رغم تحذيرات فلاديمير بوتين الذي اتهم المنظمات غير الحكومية بالتواطؤ مع القوى الأجنبية، يتوافد المتطوعون إلى رابطة «المواطن المراقب» الروسية التي تعتزم مراقبة الانتخابات الرئاسية في الرابع من مارس/ آذار من أجل مكافحة التزوير.
وقالت إيرينا برافنيتشنكو (37 عاماً) منسقة الرابطة أمام ثلاثين شخصاً «إنه مشروع تطوعي، لن نعطي أي أجر».
وقد توافد المتطوعون طوال النهار للاستماع طوال ساعة إلى محاضرة إيرينا بشان دور المراقبين.
وسيتابع هؤلاء المتطوعون أيضاً تدريباً لأربع ساعات قبل إلحاقهم بمركز تصويت. وفي الرابع من مارس المقبل سيقومون بمراقبة عمليات التصويت والفرز ثم استلام نسخة عن النتائج في النهاية.
ولكي يحظوا بوضع المراقبين رسمياً، أبرمت الرابطة اتفاقات مع أحزاب سياسية أو وسائل إعلام لديها إمكانية اعتماد ممثلين في مراكز التصويت.
وقالت مارينا زايتسيفا (28 عاماً) وهي من المتطوعين الذين تم التقاؤهم في المكان إنها تطوعت بعد عمليات التزوير التي نددت بها المعارضة في الانتخابات التشريعية التي جرت في الرابع من ديسمبر/ كانون الأول الماضي وفاز بها حزب روسيا الموحدة الحاكم بحوإلى 50 في المئة من الأصوات.
وأضافت هذه العالمة البيولوجية «أن نتائج الانتخابات التي يبثها لنا التلفزيون، النتائج الرسمية، تبدو لي أنها لا تعكس الحقيقة. أريد أن أرى بنفسي ما يحدث».
وقد نشرت المعارضة بعد الانتخابات أشرطة فيديو على الإنترنت تتناول عدداً من تقنيات التزوير مثل جولة على مراكز التصويت بالباص للتصويت مرات عدة مع توكيل مزور وشراء ناخبين بحفنة من الروبلات.
ورفضت غالبية الشكاوى التي رفعت بعد تلك الانتخابات بحسب إيرينا.
وحذرت المنسقة المتطوعين من احتمال تعرضهم للضغوط والتخويف وحتى الطرد بالقوة من مراكز الاقتراع.
لكن عدد المتطوعين تضاعف عشر مرات قياساً إلى الاقتراع الأخير ليرتفع من خمسمئة إلى خمسة آلاف في العاصمة وحدها بحسب إيرينا.
وقد انشئت حركات عديدة بهدف تعبئة الروس للانتخابات الرئاسية منذ ديسمبر.
وفي آواخر يناير/ كانون الثاني الماضي أسس عدد من المشاهير الروس أمثال الكاتبين ليودميلا أوليتسكايا وبوريس أكونين أو نجم الروك المناهض للسوفيات، يوري شفتشوك «رابطة الناخبين» التي من أهدافها تنسيق عمل المراقبين.
كما أنشأ المدون المناهض للفساد، الكسي نافالني أحد الوجوه البارزة في المعارضة حركة المراقبين روسفيبوري.
واعتبرت مديرة منظمة غولوس/ ليليا شيبانوفا وهي منظمة أخرى غير حكومية للمراقبين نشطت كثيراً أثناء الانتخابات التشريعية «أن الوضع يتغير بشكل جذري مع مراقبين جيدين».
لكنها أضافت «للأسف ليس من الممكن مراقبة كافة مراكز الاقتراع الـ 95 ألفاً».
وفي ديسمبر الماضي وجدت غولوس الممولة بأموال غربية نفسها مستهدفة من الحكم إذ شل هجوم إلكتروني آنذاك موقعها على الإنترنت أثناء الاقتراع.
وكان رئيس الوزراء، فلاديمير بوتين المرجح فوزه في الانتخابات الرئاسية في الرابع من مارس، شبه المنظمات غير الحكومية الممولة من الخارج بيهودا.
وإزاء تعبئة المعارضة وعد بعد ذلك بنصب كاميرات في جميع مراكز التصويت يمكن مشاهدة صورها عبر الإنترنت.
لكن شيبانوفا اعتبرت أن ذلك لن يكون كافياً إذ إن العديد من مراكز الاقتراع لا تحظى بخط إنترنت كاف لنقل صور.
إضافة إلى ذلك فبسبب القانون الانتخابي في هذا البلد الذي يوجد فيه تسع مناطق زمنية، فإن نقل الصور سيقطع عند نهاية التصويت في كل مركز حتى إقفال صناديق الاقتراع في المنطقة الواقعة في أقصى الغرب عند الساعة 20,00 في كالينينغراد، أي الساعة 21,00 في موسكو (17,00 ت غ)
العدد 3460 - الأحد 26 فبراير 2012م الموافق 04 ربيع الثاني 1433هـ