العدد 1430 - السبت 05 أغسطس 2006م الموافق 10 رجب 1427هـ

زكام...

الجو صيف، الناس بعضها مسافر والباقي مو طايق نفسه من القعدة في البحرين، والكل يفكر في الحرب في لبنان، ويتابع القصف اليومي على الأبرياء، والعالم مشغولة كل واحد في همه في هالصيف القاتل، مبنى كامل احترق وماتوا فيه عمال، ومسيرات واعتصامات وحملات تبرعات يومياً للبنان، وأنا في وسط كل هالزحمة، يصيدني زكام!

يعني أنا ناقصة، مو كفاية المشاكل اللي صايرة في كل مكان، بعد يشرف «الزكام» علشان يضيق خلقي. ألحين الزكام لو ياي في الشتا، بنقول ما عليه، نبلعها، اسمه «يازعم» شتا والجو بارد، لكن ألحين، في عز الصيف، ييني الزكام، شلون وليش؟

والظاهر انها موجة زكام بعد، ما اقتصرت علي بروحي، أكثر من واحد أو واحدة أعرفهم صادهم الزكام في الفترة الأخيرة، اللي يعاطس من صوب، واللي يكح من صوب. والكل راسه يعوره وجسمه تعبان ومو قادر يتحرك أو يشتغل.

وللحين محد قادر يفك لغز هالزكام، والموجة اللي سببها من العطاس والكحة وأزمات نقص «الكلينكس» من الأسواق والبرادات والمحلات «الكبرى». البعض يقول هذي بوادر «انفلونزا الكتاكيت» عفواً «الطيور»، والبعض يقول هذي قنبلة من فيروسات «الانفلونزا» نشرتها علينا الحكومات العربية علشان تمرضنا وتشغلنا بالمرض وعوار الراس عن عوار الراس الأكبر في متابعة أخبار الحرب في لبنان، والبحث عن إجابة واضحة للسؤال اللي يدور في راس كل الناس هالأيام: شنو صاير في الدنيا، وفينا؟ ليش الكل ساكت عن هالمجازر؟

طبعاً العقلاء عندهم سبب أكثر إقناعاً في تفسير موجة «الزكام»، ببساطة إنكم يا جماعة متدلعين عدل، في كل مكان مكيفات، طالعين من البيت المكيف، إلى الشمس في الشارع، بعدين إلى السيارة المكيفة، بعدين إلى الشمس في الشارع، بعدين إلى الشغل المكيف، بعدين إلى الشمس في الشارع. يعني شنو هالجسم اللي بيتحمل شمس ومكيف كل شوية، غصباً عليه يمرض حتى بدون فيروسات ولا هم يحزنون.

بصراحة المفروض نخجل من أنفسنا، ألحين احنا «زكمنا» من المكيفات، والناس في لبنان ما عندها كهرباء حتى للضروريات، المفروض نسوي حملة ونقاطع المكيفات تضامناً مع الشعب اللبناني، وبالمرة نريح نفسنا من الزكام.

لكن هالحملة مستحيل تصير طبعاً، لأن الناس مستعدة تسوي أي شي، تطلع مسيرات، تتبرع، تصارخ وتقعد تحلل وتنتقد، لكن مو مستعدة تستغني عن المكيفات، لا وفي عز الصيف بعد! احنا أصلاً لو تنقطع علينا الكهرباء ساعتين، طلعت روحنا من الحر، شلون لو استغنينا عن المكيفات، وقررنا فجأة نعيش في الجو الطبيعي للبحرين، ساعتها ما يحتاج «إسرائيل» أو أي أحد غيرها يقصفنا بصواريخ لو فكروا مثلاً، لأن الجو بيكون قضى علينا «عن بكرة أبينا»!

فإذاً، المكيفات وما في أمل نستغني عنها، والفيروسات وما نقدر نسوي فيها شي، يعني باختصار ما في حل للزكام، لازم بس تتحملونه لحد ما يقرر يروح. بصراحة ما في أسخف من هالمرض ولا أثقل دم، يعني اسمه بس «زكام»، المفروض انه أسهل الأمراض، لكن لما يصيد الواحد ما يقدر يسوي أي شي، راسه يعوره، مخه موقف، أعصابه مشدودة، جسمه تعبان، ما يقدر يتنفس، كل شي باختصار خربان، والسبب بس «زكام».

وبحكم التجربة المريرة مع الزكام، والتجربة الأمر في مشاهدة فظائع الحرب في لبنان، قررت أتوجه إلى «إسرائيل» في عملية «فدائية»، أعدي فيها المحترم «أولمرت» بالزكام، بشرط يكون زكام من النوع القوي والفتاك، اللي يفر الراس ويتعب الجسم ويهلك الأعصاب، ويخليه ما يقدر يتنفس، يمكن يحترم نفسه ويوقف قصف الصواريخ...

أنثى

«إن لم تعجبكم... فاحسبوها ثرثرة

العدد 1430 - السبت 05 أغسطس 2006م الموافق 10 رجب 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً