبنانيين أمس (الجمعة) أن يعانوا من هم جديد يتمثل بنقص البنزين الذي يترجم بطوابير طويلة أمام محطات البنزين وبعراك بين السائقين المتوترين ما يستدعي تدخل الشرطة في أكثر الاحيان.

وإذا كان الجميع يستبعدون انقطاعا فوريا للبنزين، فإن أصحاب محطات البنزين وأصحاب الخزانات التي توزع هذه المادة الحيوية لا يخفون خشيتهم من انقطاع البنزين خلال عشرة أيام.

وقال عماد الطبش الذي يدير محطة بنزين في وسط بيروت «في حال لم نتسلم كميات اضافية من البنزين خلال عشرة ايام فسأقفل محطتي. حتى الان افتح لمدة ساعتين فقط يومياً».

وتتدفق السيارات بالمئات على محطات البنزين فيحصل ازدحام وعراك عندما لا يتم الالتزام بالطابور تتدخل الشرطة للفصل بين المتعاركين.

وقال عماد وهو يشير بإصبعه الى الطابور الطويل أمام محطته: «انا مضطر يومياً للاتصال بمخفر الشرطة لمساعدتي على فرض النظام وتهدئة السائقين المتوترين. يمكنكم ان تتصوروا كيف تكون أعصاب الناس في هذا الظرف ومادة البنزين حيوية للجميع».

وكانت شائعات سرت في بيروت عن احتمال التوقف تماما عن التزود بالبنزين. وأعلن مسئولون في الأمم المتحدة أن الكمية المتوافرة قد لا تكفي اكثر من يوم أو يومين الأمر الذي نفاه المسئولون في وزارة الطاقة بشكل قاطع.

وقال المستشار لدى وزارة الطاقة علي برو: «إن المعلومات التي قدمتها الأمم المتحدة مغلوطة تماماً». وأضاف أن «الكمية الموجودة من البنزين كافية».

ولاتزال «إسرائيل» تماطل في السماح بدخول باخرة فيول ومازوت الى مرفأ بيروت على رغم موافقتها على دخولها مع العلم أن هاتين المادتين اساسيتان لتشغيل محطات توليد الكهرباء. كما انها لم توافق بعد على ادخال باخرة تنقل بنزينا.

وقال رئيس نقابة مستوردي النفط بهيج أبوحمزة: لا يوجد اتفاق بعد يتيح لنا ايصال البنزين منددا بالشروط التي تضعها «إسرائيل».

ويقول رئيس اتحاد أصحاب محطات البنزين سامي براكس: إن الاحتياطي المتوافر من البنزين لا يكفي سوى لمدة خمسة أو ستة ايام. إلا أنه أعرب عن ثقته بان سورية ستزود لبنان بحاجته من البنزين.

وبحسب الوكالة الدولية للطاقة، فإن لبنان يستورد حالياً نحو خمسة ملايين طن ونصف المليون.

وخفت حركة المرور في بيروت بسبب النقص في البنزين وبسبب الخوف من تدهور الوضع الأمني.

وقالت سارة الموظفة في المصرف المركزي في بيروت: «إن حالة ذعر تنتاب اللبنانيين بسبب الحرب. وهم يتهافتون بالمئات على محطات البنزين ما يؤدي الى تمضية نصف النهار في الطابور لشراء عشرة ليترات من البنزين».

جمال الذي يدير محطة بنزين موبيل في وسط المدينة قال: إن مخزونه يكفيه عشرة أيام لأن اللبنانيين يستخدمون سياراتهم اقل من السابق بسبب الوضع الأمني المتردي.

وتابع «الكثيرون يطلبون بأن اضع لهم جانبا مئة ليتر. هذا غير منطقي ونحن نقدم حاليا عشرة ليترات لكل سيارة ونفتح صباحا حتى الساعة 13:00 ثلاثة أيام اسبوعيا فقط».

وختم قائلاً: «نحن لا نجني اليوم أرباحاً في عملنا وما نقوم بها هو من اجل بلادنا ومستقبله»

العدد 1429 - الجمعة 04 أغسطس 2006م الموافق 09 رجب 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً