هل يأتي يوم نعتبر فيه؟
صالح العم
وجدته يبكي بحرقة وكأنه فقد عزيزا عليه عندما رأيت دموع عينيه جفل قلبي واهتزت له أعضاء بدني فلم استطع إلا أن أقف بجانبه محاولا تهدئته والأخذ بخاطرة وقد رمقني بعينيه وقال لي: لا تظن أن أبي مات في هذه الساعة أو فقدت أمي أو أني انتحب لأنه أخلد إلى التراب عزيز لي. فسألته لماذا هذا البكاء والنحيب إذاً؟، فأجابني ان هذا اليوم يوم الراتب (المعاش) وطيلة الشهر أسهو وأغفل قليلاً ولكني في اليوم الذي أتسلم فيه راتبي لا أدري ماذا أفعل به، من أعولهم كثيرون والديون أكثر، لا تدري أين تضرب برأسك؟ ولا تعلم أين تذهب، ان اعطيت صاحب المحل الذي له لم تستطع أن توفي بحق الآخرين وان لم تعطه شيئا عبس وبسر في وجهك وأصبحت كالعدو لديه حتى لا يحدثك إلا من طرف أنفه، وله الحق في ذلك فكم هو رأس ماله؟ فإذا الكل اشترى ولم يدفع أغلق المحل ولم يستطع ان يجدد أو يضيف شيئاً إلى محله. وإذا اشتريت ملابس إلى العيال وبحبحتهم قليلاً أفلست من نصف اليوم الأول لتسلم الراتب، وان اعطيت الذي عليك إلى الغير فلن تسيطع الايفاء إلى آخر، فسألته وماذا تفعل في هذه الحال؟ فقال: أحاول أن أوزع على الغالبية كل واحد شيئاً بسيطاً وبهذه الطريقة «لا حفرنا الأرض واستخرجنا الماء ولا جاءنا السحاب الممطر من السماء فبقينا عطشى» فقلت له: ما هو قدر راتبك الشهري الذي تتحدث عنه؟ وكم عدد العيال أبقاك الله لهم وأطال الله أعمارهم؟ فافادني بعد أن صك على أسنانه بالعاً ريقه كأنه في محكمة، المعاش؟ «الذي لم يعش» مئتان وخمسون ديناراً والعيال وأمهم ستة افراد وانا السابع، وعندي بيت صغير ورثته من أبي الذي ورثه من أبيه الذي ورثه من جد جد جده، فما رأيت في هذا البيت كلما قمت بإصلاح مكان تهدمت عليك حجارته في مكان آخر. فأستعنت بالله وبمساعدة أهل الخير فقد هدمت نصفه وجددته، والآن مرت العشر سنوات وأنا انطح الجبال وأحاول اصطياد السحاب لتأدية ما بقي من الديون. ناهيك عن فواتير الكهرباء والماء وفواتير الهاتف المقطوع وان ذهبت لارجاعه قالوا تأخرت فعليك أن تدفع من جديد، فماذا أقول وماذا أفعل؟ وهنا أقول: أليس من حقه أن يشغل بالهموم وتزيد عليه سحائب الغموم، وهل إذا أصيب بالأسقام والأوهام وبدأ يحدث نفسه وهو يسير يقال عنه إنه مجنون؟، أو إذا مات وهو في عز شبابه بالسكتة القلبية والدماغية وتسدد الشرايين يقال عنه انه مسكين مات في عزه وشبابه؟ فهل التفكير في هكذا أمور تطيل العمر أو تزيد نظارة الوجه أم تجعله يكفهر ويتجعد ويتلوى، ويصبح الشاب شيخاً هرماً كبيراً كأنما أكل الدهر عليه وشرب، وهؤلاء الأطفال ألا يتمنون أمنيات يودون تحقيقها على الأقل أن يركبوا دراجة جديدة تخصهم أو يحصلوا على مكافأة نجاح. اخبروني بعد هذا كله هل المئتا دينار أو المئتان والخمسون تسد رمق هذه العوائل في وسط موجة الغلاء الفاحش والذي يزداد كل يوم وحتى لو وقفت معهم الصناديق الخيرية والتي أصبح بعضها ميسوراً والبعض منها فقيراً إذا لم يكن مسكينا معدما، نحن نحتاج إلى رؤية قوية تصدر عن الجهات الرسمية لمساعدة الشعب في إيجاد أعمال مناسبة لهم وإيقاف عمليات التجنيس لأن في الشعب ما يكفيه وان عدده يزداد يوما بعد يوم. وان تحاول الجهات التشريعية التدخل في الأمور التي تفيد الشعب والوطن والتخفيف عنهم، وليس اللعب بعواطف الناس وبث روح المشاحنة والتفرقة بل نحن بحاجة إلى تخفيف الأعباء وبث روح التلاحم وأن يدعموا أي توجه يصب في مصلحة الشعب ومنها دعم المنتجات وخصوصاً الوطنية ومساعدة الشركات على البقاء وزيادة الرواتب من دون ان تزيد الأسعار، لأن اليوم عندما تذهب إلى أي سوق لتشتري أي غرض فإن الدينار أصبح بمقدار المئة فلس والعشرة دنانير كأنها دينار واحد. فما أقول إلا «الله يعين أصحاب الرواتب الضئيلة» والتي لا يمكن أن تبقى في الجيب ولا جزء منها لمدة أسبوع وادعو الجميع إلى نظرة حانية رحيمة إلى هذا الشعب لكي لا يصل إلى حد القهر والحرمان وبدلاً من أن يفكروا في كيفية التطور وحفظ الوطن ومساعدة الناس تراهم يفكرون في كيفية إيجاد لقمة العيش وسد رمق الجوع فيصبح الطيب مجرما والخبيث يزداد اجراما وجشعا. وكفى الله هذا الوطن العزيز والناس الذين فيه البلاء والمحن وجعلهم يستبقون إلى الخيرات، وفي مصاف باقي الشعب.
علي عبدعلي
نحن بنو الإسلام عشاق الشهادة قد ميزتنا التضحيات مع الإرادة نحن الذين نجرع الأعداء ذلا إن أعلنوا حرباً وفيها لا هوادة نمشي إلى الجبهات قدماً دون خوف أبداً ولا نخشى بها حرب الإبادة نلقى غمار الموت مبتسمين ثغراً فكأنما الحرب الضروس لنا سعادة نلوي على جيد العدو الموت قهراً مثل الفتاة بجيدها تلوى القلادة ما أعلنت حرب مدمرة علينا إلا وقد كانت لنا فيها السيادة تأبى الجيوش نزالنا فتفر رعبا وإذا نجى أحد فتلك له ولادة تخلو ميادين النزال فلا نلاقي خصماً يسل بوجهنا يوماً نجادة فننازل الموت الزوآم بكل بئس فيفر مندحراً فنستلم القيادة نملي إرادتنا متى شئناً وأنى وكأن (عزرائيل) مسلوب الإرادة فلنحن قلناها بمطلع ما كتبنا (نحن بنو الإسلام عشاق الشهادة)
عارف القشعمي
من الجنوب يكتب القلم ويأخذ عزته من الشموخ والإباء ومن دماء الشهداء الطاهرة الأبية التي سطرت ملاحمها الفدائية الجهادية في صميم الصمود الأبدي ويشق طريقه في الخيال الأدبي العربي الذي يقترف منه مياه الحياة للأمم والشعوب العربية. إنه الجنوب الطير الذي يرفرف في سماء الحرية على رغم زلازل اليهود المحتلين فاتخذوه مسلكاً في حياتكم لتعيشوا كرماء.
عبدالله جمعة
عرب إحنة ولا ندري ابعربنه توحدنه ولاكن في لحدنه ويا قلبي من الصدعات بس عاد ومن حر القهر ياما شربنه شعب يصرخ وطيف الموت يمه نشاهد بس ونحكي ما شاهدنه أسف يا ناس حالتنه صعيبه بني صهيون يقتل في عربنه تخدرنه ولا نقدر نساعد تطبعنه مع الكافر وضعنه عربنه يا عرب ماتت عربنه ذبحنا الخوف والدنيه خذتنه
خليفة العيسى
تعتبر جريمة القتل من ابشع واخطر الجرائم التي شهدتها البشرية إذ يتجرد مرتكبها من دينه ومبادئه وخلقه وأحاسيسه ويرتدي ملابس الظلم والبشاعة واللاإنسانية ويصبح الجاني سببا في إزهاق روح إنسان من دون وجه حق، فيقتل شخصا بريئا كان له الحق في الاستمتاع بهذه الحياة مع أفراد عائلته واقربائه قال تعالى: «ولا تقتلوا النفس التي حرم الله الا بالحق» (الأنعام: 151) وقد حمت القوانين كافة الإنسان من أي اعتداء عليه سواء كان اعتداء مادياً أم معنوياً وشددت على عقوبة مرتكبي جرائم القتل وذلك بتنزيل اقصى عقوبة كالإعدام أو السجن المؤبد وغيرهما من العقوبات. .. ولكي تتحقق قيام جريمة القتل في وجه الجاني لابد من توافر أركانها وهي:
محل الجريمة (الإنسان)
يجب ان تقع جريمة القتل على إنسان حي حتى لو كان مريضا مرضاً مزمناً لا يمكن علاجه أو كان يتعذب من هذا المرض أو شخصاً كبيراً في السن.
(الركن المادي)
لقيام جريمة القتل يجب أن يأتي الجاني بفعل مادي يؤدي إلى إزهاق روح إنسان وهو سلوك غالبا ما يكون حركيا كالطعن بالسكين في القلب أو خنق المجني عليه أو وضع سم في الطعام ويتحقق بعد ذلك موت المجني عليه وهو الأمر اللازم لقيام الجريمة أي اكتمال الجريمة بوفاة المجني عليه، ويجب أن تكون الوفاة بسبب هذا الفعل المادي وليس من شيء آخر كوفاة المجني عليه بنوبة قلبية قبل قتله.
(الركن المعنوي)
يعتبر الركن المعنوي من أهم الأركان في جريمة القتل فبه تثبت إدانة الجاني على اقترافه للجريمة أو تبرئته، ومعرفة ما اذا كانت الجريمة مقصودة (القتل العمد) أوغير مقصودة (القتل الخطأ) فتكون الجريمة عمدية عندما يقدم الجاني على التخلص من شخص ما عن طريق إزهاق روحه فهنا تتجه إرادته إلى إتيان هذا الفعل، ألا وهو ارتكاب جريمة القتل في حق إنسان بريء من دون وجه حق إذ إن القانون يتجه إلى قصد الجاني وقت ارتكاب الجريمة وهو نية القتل.
موقف قانون العقوبات البحريني من القتل العمد
مادة( 333 ) «من قتل نفسا عمدا يعاقب بالسجن المؤبد أو الموقت». «وتكون العقوبة الإعدام إذا وقع القتل مع الترصد، أو مسبوقا بإصرار، أو مقترنا أو مرتبطا بجريمة أخرى، أو اذا وقع على أحد أصول الجاني أو على موظف عام أو مكلف بخدمة عامة أثناء أو بسبب تأديته وظيفته أو خدمته، أو إذا استعملت فيه مادة سامة أو مفرقعة». وقد جاءت العلة من تشديد العقوبة على مرتكبي جرائم القتل في قوانين العقوبات لكي يحصل الجاني على جزائه لما اقترفه من جرم في حق إنسان كان له أن يعيش حياته اليومية ويزاول مهنته ويستفيد منه المجتمع، ومن جهة أخرى كان لابد من إلقاء أقصى العقوبة على الجاني وذلك حتى تطمئن عائلة وأقارب المجني عليه بأن الجاني قد حصل على العقوبة التي تتناسب مع فعله الإجرامي كالإعدام أو السجن المؤبد أو المؤقت وذلك بحسب ظروف وملابسات الجريمة، وحتى تكون رادعة للغير ليفكر ملياً قبل اقتراف الجريمة التي تؤدي به في النهاية إلى حرمانه من كل حقوقه والتي قد تصل إلى حرمانه من حياته.
وزارة الداخلية الثـقافة الأمنـية
العدد 1443 - الجمعة 18 أغسطس 2006م الموافق 23 رجب 1427هـ