واصلت المنظمات والنقابات والجمعيات السياسية والحقوقية البحرينية حملاتها المناهضة للعدوان الإسرائيلي على لبنان والداعمة لموقف المقاومة اللبنانية، فقد انتقد ممثلو عدد من المنظمات غير الحكومية آلية تعامل منظمة الأمم المتحدة وموقفها من الأزمة اللبنانية، واتفقت غالبية آراء ممثلي الجمعيات خلال اجتماع دعا إليه برنامج الأمم المتحدة الإنمائي برئاسة المنسق المقيم للأمم المتحدة سيد آغا، على أن الأمم المتحدة لم تقم بدورها المطلوب في الأزمة اللبنانية. وكان الاجتماع خصص من أجل التشاور والتنسيق بشأن دور الأمم المتحدة في شراكتها مع المملكة على المستوى الحكومي والمجتمع المدني، والتشاور بشأن تطوير العمل المشترك بين الأمم المتحدة والجمعيات غير الحكومية في مجالات التنمية الاقتصادية و الاجتماعية المستدامة. في سياق متصل قال عضو الجمعية البحرينية لحقوق الانسان سلمان كمال الدين بعد اجتماعه مع السفير اللبناني لدى البحرين محمد شكيب الحجار إن هذا الاجتماع جاء ليؤكد تضامننا المطلق مع الشعب اللبناني الشقيق ومقاومته الوطنية.
المنامة - أماني المسقطي
سيطر الحديث عن انتقاد آلية تعامل منظمة الأمم المتحدة وموقفها من حرب لبنان على الاجتماع الذي دعا إليه برنامج الأمم المتحدة الإنمائي المنظمات غير الحكومية البحرينية، وذلك في مقر بيت الأمم المتحدة يوم أمس (الثلثاء)، وهو الاجتماع الذي ترأسه المنسق المقيم للأمم المتحدة آقا.
واتهم ممثلو الجمعيات منظمة الأمم المتحدة بعدم قيامها بدورها المطلوب في الأزمة اللبنانية.
وكان الاجتماع خصص من أجل التشاور والتنسيق بشأن دور الأمم المتحدة في شراكتها مع مملكة البحرين على المستوى الحكومي والمجتمع المدني، والتشاور بشأن تطوير العمل المشترك بين الأمم المتحدة والجمعيات والمنظمات والمؤسسات غير الحكومية في مجالات التنمية الاقتصادية والاجتماعية المستدامة، بالإضافة إلى مناقشة الأوضاع الراهنة في المنطقة العربية. غير أن المحور الأخير والمتعلق بالأوضاع الراهنة في لبنان هو الذي سيطر على النقاشات في الاجتماع.
وأشار آقا خلال اللقاء إلى أن السلام والرفاه لا يمكن أن يتحققا إلا عبر الشراكات التي تضم الحكومات والمنظمات غير الحكومية وقطاع الأعمال، مذكراً بما أشار إليه الأمين العام للأمم المتحدة كوفي عنان حين أكد أن الكل في حاجة للآخر في هذا العالم، لافتاً إلى اللجنة الدائمة التي شكلتها الأمم المتحدة في جنيف وتعني بإشراك كل المنظمات غير الحكومية في نقاشات دائمة بشأن الأمور المصيرية ذات العلاقة بالأمان والسلام والتنمية.
وقال: «المنظمات غير الحكومية أصبحت شريكة الآن في المساهمة في اتخاذ القرارات المصيرية وفي النقاشات التي تتولى الأمم المتحدة المبادرة بشأنها».
وبيّن آقا أن الهدف من اجتماع أمس هو تكوين شراكة مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي مع المنظمات غير الحكومية في المملكة، وذلك لأغراض التشاور على مستوى المملكة والمنطقة، ناهيك عن التشاور في بعض الأمور ذات العلاقة بالعولمة.
كما ذكر أيضاً أن منظمة الأمم المتحدة معنية بتنفيذ كل ما تتوصل إليه الدول الأعضاء من قرارات، على اعتبار أن الجمعية العامة هي الطرف الأعلى في صنع قرار منظمة الأمم المتحدة.
وأوضح كذلك أن صناديق الأمم المتحدة تعمل في سبيل مساعدة البلدان لتحقيق التنمية، ومنظمات برنامج الأمم المتحدة الإنمائي وبرنامج الأمم المتحدة للتنمية الصناعية وبرنامج الأمم المتحدة للبيئة تعمل على تقديم هذه المساعدات.
ورفض الحضور أن يسهب آقا في شرحه لآليات عمل الأمم المتحدة، في محاولة منه لتبرير موقف الأمم المتحدة مما يجري في لبنان.
