العدد 3459 - السبت 25 فبراير 2012م الموافق 03 ربيع الثاني 1433هـ

«الغاوون» تصدر «غازات ضاحكة» للشاعر الشافعي

أصدرت «دار الغاوون» في بيروت ديوانًا جديدًا للشاعر المصري شريف الشافعي بعنوان: «غازات ضاحكة». يضم الديوان 532 مقطعًا مكثَّفًا في 572 صفحة، وهو الخامس للشاعر، وثاني أجزاء متتاليته الشعرية «الأعمال الكاملة لإنسان آلي»، المكتوبة بلسان روبوت متمرد.

يبتغي الشاعر قصيدته متلمِّسًا دروب الحياة ومفردات العصر، بانفتاح مباشر على كل شيء، دون استثناء؛ إذ يتعرى الطقس من مجازه وذهنيته، وتتجرَّد قصيدة النثر فاضحة الأعماق بلا ضجيج. يقول في أحد المقاطع: «أعطيني ورقةً بيضاءَ/ سأرسمُ صورتكِ بأمانةٍ/ وستبقى الورقةُ بيضاءَ».

يُبرز الغلاف، وهو للفنان المصري محمد عمار، فقاعات متطايرة من الغاز المعروف بالغاز المضحك أو غاز الضحك (أكسيد النيتروز)، وهو غاز يؤدي استنشاقه إلى انقباض عضلات الفكين، وبقاء الفم مفتوحًا كأنه يضحك (دون بهجة حقيقية بطبيعة الحال)، وكان يستخدم في حفلات الأثير المرحة (نسيان الألم)، والآن صار يستخدم في التخدير، وخصوصًا في جراحات الأسنان والفم.

وجاءت لوحة الغلاف في السياق ذاته، وهي للطفلة مي شريف (10 سنوات)؛ إذ يضحك وجه بارد (يتخذ هيئة شاشة كومبيوتر) ضحكة آلية مصطنعة، وذلك في مواجهة الضحكة الإنسانية الصافية (الابتسامة الأورغانيك، بتعبير إحدى القصائد). وعلى ظهر الغلاف هذا المقطع: «لستُ صاحبَ مواهب استثنائيّةٍ/ صدِّقوني/ أتدرون: كيف عرفتُ/ أن هذه اللوحةَ لوحةٌ زائفةٌ؟/ لأنها ببساطةٍ لَمْ تكتشفْ/ أنني لحظة نظري إليها/ كنتُ إنسانًا زائفًا».

يتحرر الآلي في «غازات ضاحكة» من سطوة نيرمانا (أيقونة الجزء الأول: البحث عن نيرمانا بأصابع ذكية)، منخرطًا في (حالات إنسانية) متتالية ومتشابكة في آن، ينشد فيها الطزاجة والبدائية والدهشة والصدق، ويتطور الإبصار الكشفي لديه مع تتالي المقاطع إلى رؤية كلية شاملة، وفلسفة شفيفة تغلف النص.

الحالة الأولى، هي حالة الألم (معسكر السوس في ضرس العقل الإلكتروني)، وتؤدي إلى البحث عن مسكّن أو علاج. تليها حالة التخدير (استنشاق الغازات)، بما فيها من ابتسامات بلاستيكية (بلون القطن الطبي)، وتواصل باهت مع الآخرين (من الزوار المعقّمين).

ثم تأتي حالة غيبوبة الآلي، وفيها تتضح هلوسات وأحلام الإنسان الطامح إلى التخلص من برامج التحكم، والارتداد إلى صورته الطينية، والانطلاق الحر نحو جاذبية الأرض، والتحليق في السماء. ثم حالة الموت (الموت في الهواء الطلق: هواء طلق)، التي تجسد انتصارًا لإرادة الحياة الحقيقية لدى الإنسان الحقيقي على قوة أجهزة الإعاشة الجبرية للإنسان الآلي في المستشفى

العدد 3459 - السبت 25 فبراير 2012م الموافق 03 ربيع الثاني 1433هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً