سيطر العدوان الصهيوني على الشعبين اللبناني والفلسطيني على خطب الجمعة يوم أمس، فبينما حذر خطيب الجمعة في جامع طارق بن زياد الشيخ صلاح الجودر مما أسماه بـ «فتاوى التصنيف والتجزئة»، طالب خطيب الجمعة في مسجد الإمام علي الشيخ محمد علي المحفوظ الحكومات العربية والإسلامية بقطع العلاقات مع الكيان الصهيوني.
ذكر خطيب الجمعة في جامع طارق بن زياد في المحرق الشيخ صلاح الجودر أن «أمة الإسلام تعيش اليوم حروباً قذرة، يقودها قوم غدرة فجرة لا يرقبون في مؤمن إلاوذمة، فهذا لبنان الصمود، يصبح ويمسي على أصوات المدافع، وأزيز الطائرات، صور للأطفال الصرعى، والنساء الثكلى، حوادث جسام تناديكم أيها المسلمون وتستنفركم، تستصرخ ضمائركم وقلوبكم، فهل من مجيب؟»، وتساؤل «هل يليق بنا نحن المسلمين أن نسلم إخواننا في فلسطين ولبنان إلى قوم مجرمون، ليصبحوا هدفاً لدباباتهم وطائراتهم وبارجاتِهم؟!».
وأضاف الجودر «أن العدو الصهيوني لايزال يمارس أبشع صور الإرهاب والعنف في لبنان، فطائراته وصواريخه وبارجاته تدك البنى التحتية للشعب اللبناني، فيقتل ويهدم ويشرد، ولايزال إعلامه يروج للأكاذيب والدعاوى الباطلة، ولايزال العالم بمنظماته الدولية ومؤسساته الأممية عاجزاً عن إصدار ولو قرار واحد يدعو إلى إيقاف الحرب!»، متسائلاً «أين شعارات الأمم المتحدة ومجلس الأمن التي ينادي بها، السلام العالمي، وحقوق الإنسان، وسيادة الدول على أراضيها ومياهها؟»، مشيراً إلى أن «المقاومة اللبنانية لا تملك ما لدى «إسرائيل» من أسلحة فتاكة، ولكنها استطاعت أن تصمد كل هذه المدة من دون دعم من دولة أو مساندة من نظام؟، فـ «إسرائيل» وجيشها الذي لا يقهر هو أعجز من الوقوف في وجه مقاومة في بلد، فما بالكم بالجيوش العربية والإسلامية!»، مؤكداً أن «المقاومة اللبنانية لا تدافع عن نفسها ومكتسباتها كما يروج لها البعض، ولكنها تدافع عن كرامة أمة أهينت لأكثر من 50 عاماً، لذلك حق على الأمة أن تقف مع الشعبين اللبناني والفلسطيني ودعم المقاومة فيهما».
وحذر الجودر مما أسماها فتاوى التصنيف الطائفي قائلاً «ثم إياكم عباد الله من فتاوى التصنيف والتجزئة (طائفية أو مذهبية) التي يحاول أصحابها دعم الكيان الصهيوني وإضعاف المقاومة وشق الصف الإسلامي، فمن يقاوم عن سيادة لبنان هو الشعب اللبناني بجميع فصائله وتياراته وقواه، ومن يقف مع لبنان هو أبناء هذه الأمة بكل تلاوينها ومشاربها»، داعياً إلى الوقوف مع الشعبين اللبناني والفلسطيني «إن مسئوليتكم في هذه المحنة كبيرة، قفوا مع الشعب اللبناني كما تقفون مع الشعب الفلسطيني، ساندوه بكل ما تملكون من مال أو دعم أو مساعدة إنسانية، وخاطبوا الرئيس الأميركي (بوش) وأرسلوا له برسائل الاستنكار لوقوفه الكريه مع الدولة الغاصبة إسرائيل»، وتساءل «فأين وعوده التي قطعها على نفسه، من حرية تقرير المصير للشعوب والديمقراطية والمساواة».
حيا خطيب الجمعة في مسجد الإمام علي في بني جمرة الشيخ محمد علي المحفوظ «المقاومة الإسلامية الباسلة المتمثلة في حزب الله على صمودهم وجهادهم المستميت ودفاعهم عن كرامة وحرية واستقلال لبنان»، مضيفاً «فعلاً هم يقاتلون نيابة عن كل العرب والمسلمين».
