العدد 3469 - الثلثاء 06 مارس 2012م الموافق 13 ربيع الثاني 1433هـ

شارع المتنبي يحيي الذكرى الخامسة لتفجيره بالشعر

أحيا أصحاب المكتبات وأهالي ضحايا الاثنين الذكرى السنوية الخامسة للتفجير الذي استهدف شارع المتنبي وسط بغداد وقتل وأصيب فيه العشرات، حيث ألقيت قصائد وأضيئت الشموع.

وأمام مقهى الشهبندر في بداية الشارع العريق؛ جلس نحو أربعين شخصاً من أصحاب المكتبات ومن أهالي الضحايا يتقبلون التعازي في مقابل منصة صغيرة وضعت عليها صور بعض الذين سقطوا في التفجير.

وعلقت وراء المنصة لافتة كبيرة حملت صور ضحايا التفجير ومعلومات عن كل واحد منهم تحت عنوان: «الذكرى الخامسة لشهداء شارع المتنبي».

وكتب على لافتة أخرى «لن ننساكم يا من أكرمتم الثقافة العراقية وجعلتموها أوسمة شرف على صدور ذويكم».

وبدا التجمع الذي استمر لأكثر من ساعة عند حوالي 10:30 (07:30 تغ) باضاءة الشموع في ارجاء المكان وقراءة سورة الفاتحة على أرواح الضحايا، ثم استمع الحاضرون الى آيات من القرآن.

واستهدف شارع المتنبي التاريخي باعتداء بسيارة مفخخة في الخامس من مارس/ آذار 2007 ما أدى الى مقتل واصابة اكثر من 100 شخص وتدمير أشهر مكتباته التي التهمتها النيران.

وبقيت حينها ولأكثر من يومين سحب دخان الحرائق التي التهمت المكتبات التاريخية تغطي سماء شارع المتنبي بعد أن تحول الى ركام وانقاض، وقد أعيد افتتاحه رسميا العام 2008.

وقتل في هذا الهجوم خمسة من أبناء صاحب مقهى الشهبندر محمد الخشالي وعثر عليهم بين الركام وتحت الأنقاض. وادى هذا الحادث المروع الى فقدان والدتهم بصرها إثر الصدمة ثم فارقت الحياة بعد عدة اشهر.

والقى الخشالي (80 عاماً) قصيدة بعنوان: «شهداؤنا تاج في جبين العراق»، وقد وقف خلف المنصة التي حملت صور ابنائه الذين قتلوا في التفجير.

ويشهد العراق منذ اجتياحه العام 2003 أعمال عنف شبه يومية قتل فيها عشرات الآلاف، وبينها حرب طائفية بين العامين 2005 و2007.

وينظر المثقفون العراقيون الى شارع المتنبي على انه «جزيرة معزولة» عن العنف الذي يلف البلاد.

ويعود هذا الشارع الواقع في قلب بغداد بمنطقة يطلق عليها اسم القشلة، الى أواخر العصر العباسي، وكان يعرف أولا باسم «درب زاخا» واشتهر منذ ذلك الحين بازدهار مكتباته واحتضن أعرق المؤسسات الثقافية.

وقد اطلق عليه اسم المتنبي في 1932 في عهد الملك فيصل الأول تيمنا بشاعر الحكمة والشجاعة أبو الطيب المتنبي.

وتحول شارع المتنبي في مطلع التسعينات، في ظل الحظر الدولي الذي فرض على العراق، الى ملتقى للمثقفين كل يوم جمعة حيث يتم عرض آلاف الكتب وتنتشر فيه مكتبات الرصيف

العدد 3469 - الثلثاء 06 مارس 2012م الموافق 13 ربيع الثاني 1433هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً