مدرب كبير وقدير ارتبط اسمه ارتباطا وثيقا بأحد أندية العاصمة الكبيرة ولعل ذلك الارتباط الوثيق بين النادي والمدرب ليس أساسه شيئاً عدا الإنجازات والبطولات التي حققها هذا المدرب مع نادي العاصمة.
وارتباط اسم هذا المدرب يتعدى أن يكون ارتباطا بالنادي فقط بل هناك أيضا رابط كبير بينه وبين الرياضة في المملكة بشكل عام كيف لا، وهو أول مدرب أجنبي و يقود ناديا محليا للفوز ببطولة خارجية على مستوى جميع اللعبات الجماعية في المملكة.
المدرب هو التونسي الخبير نور الدين بن عامر والنادي هو النجمة (الوحدة قبل الدمج) والإنجازات المحلية مع النادي بطولتا دوري وكأس حينما دربه لموسمين متتالين والبطولة الخارجية الأولى في تاريخ الألعاب الجماعية التي حققها مع النجمة هي بطولة الأندية الخليجية أبطال الكؤوس التي أقيمت في مدينة الشارقة الاماراتية في 1984.
مدرب له تاريخ طويل وبعد أكثر من 24 عاما يعود من جديد لكرة اليد البحرينية ليقود الفريق نفسه وهو النجمة بمسماه الجديد ولذلك «الوسط الرياضي» اتصل به في تونس الخضراء في العاصمة تونس حيث يقطن بن عامر وأجرى معه لقاءً قصيرا كشف فيه عن بعض من ذكرياته الجميلة مع النجمة قبل 24 عاما ولأن الذكريات جميلة فهو لم ينسها.
هل لك أن تصف لنا شعورك لعودتك إلى البحرين مجددا بعد رحيل دام 24 عاما لتدريب الفريق نفسه الذي أشرفت عليه في تجربتك الأولى في 1982؟
- في الواقع لا أخفي عليك سعادتي وفرحتي وسروري لعودتي من جديد للبحرين وإلى نادي (الوحدة) فهذا النادي عزيز علي ونلت فيه كل الاحترام والترحاب لأنني عرفت فيه رجالاً من لاعبين ومسئولين وجماهير مازالت أسماؤهم راسخة في ذاكرتي وذاكرة أولادي أيضا إذ إنني دائما ما أرجع إلى الماضي وانظر إلى صور الفريق إبان إشرافي عليه ولعلي متحسر جدا على وفاة أحد المشجعين الذين اتذكرهم جيدا وهو محمود عبد الله شقيق اللاعب عصام عبدالله الذي سمعت عنه قبل أيام.
ما حقيقة ما سمعناه بأنك رفضت عروضا مغرية مقابل قبولك العودة لتدريب النجمة من جديد بعد 24 عاما من الرحيل عنه؟
- نعم هذا الكلام صحيح فلقد تلقيت عروضا خارجية وداخلية أبرزها من نادي الترجي التونسي أحد أعرق الأندية في تونس كما يعرف الجميع ومن أحد الأندية الاماراتية أيضا.
إذا لم رفضت تلك العروض وقبلت بعرض النجمة؟
- بصراحة حبي للبحرين ولنادي النجمة ورغبتي في العودة مجددا للبحرين جعلني أرفض كل العروض التي حصلت عليها على رغم نادي الترجي الذي دربته لخمس مواسم متتالية كانو متمسكاً بي ولكني رفضت البقاء في تونس وفضلت العودة إلى النجمة.
بعد أن تركت النجمة قبل 24 عاما... هل شاهدت الفريق بعد ذلك؟... ومتى كان ذلك؟
- نعم في الموسم الماضي تابعت مباراة الفريق مع باربار وكانت المباراة قوية وحماسية من الجانبين ولم اتعرف إلا على حارس الفريق محمد أحمد الذي صار (عجوزا) وبصراحة تغير شكله علي وفرحت كثيرا عندما شاهدته يلعب مع الفريق وهذا يعني أنه لعب مع الفريق الأول بالنادي 24 عاما.
