توقف مغامرة نادي داركليب في بطولة الأندية العربية الثلاثين للكرة الطائرة عند الدور ربع النهائي بعد أن خسر أمام بجاية الجزائري بنتيجة (3/1) بعد مباراة نارية وامتازت بالتنافس الشديد وبدرجة أكبر بمهارة الإرسال القوي وحوائط الصد بالنسبة للفريقين ولكن بدرجة أكبر كانت لصالح «محاربي الصحراء».

داركليب على رغم خسارته ظهر بمستوى مشرف قارع من خلاله عمالقة بجاية وكان قريب من قلب المعطيات لمصلحته لولا الإصابات التي أخذت الكثير من الخيارات بالنسبة للمدرب بالإضافة إلى الاستغلال الغير مثالي في الاعداد للاعبين في أبرز أوقات المباراة، هذا طبعاً دون نسيان الأخطاء التحكيمية المؤثرة في نهاية الشوطين الأول والرابع.

أما الفريق الجزائري فقد أكد أنه يريد المنافسة على اللقب وقادته حوائط صده التي حققت (20) نقطة لتجاوز الفريق الذي تميز بشكل لافت جداً بالشق الدفاعي حتى أصبح حديث كل الحاضرين في صالة المر الرياضية.

وجاءت نتائج أشواط اللقاء بواقع: (25/22، 21/25، 25/22، 25/21). وسيلعب داركليب اليوم في المباريات الترتيبية.

مجريات اللقاء

شهدت انطلاقة الشوط الأول بداية متكافئة بعد تبادل تحقيق النقاط مرة بالهجوم الناجح وأخرى من الصد (5/5)، غير أن بجاية الجزائري استطاع أن يأخذ الأفضلية مستفيداً من التألق الكبير لحوائط الصد بقيادة النيجيريان الوني وأدامو، إذ تفننا بتحقيق النقاط واصطياد لاعبي داركليب وخصوصاً ضاربي مركز (3) وعلي إبراهيم (11/6).

حافظ بجاية على تفوقه مع دخول الشوط في نصفه الثاني مع تألق لصانع الألعاب حاكمي ياسين ومحمد شيخي في الهجوم على رغم تألق أمين محمد في صفوف داركليب في الشق الهجومي (18/13). وعانى داركليب من عدم استقرار الكرة الأولى أيضاً.

لكن داركليب تدريجياً تمكن من تقليص الفارق مع تقوية الإرسال وتوجيه على مركز (1) ليبدأ اللاعب الحر الجزائري بارتكاب الأخطاء، وهذا ساعد ميرزا عبدالله ودي سيزار على تحقيق النقاط من الصد والهجوم (20/18) لبجاية.

وعلى رغم كل ذلك ارتكب البرازيلي دي سيزار أخطاء مباشرة في الإرسال والهجوم تبعه خطأ تحكيمي واضح باحتسابه كرة داخل الملعب وهي خارجه، ورغم أن داركليب حاول العودة بتقوية دفاعه إلا أن أدامو حسم الشوط لصالح فريقه (25/22).

في الشوط الثاني، الأداء المتكافئ كان هو المسيطر في البداية بعد الفعالية الكبيرة في الهجوم والصد، إذ برز الأداء الجماعي سواءً باستغلال مركز (3) أو الأطراف، إذ كانت فاعلية ضاحي واضحة ومعه أمين محمد وعلي إبراهيم (7/7).

قدم الفريق الجزائري فاصل رائع في مهارة الصد مرة أخرى ليحقق نقاطا متتالية ساعدته على خلق الأفضلية على رغم محاولات داركليب بتشتيتها (15/11)، إذ شهدت هذه الفترة إصابة صانع ألعاب داركليب محمود حسن بعد الدخول القوي الذي ارتكبه محمد شيخي وللمرة الثانية على التوالي.

لكن داركليب ومع دخول صانع الألعاب البديل علي حبيب بدأ يجازف في الإرسال بدايةً من علي إبراهيم الذي حقق من خلاله نقاطا متتالية مستغلاً غياب التنظيم لدى بجاية، ولحقه أيضاً البديل النجاح أيمن هرونة بإحراز نقطتين مستفيداً من قوة الإرسال وهذا ساعد حوائط الصد على البروز البداية بضاحي وعلي حبيب ومن ثم ميرزا والأخير (23/20)، حتى أنهى علي إبراهيم الشوط لصالح «أبناء الدار» بنتيجة (25/21) بعد كرة ناجحة من مركز (1).

في الشوط الثالث، بدأ بجاية بقوة بعد مجازفته في الإرسال، إذ عانى لاعبو داركليب في تأمينه بشكل جيد لصانع الألعاب وهذا أعطى أفضليه لحوائط الصد الجزائرية للتألق وكذلك الدفاع الخلفي ومن ثم البروز في الهجوم وبالذات عبر محمد شيخي من الأطراف والنيجريان من وسط الشبكة (8/3).

داركليب بشكل تدريجي عاد لمجريات الشوط بعد المجازفة في الإرسال والاستبسال في الدفاع وتنظيم حوائط الصد، إذ بإمكاننا القول أنه حارب منافسه بذات أسلوبه وهذا أعطى ثماره مع بروز جماعي للفريق وكلٍ في موقعه مع فعالية كبيرة قدمها أمين محمد من مركز (4) وحسن ضاحي من وسط الشبكة (13/13).

دخل الشوط في مرحلة من المد والجز بسبب تبادل التقدم، فبعد أن استعاد بجاية تفوقه بفضل الصد نجح داركليب من العودة بقوة وقلب المعطيات لصالحه مع بروز كبير هذه المرة للإرسال وحوائط الصد وخصوصاً حسن ضاحي دي سيزار وميرزا عبدالله (21/19).

وجاءت عدة فرص لداركليب لتعزيز تفوقه لكنه لم يحسن استثمارها وخصوصاً عبر الخيارات الهجومية، لتبدأ آلة حوائط الصد الجزائرية بالعمل بعد قوة إرسال محمد شيخي لتنقلب المعطيات لصالح الجزائريين حتى انتهى الشوط بكرة ذكية من مركز (3) (25/22).

في الشوط الرابع، استطاع بجاية أن يفرض أداءه منذ البداية على رغم استبسال لاعبي داركليب ومحاولتهم العودة لمجريات الشوط سواءً عبر الدفاع ومن ثم الهجوم أو عن طريق المجازفة في الإرسال أو حتى إجراء بعض التغييرات أبرزها إعادة الزج بصانع الألعاب محمود حسن الذي تحامل على نفسه وشارك في المباراة.

في النصف الثاني من الشوط كان حاكمي ياسين يركز في إعداده دائماً مركز (3) وبدرجة أقل محمد شيخي من مركز (4)، وعلى رغم محاولات علي إبراهيم وأمين محمد في الهجوم بهدف تقليص الفارق استطاعت حوائط الصد الجزائرية من اصطياد دي سيزار ومن ثم أمين محمد لينتهي الشوط بخطأ في الإرسال (25/21).

حاكمي: الخبرة رجحت كفتنا وطموحنا اللقب

قال صانع ألعاب بجاية الجزائري المتألق حاكمي ياسين أن فريقه قدم مباراة كبيرة واستحق على إثرها تحقيق الفوز.

وأضاف «الخبرة لعبت دورها في ترجيح كفة الفائز، إذ يملك فريقنا خبرة كبيرة في مثل هذه البطولات ولهذا السبب استطعنا تجاوز فريق داركليب الذي كان صعباً وحاول قدر المستطاع إحراجنا».

وأشار حاكمي الى أن فريقه تميز بتأدية حوائط الصد وكذلك الهجوم وهذا ساهم في الفوز طبعاً دون نسيان زيادة الضغط على المنافس الذي كان يحاول الضغط عليهم بتقوية الإرسال بحسب قوله.

وتابع قائلا: «كنا ننتظر منافسة من داركليب ولكن ما قدمه وبلاعبين صغار في السن يجعلنا نقف احتراماً له... ولكن كما أسلفت الخبرة لعبت دورها ولهذا انتصرنا على رغم اهتزاز الكرة الأولى».

وختم حديثه بالقول: «طموحنا تحقيق البطولة ولكن بالنسبة لنا التفكير بكل مباراة على حدة حتى لا نقع في المحظور».

