من المؤسف أن ما يحدث حاليا هو كالمثل الذي يقول «اختلط الحابل بالنابل» أي لم نعد نعرف الصحيح من الخطأ والجميل من القبيح والصالح من الطالح... فقد اصبح الفكر المكتوب على الورق عسلا صافيا واحيانا كثيرة سما زعافا!
مثلما يقول الكاتب كمال السيد حفظه الله «مثله مثل المرأة الحبلى فهي ستضع حملها مرغمة متى اتاها المخاض وحان وقت الوضع وسواء كان ذلك الحمل حملا حلالا أو سفاحا، فسيخرج ويرى النور ولا خيار لها في ذلك، حينها وانما كان لها الخيار بادئ الأمر، أي في النطفة التي تكون منها الحمل» فلن يصلح العطار ما أفسد الدهر ابداً!
ففي وقتنا الحالي أصبح عرض كثير من أغنيات الفيديو كليب والمسلسلات الهابطة تحمل من الإثارة والأسفاف الشيء الكثير والعجيب حتى اننا نشعر بالإحراج والخجل مما تعرضه عبر الشاشات الفضية. الأمثلة كثيرة ومتعددة جدا وخصوصا في الفترة الأخيرة، ونتمنى كمشاهدين لو يتم حذف تلك المشاهد التي تخدش الحياء العام اثناء عرضها في التلفزيون فنحن الكبار نستطيع ان نفرق بين الغث والسمين، لكن الصغار لن يفعلوا ذلك ولن يستطيعوا ابدا.
من ناحية أخرى اصبح كثير من المجلات (من دون ذكر اسماء!) مختصة في نشر آخر اخبار الفنانين والموضة والتجميل والأناقة متناسين تماما قضيتي العراق وفلسطين، متجاهلين المشكلات التي يعاني منها الكثير من شرائح المجتمع من «اطفال... مراهقين... آباء... امهات...». متناسين احياء ذكرى افراح وأحزان آل بيت النبوة عليهم افضل الصلاة والسلام.
ختاماً اقول: «لعل الصورة اتضحت واصحاب العقول النيرة اتعظوا؟!».
أبرار الغنامي
العدد 1435 - الخميس 10 أغسطس 2006م الموافق 15 رجب 1427هـ