أعلنت محكمة عسكرية في موسكو أنها حكمت أمس بالسجن 13 سنة على كولونيل سابق في أجهزة الاستخبارات الروسية أدين بالتجسس لصالح بريطانيا. وأعلن الناطق باسم المحكمة يفغيني كوميساروف أن الضابط المتقاعد سرغي سكريبال (55 سنة) اعترف أمام المحكمة بأنه كشف للاستخبارات البريطانية هوية الكثير من الجواسيس الروس العاملين في أوروبا. وأوضح كوميساروف أن جهاز الاستخبارات البريطاني (أم آي 6) دفع لسكريبال أكثر من مئة ألف دولار (78 ألف يورو) عبر حساب مصرفي في اسبانيا ضمن سلسلة صفقات تمت بين 1995 وحتى ديسمبر/كانون الأول 2004 عندما القي عليه القبض. ونقلت وكالة «ريا - نوفوستي» عن النائب العام العسكري سرغي فريدنسكي أن هذا الحكم «شرعي ومبرر» موضحا أن الضابط سيجرد من رتبته. وأفادت صحيفة «ازفستيا» أن سكريبال بدأ العمل مع جهاز «أم آي 6» عندما كان في الخارج واستمر في التواصل مع عميل بريطاني بعد عودته إلى روسيا. ووضع العملاء الذين كشف سكريبال عن هوياتهم تحت المراقبة قبل أن تعيدهم الدول التي كانوا يعملون فيها إلى موسكو. وكانت موسكو اتهمت أجهزة الاستخبارات البريطانية في قضية كان لها أصداء اكبر كشفت في يناير/ كانون الثاني. ففي حينها، أعلن الرئيس السابق للاستخبارات الروسية نيكولاي كوفاليف (أف أس بي) الذي أصبح اليوم نائبا مواليا للكرملين، اعتقال جاسوسين يعملان لمصلحة بريطانيا في إطار فضيحة أطلق عليها اسم «حجر التجسس» البريطاني.

على صعيد متصل، فتحت قضية اعتراض مكالمات مساعدي ولي العهد البريطاني الأمير تشارلز من قبل أحد الصحافيين ملف التنصت على المكالمات الملكية في بريطانيا والذي يعود إلى نحو 17 سنة مضت. وأشارت المصادر البريطانية إلى أن هناك مخاوف من أن يكون حجم القضية أكبر من مجرد اعتراض بعض مكالمات لطاقم العمل الخاص بالأمير تشارلز وأنها تمتد لعدد كبير من الشخصيات الكبيرة والمسئولين والوزراء ورئيس الوزراء طوني بلير وحتى أفراد العائلة الملكية. ودعا هذا الأمر شرطة سكوتلانديارد إلى التحقيق في القضية منذ أكثر من سبعة أشهر إذ جاء ذلك بعد اشتباه بعض معاوني الأمير تشارلز في التنصت على مكالماتهم وإبلاغهم وحدة الشرطة الملكية بذلك.

وقامت الشرطة البريطانية بتفتيش مقر صحيفة «ذي نيوز أوف ذي وورلد» التي يعمل بها محرر الشئون الملكية كليف جودمان والذي اعتقل في القضية إلى جانب تفتيش منزله ومنزلي الشخصين الآخرين اللذين تورطا في القضية وهما من غير الصحافيين