وأشار المحفوظ إلى أن «الحرب كشفت أن «إسرائيل» ما هي ألا نمر من ورق، وأن أسطورة الجيش الذي لا يقهر ما هي إلا أسطورة صنعها الإعلام العربي أكثر مما روجت لها «إسرائيل»، وها نحن نرى كيف تحطمت هذه الأسطورة وعجز الجيش الصهيوني المدجج بالسلاح عن تحقيق أي انتصار أو انجاز عسكري يذكر».
وأضاف المحفوظ «إزاء هذا العدوان الصهيوني الغاشم على لبنان ومقاومته وأهله، رأينا كيف أن الجيوش العربية وقفت متفرجة، أو اكتفت بتقديم المساعدات الطبية والغذائية وتركت حزب الله وحيداً في ساحة المعركة»، مردفاً «ومع أنها مشكورة على هذه المساعدات إلا أن المطلوب ابعد من ذلك»، وطالب الحكومات العربية بـ «قطع العلاقات الدبلوماسية مع الكيان الصهيوني، وتعليق الاتفاقات مع منظمة التجارة الحرة، استخدم سلاح النفط كما حدث في حرب أكتوبر العام 1973».
وعلى الصعيد المحلي تناول المحفوظ الانتخابات النيابية مشيراً إلى أنه «وبعد خروج الجمعيات السياسية من دائرة المقاطعة والمشاركة للانتخابات النيابية في المرحلة الماضية فإذا بالسجال يدور الآن بينها ليس على صلاحيات المجلس النيابي ولا عن البرنامج الانتخابي المترقب من قبل المرشحين الجدد وانما نجد الصراع محتدما بين المرشحين أنفسهم في مختلف المناطق ومن مختلف الجمعيات»، مردفاً «من المفترض أن تبدأ مرحلة جديدة من مواجهة الاستحقاقات بوعي وحكمة وصدقية إذ إن المرحلة تتطلب ذلك، بينما نجد احتدام الصراعات بين المتنافسين على الدخول للانتخابات بعيدا عن التفكير في البرنامج السياسي، وبعيداً عن التوقف عند أزمة صلاحيات المجلس النيابي».
وأضاف «رأينا كيف أن الصراع بين المرشحين أصبح على من يصل للمجلس النيابي، ولا أحد يتحدث منهم عن ضعف الصلاحيات التي أعطيت للمجلس أو عن القوانين المكبلة للحريات داخل البرلمان (...) وسابقاً إبان الانتخابات البلدية كان كل مترشح يطرح برنامجه الخاص بشأن ما سيقدمه للناس من إصلاحات وتغييرات أما الآن وفي ظل اقتراب الانتخابات النيابية فلا أحد يتحدث عن برامج سياسية أو اقتصادية».
وأشار المحفوظ إلى «وجود أكثر من 50 عائلة سجين سياسي يعانون من الفقر والحاجة ويحتاجون إلى الدعم المالي والمعنوي والسياسي، فلذلك فنحن ندعو الصناديق الخيرية والتجار المؤمنين إلى مد يد العون والمساعدة لتلك العوائل المحتاجة التي يقبع أبناؤها وكفيلها داخل السجن»، موضحاً ان «الحكومة تتغاضى عن كثير من الجرائم كالاختلاسات والمخدرات والخمور والفساد ونجدها هنا تقوم بتجريم المواطنين واخذ الكفالة المالية منهم، بينما تعاقب المواطنين الشرفاء بالسجن بتهم سياسية تارة وبتهم جنائية تارة أخرى وفي اعتقادنا ما هم الا سجناء رأى لا أقل ولا أكثر».
أوضح خطيب الجمعة في جامع المهزع بالمنامة الشيخ عبدالناصر المحمود أنه «يراد كسر المقاومة والجهاد في لبنان وفلسطين وعند الشعوب العربية والإسلامية بوسائل عدة منها الوسائل المالية والضغوط النفسية والتعذيب ومحاولة عمل المجاز لكسر الشوكة»، مشيراً إلى أن «قصة الصحابي عبدالله بن حذافة تعطينا مبدأ قوياً وتمسكاً بالدين والمقاومة والجهاد حتى لا نتزعزع قدر أنمله، وواجب على المسلمين في هذا الوقت أن تكون كلمتهم واحدة سنة وشيعة، شعوباً وحكاماً في الدول العربية والإسلامية».
وأضاف المحمود «فكما بدأت مناصرة الحكومات بمناشدة الشعوب بالتبرع والدعم المادي الذي أصبح فرض عين على المسلمين لمناصرة المجاهدين في لبنان وفلسطين ضد الصهاينة فيجب أن تكون التحركات السياسية بهذا المستوى نفسه وبقوته»، منوهاً إلى «وجود منشورات تحرض على الفتنة بين السنة والشيعة فيجب الحذر من هذه الأمور وعدم الوقوع في هذا الفخ الذي يراد به زعزعة الأمن ودب الفتنة في هذا البلد الحبيب بين المسلمين بعضهم بعضاً وهو أمر في غاية الخطورة ويجب عل الحكومة أن تضرب بحديد على من يريد زعزعة أمن البلد بالفتنة الطائفية».
انتقد خطيب الجمعة في مسجد الإمام الصادق بالقفول السيدمحمد هادي الغريفي إحدى الصحف المحلية، مشيراً إلى أنها «معروفة الدعم والتمويل ومعروفة التوجه تشن حملة من أجل فتنة طائفية في هذا البلد فمن المجلس الإسلامي العلمائي إلى جمعية «الوفاق» إلى جمعية التوعية إلى المقاومة الإسلامية في لبنان والمسلسل يطول ويطول في شن حرب طائفية في هذا البلد تشنها هذه الصحيفة معروفة الهوية، فنرجو أن يأخذ موقف واضح منها، وعدم الانزلاق في فتنة طائفية تحرق الأخضر واليابس».
وفي الشأن السياسي قال الغريفي «سمعنا تصريحاً لرئيس الوزراء الصهيوني حينما قال انه تلقى اتصالات من دول عربية وإسلامية تسانده في هذه الحرب وتبارك له تصفية المقاومة الإسلامية في لبنان ولم نسمع لحد الآن أي استهجان وأي رفض لهذه التصريحات».
وأردف «بل سمعنا التأكيد من لسان عربي وخليجي وهو وزير الخارجية القطري في لقائه مع قناة «الجزيرة» أن هناك اتصالات لـ «إسرائيل» لتصفية المقاومة الإسلامية، فالحرب لا تشنها «إسرائيل» وأميركا فقط وإنما يشاركهم الحكام العرب في هذه الحرب الشرسة على لبنان»، مشيراً إلى أن «فنزويلا دولة معروفة وقد اتخذت موقفاً في إيقاف النفط وسحبت سفيرها من «إسرائيل»، دولة مسيحية اتخذت هذا الموقف ونحن دول عربية وإسلامية مازلنا نراهن على عملية السلام مع الكيان الصهيوني، وأن هناك حال التطبيع وأنه لابد أن نصالح معه ونهادنه حتى نأمن من شره».
وأضاف «ونحن بدورنا كشعب في البحرين نطالب الحكومة بفتح المكتب الذي أغلقته قبل شهر تقريباً أي مكتب مقاطعة البضائع الصهيونية، ولن نتحدث في التجارة الحرة بين البحرين وأميركا لأنها خير شاهد على دخول البضائع التي تكون بمسمى «إسرائيل» أو غيرها ستدخل إلى أرض البحرين».
وانتقل الغريفي للحديث عن الشأن المحلي مؤكداً أن «المجتمع البحريني يشهد زخماً كبيراً من مشروعات التدمير الخطيرة، هذا المجتمع الصغير في مساحته والصغير في عدد شعبه إلا أن موقعه يبدو كبيراً جداً مما دفع بمخططات الإفساد الأخلاقي أن تركز على هذا البلد حتى أصبحت البحرين وفق تقرير أميركا مصنفة ضمن الدول التي تتاجر بالجنس البشري»، موضحاً أن «تقريراً أميركياً صدر قبل أشهر عدة ذكر أن البحرين من ضمن الدول التي تتاجر بالرقيق والبغاء»، وعلق «نرجو ألا يكون هذا التقرير صحيحاً ولكن الواقع يقول بذلك، كما أن واقع هذا البلد المسلم يشهد في هذه المرحلة حركة محمومة للدعارة والفساد الأخلاقي وقد أصبحت هذه مرعبة جداً تهدد أجيالنا شباباً وشابات وتهدد أسرنا وتهدد مجتمعاً بالكامل»
العدد 1429 - الجمعة 04 أغسطس 2006م الموافق 09 رجب 1427هـ