حمّل رئيس الاتحاد البحريني لكرة اليد عبدالرحمن بوعلي لاعبي منتخبنا الوطني الأول الجزء الاكبر من مسئولية الإخفاق في تصفيات كأس العالم التي اختتمت في بانكوك، وذلك في الجزء الثالث الأخير من مقابلة «الوسط الرياضي» مع بوعلي الذي أبدى ثقته الكبيرة بالمدير الفني للمنتخبات الوطنية ومدرب المنتخب الأول نبيل طه، مؤكدا أنه لا توجد خلافات شخصية بين اللاعبين في المنتخب الأول وأن الذي يقول ذلك فهو «مخطئ»، كما عبر بوعلي صراحة عن عدم رضاه عن البرنامج البدني الذي وضعه نبيل للمنتخب الأول والدليل على هذا الكلام المشكلات الحاصلة لعدم انضباط اللاعبين، مبينا أنه لا يستطيع أن يقول لنبيل إن البرنامج الذي وضعه ليس مناسبا، وللحديث تكملة:

ما هي أسباب إخفاق المنتخب في الوصول إلى نهائيات كأس العالم في التصفيات التي أقيمت في بانكوك؟!

- بكل صراحة... لم نكن نتوقع أن يظهر المنتخب بالمظهر الذي كان عليه في البطولة ولا نريد أن يلوم الرأي العام اللاعبين أكثر من لومنا إياهم، لم يقدموا في التصفيات ولا 10 في المئة من مستوياتهم المعروفة، واللاعبون في الدوري المحلي مع أنديتهم يلعبون أفضل بكثير من المنتخب وأعتقد أن هبوطا حادا حدث في مستوى اللاعبين في البطولة ولا أعتقد ضعفا في اللياقة والدليل على ذلك أن سعيد جوهر الذي جاء متأخرا عن المنتخب كان أفضل اللاعبين وهداف المنتخب.

باختصار شديد... اللاعبون لم يظهروا بمستوياتهم ولا أعلم الأسباب واسالوا اللاعبين!

يعني أنك تحمّل اللاعبين إخفاق الوصول إلى نهائيات كأس العالم؟

- لا... نحن جميعا نتحمل المسئولية وليس اللاعبون فقط.

(قاطعناه)... معنى كلامك أنك لا تحمل المسئولية للجهاز الفني؟

- بصراحة بعض اللاعبين لم يقدموا شيئا في البطولة وأحسن اللاعبين في المنتخب لم يقدموا 10 في المئة من المعروف عنهم، وبصراحة تفاجأنا بهذا المستوى في التصفيات وأتذكر هنا مباراتنا مع كوريا الجنوبية التي كنا متفوقين فيها بالشوط الأول وفي الشوط الثاني دخلنا وهم ناقصو العدد ولكن ظهر لاعبونا مستسلمين وكان أمر غريبا.

هل تعتقد أن حساسية التنافس بين الأندية في الدوري العام أثرت على المنتخب في بانكوك؟

- هذا الكلام ممكن الحديث عنه كسبب من الأسباب لو لوحظ أن هناك خلافات شخصية بين اللاعبين، فعلى سبيل المثال دائما ما نشاهد جلوس سعيد جوهر ومحمود عبدالقادر مع بعضهم بعضا وجعفر عبدالقادر ومحمد عبدالنبي، ومن ثم أقول إنه لا توجد خلافات شخصية بين اللاعبين بتاتا والذي يقول ذلك فهو «مخطئ»، ولكن هناك أمرا لابد من معرفته وهو أن لاعب الدوري ليس بالضرورة أن يكون لاعباً في المنتخب وهذا الكلام قاله سعيد جوهر لي.

طالما الحديث عن سعيد جوهر... ما قصة استدعائه للمنتخب بعد إعلان القائمة الأولية التي خلت من اسمه والحديث في الشارع الرياضي يؤكد حصول تدخل في ذلك؟

- بعد أن أعلن نبيل طه قائمة المنتخب تحدثت معه بشأن سعيد جوهر وقلت له لماذا لا تستدعي جوهر للمنتخب وإذا لم ينجح استغني عنه من دون أية محسوبيات أو مجاملات، وبعد مباراة السعودية الإعدادية للمنتخب تحدثت مع سعيد عن ضعف أدائه، فقال لي «حاسبني قبل التوجه إلى بانكوك فإذا كنت غير مفيد للمنتخب أخرجوني من القائمة» وما حدث في البطولة أظهر أن سعيد جوهر كما أسلفت هو أفضل لاعب في الفريق.