كيف تقارن بين جيل النجمة 2006 والنجمة 1982 أيام كنت تشرف عليه؟
- سأكون ظالما في تقييمي لجيل 2006 لأن مباراة واحدة لا تكفي أبدا للحكم على لاعبي الفريق ولكن بشكل عام هناك أسماء جيدة وإمكانات جيدة أيضا وتحس بأنهم فاهمين ومستواهم متقارب مع باربار ولكني أستطيع الحكم عليهم بعد وقت من تسلمي مهمة الإشراف على الفريق.
- صحيح... حدثنا عن جيل النجمة 1982 إذاً!
- بالتأكيد التقييم لجيل 1982 يكون واضحا ومنطقيا لأني أشرفت على تدريبهم لموسمين متتاليين وأستطيع أن أقول في البداية بأن لاعبي ذالك الجيل من أصحاب الأخلاق الرفيعة وأصحاب العزيمة العالية في التدريب ولديهم رغبة كبيرة في الحضور للتدريب في تلك الأيام وإلا كيف تفسر تلك الرغبة في ظل أن النادي في ذلك الوقت لم يكن يمتلك ملعبا وكان يتدرب على موقف سيارات واستطاع أن يقهر جميع الفرق الخليجية حتى نادي أهلي جدة السعودي الذي استعد للبطولة في ألمانيا وكان يملك لاعبين على مستوى عال ويحقق البطولة بسواعد لاعبين أتذكر منهم نبيل طه وعصام عبد الله وجمال العسومي وعدنان سيار وخالد عبدالله وفيصل حميد تحملوا الألم القاسي في التدريبات من أجل تحقيق بطولة للنادي.
هل تغير نور الدين في الوقت الحالي عن نور الدين مع النجمة 1982؟
- بالتأكيد الإنسان يتغير بطبيعة الحال، الخبرة الميدانية تتغير والحكمة في التدريب أيضا تتغير، وكل ذلك بفعل كثرة المباريات واللعب على البطولة و(قالها ضاحكا) حتى الشعر تغير أيضا، ولكن الأسلوب في التدريب لم يتغير.
النجمة في الموسم الماضي لعب في 3 بطولات إحداها خارجية في بطولة كأس الخليج للأندية ولم يحقق أي بطولة بل صار وصيفا لكل البطولات التي لعبها... هل تعد إدارة وعشاق النجمة بشيء في الموسم المقبل؟
- أقولها بصراحة عبر «الوسط الرياضي» أنا لا أعد النجماوية بشيء على الإطلاق بشأن تحقيق أي بطولة في الموسم المقبل ولكني أعدهم بالعمل الجاد والحماسي مع الفريق وأنا أقول إن أي مدرب سيكون كذابا لو يقول إنه سيحقق كذا وكذا قبل بداية الموسم وأنا إلى حد الآن لم أتسلم الفريق ولا أعرف إمكانات الفريق ولذلك أنا أعدهم فقط بأني سأبذل قصارى جهدي لكي أفرحهم وهم يعرفوني جيدا وأما تحقيق البطولات فهي إرادة إلهية وأنا أتمنى من اللاعبين مساعدتي في تحقيق ذلك لأن اليد الواحدة لا تصفق ونحن سنعمل بجد والباقي على الله.
كلمة أخيرة كابتن نور الدين؟
- الرياضة في العالم تتطور وأتحدث عن لعبة كرة اليد ولذلك فإن كرة اليد البحرينية لابد أن تتطور لتواكب التطور الحاصل في العالم لأن كرة اليد البحرينية تمتلك خصائص جيدة تستطيع أن تفرض نفسها على القارة الآسيوية ومنافسة الأندية المحلية على البطولات الآسيوية في الواقع غير كاف، ولذلك كل ما أتمناه وبكل صدق أن يترجم عمل الأندية إيجابيا في المنتخب لتكون البحرين من المنتخبات المنافسة في القارة ومن ثم ينال المنتخب شرف المشاركة في بطولة كأس العالم أيضا
العدد 1429 - الجمعة 04 أغسطس 2006م الموافق 09 رجب 1427هـ