واعتبر بعض ممثلي الجمعيات أن تنظيم الاجتماع جاء متأخراً، سواء على صعيد العلاقات مع المنظمات غير الحكومية أو على صعيد الأوضاع الأخيرة في لبنان التي مضى عليها نحو شهر.
كما وجه بعض ممثلي الجمعيات الاتهام للأمم المتحدة فيما يتعلق بعدم اهتمامها بالتجاوزات والعمليات العسكرية التي تحدث في لبنان.
ووصف البعض الأمم المتحدة بالسيف المسلط على الدول العربية والإسلامية، مشيرين بذلك إلى إلزامها للدول العربية القرارات الصادرة عن «إسرائيل» في حين لا تلزم «إسرائيل» بالقرارات الصادرة عن الدول العربية.
كما أشاروا كذلك إلى أن البعض مازال يرى الأمم المتحدة غير قادرة على تقديم ما هو إيجابي في الجانب السياسي، معتبرين أنها بحاجة إلى دفعة قوية لتعود صورتها مشرفة أمام الآخرين.
وهو الأمر الذي علق عليه آقا بالقول: «أشاطركم عبارات القلق التي أبديتموها، وأعتقد أنكم إذا فهمتم كيف تعمل الأمم المتحدة، لكنا تفادينا بعض سوء الفهم الذي حدث، نحن غاضبون ومحبطون بدرجتكم نفسها».
وأشار مدافعاً عن موقف الأمم المتحدة، إلى تصريحات عنان منذ اليوم الأول لاندلاع الحرب في لبنان، حين نادي بوقف الأعمال العسكرية فوراً، مبيناً أنه لو كانت الدول الأعضاء في المنظمة قد استجابت لنداء الأمين العام، لكان بالإمكان تجنب سقوط هذا العدد من الأرواح البريئة.
وقال: «صحيح انه لم يتغير شيئاً منذ بداية النزاع، لكن ذلك ليس بسبب عدم قيام المنظمة باتخاذ أي موقف في هذا الشأن، وإنما بسبب عدم اتفاق الدول الأعضاء على موقف موحد».
وأبدى بعض ممثلي الجمعيات تحفظاً على أحد بيانات المنظمة التي دعا فيها الأمين العام إلى نزع سلاح الميليشيات، سائلين فيما إذا كان ذلك يعني بالإشارة إلى سلاح حزب الله، وهو الأمر الذي دفع آقا إلى القول إن هذا البيان جاء بالتشاور مع الحكومة اللبنانية التي أعلنته في اجتماع وزراء الخارجية العرب الذي عقد قبل يومين.
كما سأل ممثلو الجمعيات عما إذا كان تنظيم الاجتماع جاء بقرار من قيادة الأمم المتحدة لعقده، مشيرين إلى أن بعضهم وخصوصاً ممثلي الجمعيات النسائية والشبابية تقدموا بعدة اقتراحات للتعاون مع البرنامج غير أنها رفضت على اعتبار عدم وجود تمويل لهم.
وفي الإطار نفسه، أشار بعض ممثلي الجمعيات إلى أن من المعوقات التي تحول دون التعاون مع البرنامج، تتمثل في ضرورة أن ترشح الحكومة الجمعية للحصول على دعم البرنامج.
وأوضح آقا أن الأولويات التي تشكل محاور شراكة مع المنظمات غير الحكومية، تتمثل في الأمور ذات العلاقة بمكافحة الفقر والبطالة، ناهيك عن الأمور المعنية بالمرأة والتربية والوقاية من مرض المناعة المكتسبة «الإيدز».
كما أكد الحاجة إلى آلية تكفل تعاون المنظمات غير الحكومية في البحرين بعضها بعضاً، مشيراً إلى أنه في هذا الإطار اتصل بوزارة التنمية الاجتماعية بغرض تقديم المساعدة في هذا المجال عبر المزيد من التنسيق مع هذه المنظمات.
ونوه بأن مركز المنظمات غير الحكومية يقوم بذلك كخطوة أولى، يليها عقد اجتماعات مقبلة مع ممثلي هذه المنظمات لمناقشة الموضوعات ذات العلاقة بالتمويل، مشدداً على أن برنامج الأمم المتحدة هو منظمة غير مانحة وإنما إنمائية تهدف إلى المساعدة التقنية والفنية، وتنظر إلى المنظمات غير الحكومية على أنها شريكة في تنفيذ المشروعات
العدد 1433 - الثلثاء 08 أغسطس 2006م الموافق 13 رجب 1427هـ