عبدالواحد: الإصابات أنهكت الفريق... ونحن راضون عن اللاعبين

أرجع مساعد مدرب طائرة داركليب يوسف عبدالواحد أن الخسارة كانت مٌرة ولكننا راضون كل الرضا عن الأداء الذي قدمه لاعبو الفريق على رغم الإصابات التي أنهكته كثيراً وخصوصاً أنها طالت (4) لاعبين أساسيين وبمن فيهم اللاعب الحر الذي يعتبر عصب الفريق لأن الكرة الأولى تعتبر رئة أي فريق يريد تقديم نفسه بشكل إيجابي. وأضاف «ما زاد الطين بله الإصابة التي تعرض لها صانع الألعاب محمود حسن بعد الدخول القوي للجزائري محمد شيخي ما أثر بالسلب على التكتيك الخاص بالهجوم على رغم أن البديل علي حبيب قدم ما عليه وساهم في الظهور المشرف الذي أظهره لاعبو فريقنا». وتابع قائلا: «الجزائريون تميزوا في مهارة الصد، إذ كان فارق الطول حاضراً ورجح كفة محاربي الصحراء، بالإضافة إلى تقليل الأخطاء الهجومية، دون نسيان قوة إرسال الشيخي الذي كان نقطة التحول في الشوط الثالث الذي كنا قريبين منه لولا بعض الأخطاء المباشرة والتكتيكية».

وقدم عبدالواحد شكره الجزيل لكافة اللاعبين الذين لم يدخروا جهداً من أجل رفع اسم النادي، متمنياً أن يحقق الفريق مركز متقدم فيما تبقى من مباريات.

خلفان: داركليب أبلى بلاءً حسناً ولولا سوء التوفيق لكان منتصراً

أكد نائب رئيس الاتحاد البحريني للكرة الطائرة جهاد خلفان أن نادي داركليب قدم مستوى فنيا رائعا وكان قريبا من تحقيق الفوز لولا سوء التوفيق الذي لازمه في بعض فترات المباراة.

وأضاف «كنا نتابع أخبار الفريق ولكن بعد مشاهدته يلعب أعتقد أن مستواه أمس كان أفضل حتى من لقائه أمام طنجة المغربي في الدور التمهيدي، ولكن في مثل هذه البطولات جزئيات بسيطة تلعب دورها، أنا أود أن اهنئ اللاعبين على المجهود الذي بذلوه لأنهم بالفعل كان في الموعد وخصوصاً أن غالبيتهم صغار في السن والمستقبل أمامهم من دون شك».

وذكر خلفان أن بجاية يعتبر من المرشحين للبطولة لما يتمتع به من لاعبين متميزين وكذلك حوائط صد رهيبة.

وأشار خلفان الى أن القرعة لعبت دورها في وضع جدول صعب لنادي داركليب، وأضاف «هذه القرعة في بعض الأحيان تكون لصالحك وفي أحيان أخرى ضدك، ولكن على رغم كل ذلك أعتقد أن اتحاد الطائرة راض عن مشاركة داركليب في هذه البطولة لأن أداءهم المتميز كان على كل لسان في الصالة».

مقتطفات عربية

علي بن محمد يتواجد

تواجد رئيس الاتحاد العربي للكرة الطائرة الشيخ علي بن محمد آل خليفة في صالة المر الرياضية، وذلك لمتابعة مباريات الأمس، إذ حظي باستقبال رائع من المتواجدين، وكان معه الأمين العام جهاد خلفان.

تحكيم دون المستوى

لم يظهر حكام مباريات الدور ربع النهائي بالمستوى المطلوب وخصوصاً في لقاءي الأهلي السعودي وصحار العماني، وكذلك داركليب مع بجاية، إذ كانت هناك أخطاء كثيرة ومن غير المنطقي أن تصدر من حكام دوليين كما يسمون.

الكهرباء مجدداً

انقطعت الكهرباء للمرة الثانية في مباريات داركليب، ولكن هذه المرة قبل انطلاقة مباراته بدقائق مع مشعل بجاية الجزائري، ولكن ما يجعل الأمر غريبا إصرار حكام اللقاء على خوض الوقت المحدد للإحماء على رغم عدم وجود النور الكافي في الصالة.

إصابة جديدة

بعد أن أصبح لائقاً للمشاركة في مباراة الأمس تعرض صانع الألعاب محمود حسن لإصابة جديدة وهذه المرة في الركبة بعد الدخول المتهور للجزائري محمد الشيخي، وهذا جعل لاعبي داركليب يخرجون من طورهم ويحتجون بشده وخصوصاً أنها المرة الثانية التي يرتكب فيها اللاعب نفسه مثل هذه التدخلات القوية.

نتائج الأمس

تأهل أندية الريان والأنوار والأهلي السعودي إلى الدور نصف النهائي بعد أن حققت الانتصار على القلمون والساحل الكويتي وصحار العماني على التوالي