الخال حسن سيار
ارجعتني الذكرى يا خالي إلى سنوات بعيدة إلى ذلك الزمان والمكان إلى بيتنا الكبير الذي نشأنا وترعرعنا فيه والذي يقع بفريق الفاضل (منطقة الحياج) بيت أجدادنا وآبائنا، بيت والدتي الذي تقاسمتما نصيبها ولم يتبق لنا منه شبر واحد.
ارجعتني الذكرى يا خالي إلى تلك السنين وطفولتها لأسترجع ذكريات فرحها وهيامها عندما كنا براعم صغيرة نسرح ونمرح في ساحة بيتنا نحن أبناء عائلة سيار من الأب والأم: زينب وعلي وعبدعلي وزهرة وسلمان وليلى وأحلام، في ذلك البيت فتحت عيني على اسمك الخال حسن المكافح من أجل الوصول إلى غايته فقد اقتحمت الكثير من المهن التي تحتاج إلى الشجاعة والإقدام وعلاقاتك الاجتماعية الواسعة التي كنت تتمتع بها بين كل أطياف المجتمع، رجل قوي ذو شخصية عصامية تعمل الخير وتساعد الفقير والضعيف فإلى جانب مهنتك ميكانيكي سيارات كنت تجيد مهنة تركيب أنابيب المياه وتسليكها بمهارة واتقان كذلك مهنة الكهربائي فقد اشتهرت بها مثلما اشتهرت في بعض الألعاب الشعبية وكنت ماهراً فيها ومتفوقاً على الغير بخفة يديك ونزاهة عقلك كلعبة الكيرم والكيس كنت تملك سيارة جيب ودراجة نارية في زمن يندر وجودها عند الغير، هذه بعض من صفاتك وأعمالك الخيرة، صفات قل من يتحلى بها من بعدك.
لقد مضى على رحيلك يا خالي عامان ومازلت أتذكرك فأنت الخال حسن سلمان سيار الذي أناديه في كل لحظة ولا أستطيع التخلي عنك حياً أو ميتاً، كنا مرتبطين ببعض وأكرمتني بعطفك وحنانك الأبوي «فكل ما بداخلك كان ينبض حباً ورخاء».
فعلى رغم ما أعطيت وأوفيت به فإن المرض رفض ان يتخلى عنك يا خالي، لقد بدأ الشحوب يدب إلى وجهك وقد تراخى جسمك القوي وحقيقة إنك كنت تحاول دائماً ان تكون أقوى من المرض لكن مشيئة الله تعالى كانت هي الأقوى.
ذكريات يا خالي لا يمكن نسيانها فمعادن الرجال الأصلاء لا تمتحن إلا من خلال المواقف الصعبة، أذكر هذا ربما البعض يصيبه النسيان فلا يعود يذكر أهله ولا أصدقاءه كأنهم قد أصيبوا بداء فقدان الذاكرة.
هذه سطور مبعثرة وآيات عطرة ارفعها إلى روحك الطاهرة فذكرك واجب فقد غرست في قلبي شعلة مضيئة كما أنك علمتني الصبر على الشدائد فإن لم تف سطوري الحالمة هذه فروحي أهديها إليك في يوم ذكراك يوم خطفك الموت عنا في 19 أغسطس/ آب 2006.
لقد اغرورقت عيناي بالدموع وأنا أودعك في ذلك اليوم وها انا أغرق في دموع الذكرى لأودعك من جديد فما أصعبه من وداع أخير. «وداع حبيب لا يعود».
إلى جنة الخلد يا خالي
علي الوادي
هل يُعقل أن تصنف طلبات القبول في الجامعة من دون الأخذ في الاعتبار رغبات الطلبة؟!
نعم، ينبغي أن تكون هناك معايير لقبول رغبة الطالب، ولكن ليس بالصورة التي تسلكها لجنة القبول، بحيث يكون الطالب الذي استطاع أن يجمع ما فوق الجيد جداً أو الممتاز لا يستحق أن يعطى رغبته، إنها والله غاية الإحباط ونتائجه المستقبلية القريبة والبعيدة وخيمة جداً.
إن مثل هذا أو غيره يضعف إحساس المواطن بالأمان والاستقرار، ويدفعه إلى مزيد من اليأس والإحباط.