ولكن هناك من يقول إن أحد أبرز أسباب الإخفاق في بانكوك هو ضعف الإعداد وعدم الاستقرار على تشكيل معين حتى قبل البطولة، وهو ما أدى إلى قلة الانسجام بين اللاعبين النجوم؟

- المشكلة أننا وضعنا مدرباً للمنتخب وليس من حقنا نحن كجهاز إداري أن نتدخل في الأمور الفنية وطالما أننا وضعنا نبيل مدربا للمنتخب فعلينا أن نحمله المسئولية ونتحمل نحن بدورنا النتائج.

(قاطعناه)... ولكن ليس معناه ألا يخضع للمساءلة؟

- نحن نجلس مع المدرب ونسأله، ولكن إذا قال المدرب إن هذه خطتي وهذا برنامجي للوصول إلى التشكيلة الأنسب للمنتخب فماذا تقول؟ وخير مثال على ذلك أن الرأي العام غير راض على عدد قائمة نبيل طه الحالية للمنتخب البالغة 29 لاعبا ونحن الآن أمام خيارين، إما أن نقول للمدرب شكرا ومع السلامة أو نعطيه الضوء الأخضر للمواصلة.

وأضاف «أقولها علنا بأني غير راض عن البرنامج البدني الذي وضعه نبيل للمنتخب الأول والدليل على هذا الكلام المشكلات الحاصلة من عدم انضباط اللاعبين، ولكن لا أستطيع أن أقول لنبيل إن البرنامج الذي وضعته ليس مناسبا وأتذكر هنا كلاما لأحد الصحافيين يقول: (من هو عبدالرحمن الذي يذهب إلى التشيك ويتعاقد مع مدربين) وهنا أقول (من أنا حتى أقول لطه إن برنامجك غير مناسب)، لذلك فإنني لا أضع نفسي مع طه في الأمور الفنية فهو مدرب كبير ومحاضر وإذا أخطأ فالكل يتحمل ونحن إلى الآن لدينا ثقة في طه ونتمنى أن يكون المستوى مغايرا في المشاركة المقبلة في الآسياد.

طالما تحدثنا عن الآسياد... بعد الإخفاق في بانكوك أمام المنتخب مشاركتان في دورة الألعاب الآسيوية في الدوحة ثم الألعاب المصاحبة لبطولة كأس الخليج في الإمارات... ما هو حدود طموح الاتحاد في هاتين المشاركتين؟!

- بصراحة... في الآسياد إذا أخذنا المركز الثالث سيكون إنجازا فالكويت سيشارك في الآسياد وكذلك كوريا الجنوبية والسعودية وهذه المنتخبات سيكون لها شأن في الآسياد وإذا كانت البطولة عادلة نتمنى أن نحقق أحد المراكز الثلاثة، أما بالنسبة إلى الألعاب المصاحبة فإن الكويت لن تشارك بمنتخبها الأساسي وكذلك أنا أطمح وأتمنى أن يحقق المنتخب المركز الأول وبوجود نخبة اللاعبين الموجودين حاليا في المنتخب ليس صعبا أن نحقق المركز الأول وسنسعى إلى توفير كل الإمكانات والبقية على اللاعبين والجهاز الفني.

كيف سيكون إعداد المنتخب للمشاركة في البطولتين؟

- في الواقع رئيس المؤسسة العامة أمر أن يدخل الفريق معسكراً خارجياً ولكن هناك مشكلة... هل يقام المعسكر قبل الآسياد أو قبل بطولة الخليج؟!... فهل يفكر المنتخب في بطولة مجلس التعاون ومن ثم تكون المشاركة في الآسياد جزءاً من إعداد المنتخب لبطولة المجلس، لأن بطولة المجلس ستكون بعد الآسياد بثلاثة أسابيع فقط لذلك نحن في الاتحاد ننتظر عودة نبيل طه للتناقش معه بشأن هذه المسألة.

أنتم تعرفون أن نبيل طه في هذه الفترة سيكون خارج البحرين وهو وقت إعداد المنتخب، لماذا لم تبادروا بوضع مدرب مساعد ولو مؤقتا يتابع أمور المنتخب في فترة غيابه؟

- اجتمعت مع نبيل ورئيس لجنة المنتخبات صلاح خلفان وناقشنا هذا السؤال، غير أن نبيل كان واثقا بأن اللاعبين سيواظبون على البرنامج حسبما اتفق معهم في اجتماعه بهم، بالإضافة إلى ذلك كان هناك تنسيق بين نبيل والطب الرياضي بما يتعلق بمسألة حضور التمارين. فنبيل كان على يقين من أن برنامجه سيسير حسبما يأمل وكنا نخالفه الرأي ولكن مع الأسف لم يسر حسبما أمل وحينما يرجع سنناقشه في هذا الموضوع ولكن فات الأوان.

قال نبيل إنه سيبعد أي لاعب لم يحقق 70 في المئة في الاختبارات مع نهاية البرنامج أيا كان اسمه؟

- أنا أتحدى نبيل أن يطبق الكلام الذي قاله، إذا كان أحمد عبدالنبي وجعفر عبدالقادر ومحمود عبدالقادر أقل من 70 في المئة هل سيستغني عنهم؟ هذا الكلام قلته إلى نبيل.

العلاقة مع الاتحاد الآسيوي

أعلنت مسبقا أيام حملتك الانتخابية لرئاسة الاتحاد أنك ستسعى إلى إصلاح العلاقة مع الاتحاد الآسيوي. إلى أين وصلت هذه المساعي الآن؟

- في الواقع علاقتي بالاتحاد الآسيوي علاقة طيبة من رئيس الاتحاد إلى أصغر عضو فيه وتربطني علاقة طيبة بهم جميعاً حتى نهار العصفور الذي أختلف معه في بعض الآراء حتى آخر بطولة التي أقيمت في بانكوك ولم تكن هناك أي مشكلات بالنسبة إلينا معهم حتى في بطولة بانكوك، وأنا أعلنها بكل صراحة بأن المنتخب لم يظلم من قبل التحكيم أبدا والدليل على هذا الكلام شريط المباريات والاتحاد الآسيوي كان يتمنى أن يتأهل المنتخب للدور قبل النهائي.

هل لك أن توضح لنا المشكلة التي تحدثت عنها بشأن الحكام؟

- قبل 7 أشهر تقريبا جاء الحكم الدولي توفيق عيسى وطلب أن ينهي مسيرته في التحكيم بحجة أنه يريد التفرغ لأعماله الخاصة، فطلبت منه أن يبقى ووعدته أن أتحدث مع نهار العصفور لإعطاء كل الحكام فرصة المشاركة في البطولات الخارجية وعدم اقتصار الاختيار على طاقم واحد فقط وطلبت منه أن يبدأ ذلك في كأس آسيا للشباب التي ستقام في اليابان ووعدني خيرا.

وماذا حصل بعد ذلك؟

- ما حصل أنه قبل شهرين تقريبا أرسل الاتحاد الآسيوي خطابا يتضمن ترشيح نجيب العريض وعبدالواحد الإسكافي وهم أكفاء لا يختلف عليهم أحد، ولكن ليس هذا الاتفاق الذي اتفقته مع العصفور، فعاودت الاتصال بالعصفور وأخبرته عن إخلاله بالاتفاق، فقال لي إننا نريد هذا الطاقم للبطولة وأنا بدوري أبديت موافقتي، وقدمت من ناحيته اقتراحا لحل المشكلة وهي أن يتم ترشيح إبراهيم المدني وسعيد جعفر للآسياد فأجابني بأنه رشح أيضا نجيب وعبدالواحد للآسياد فأبديت استغرابي وتساؤلي.

ماذا أجاب العصفور؟

- برر ذلك أن نجيب وعبدالواحد ليسا في قائمة الاتحاد الدولي وأن المشاركة في الآسياد سيكون تكريما لهما، فقلت له إن التكريم سيأتي من اتحاد اليد البحريني وليس الاتحاد الآسيوي، فقلت له بأنني وافقت على مشاركة نجيب وعبدالواحد في اليابان ولن أتراجع عن الموافقة، ولكن لن أوافق بمشاركتهم في الآسياد إلا بسعيد جعفر وإبراهيم المدني، فقال لي ستأتي لكم رسالة رسمية منا بترشيح سعيد والمدني للآسياد، فذهبت لإخبار مجلس الإدارة الذي كان يعقد اجتماعه وقتها، ولكن بعد أسبوع تفاجأت برسالة من الاتحاد الآسيوي ترشح نجيب وعبدالواحد إلى الآسياد، فقمت بمحاولة الاتصال بالعصفور، فقلت له بالحرف الواحد هل تسعى إلى عمل المشكلات في الاتحاد