وإنني إذ أقول كل هذا وهو قول كثير غيري من المواطنين المحبطين، فإننا نستغيث بالقيادة وبالمعنيين، من أجل النظر في عمل الهيئة أو اللجة التي تقوم بتصنيف رغبات الطلبة والتي ترى في نفسها منصفة وحيادية، والحال يحكي خلاف ذلك.
(الاسم والعنوان لدى المحرر)
إنني مواطن أحب وطني وقيادتي، قمت بتدريس ابني ومتابعته حتى استطاع أن ينهي دراسته بمعدل تراكمي 89,9 في المئة، وكان أمله أن يكلل جهده بالتوفيق، فكانت رغبة الولد أن يدرس المحاسبة، إلا أن المصيبة أننا فوجئنا كغيرنا من المواطنين الذين تظلمهم لجنة تصنيف طلبات ورغبات الطلبة بأن رغبة الولد قد غُيّرت لتكون «علوم تطبيقية»، وإنها واللهِ غاية الظلم والإحباط اللذين لا يخفى مدى خطورتهما ونتائجهما السيئة الوخيمة.
إنني أناشد وأستغيث بمن هو محل المناشدة، أن يجعل حلاً لهذه المشكلة المستعصي حلها، إذ تدعي لجنة القبول والتسجيل الظالمة أنها تنصف الطلبة وأنها لا تقبل الواسطة، والثابت أنها عكس ذلك، ولا يمكن أن يحصل إحباط كبير بهذا المستوى لآباء وأبناء مجتهدين مع دعوى الإنصاف، إنها لا تقبل الواسطة هذا صحيح لكن بعد حبك الأمور وإعلان الأسماء.
(الاسم والعنوان لدى المحرر)
عندما يبدأ الحلم يبدأ صغيرا لينمو معنا ويصبح أفعالا وواقعا معاشاً أو حقيقة يراها ويسمع بها الآخرون. هذه الأحلام مهما كان حجمها واستحالة تحقيقها تبقى في مخيلتنا إلى أن فبعضها تكون واقعا يرى. عادة ما يحاط هذا الحلم بالتمنيات يتحقق والاخر يتعثر وسط هذا العالم الذي اشبه ما يكون محيطا ساكنا أو يكون عاصفا في أحيان كثيرة. مشكلة هنا ومشكلة هناك تواجه كل الأحلام التي نريد تحقيقها سائرين قدما نحو الأمام ننظر بآمالنا شاطئ البحر إلى الأفق البعيد لتغدو أحلامناً واقعاً نراه أو يكون كالسراب كلما نقترب منه يختفي ليظهر ثانية وثالثة وفي أماكن متفرقة لنسير خلفه لعلنا نصل إلى الماء أو تحقيق أحلامنا التي نريدها.
لا لن يكون حلمي سراباً أنهك وأنا ألاحقه أو يضيع وسط أمواج البحر ومشكلات لا تنتهي ولن يضيع وسط المستذئبين بلا رأفة عليّ تذكر، أيموت حلمي وسط هؤلاء أم أبقى شامخا صلبا لا يهز بهبة نسيم أو عاصفة أسعى وراء حلمي الكبير لعلي أصل إليه ليكون على أرض الواقع جبلاً شامخاً لا يتأثر بزلزال ولا مطر هكذا يجب أن أكون، أكافح من أجل حلمي لأبقى ويبقى مدى الحياة.
فلاح حسن
هذه قصة شعب
عزف لحن الحياة
سائراً نحو الجهاد
لا يبالي بالطغاة
شامخاً مثل الجبال
فهو رمز للأباة
سائراً للمجد يعلو
كالخيول العاديات
يكتب الأشواق شعراً
في سطور الصفحات
كاسراً كل القيود
هازماً جيش العداة
قد أراهم كل ذل
عند سكب العبرات
إنهم لفي جحيم
قد أذيقوا الحسرات
كل هذا من إمام
سيد في المكرمات
قد رأينا منه نوراً
يشهد بالتضحيات
عبدالله جمعة
العدد 1455 - الأربعاء 30 أغسطس 2006م الموافق 05 شعبان 1427هـ