العدد 3478 - الخميس 15 مارس 2012م الموافق 22 ربيع الثاني 1433هـ

تدقيق في صلات محتملة بين الكونجو وأنشطة اقتصادية لحزب الله

منحت جمهورية الكونجو الديمقراطية امتيازات مربحة لاستغلال الغابات لشركة يسيطر عليها رجل أعمال لبناني يدير شركة أخرى تفرض عليها الولايات المتحدة عقوبات باعتبارها واجهة لحزب الله. وقد تتسبب هذه الامتيازات التي أصدرتها وزارة البيئة الكونجولية عام 2011 لشركة ترانس-إم والتي اطلعت عليها رويترز في تعقيد جهود واشنطن الرامية لتقييد ما تقول انه أنشطة اقتصادية متنامية لحزب الله اللبناني في افريقيا.
وتتضمن هذه الامتيازات تأجيرا لمدة 25 عاما لمئات آلاف الهكتارات من الغابات المطيرة في البلد الواقع في وسط افريقيا وهي ثاني أكبر "رئة" للعالم بعد غابات الأمازون.
ويقول خبراء في الغابات إن تلك الامتيازات يمكن أن تحقق إيرادات تبلغ مئات الملايين من الدولارات على مدى 25 عاما إذا جرى استغلالها بالكامل. ويسيطر رجل الأعمال أحمد تاج الدين على شركة ترانس-إم. ويدير أيضا شركة كونجو فوتور التي تقول الحكومة الأمريكية إنها واجهة لحزب الله.
وتقول كونجو فوتور إن من أنشطتها تجارة الأخشاب. وفرضت وزارة الخزانة الأمريكية عقوبات على كونجو فوتور عام 2010 قائلة إن الشركة جزء من شبكة شركات يسيطر عليها إخوة تاج الدين الثلاثة قاسم وحسين وعلي وإن هذه الشبكة وفرت تمويلا بملايين الدولارات لحزب الله.
وتهدف العقوبات إلى منع التحويلات المالية الدولارية المرتبطة بهذا الثلاثي في إطار جهود أمريكية واسعة النطاق للتصدي لما تعتبره واشنطن نشاطا اقتصاديا متناميا لحزب الله في افريقيا. وتصنف واشنطن حزب الله "ضمن أخطر المجموعات الإرهابية في العالم".
وينفي حزب الله الاتهامات الأمريكية بأن له صلة بعمليات غسل أموال وتجارة دولية في المخدرات.
ويقول أحمد تاج الدين الذي ليس مستهدفا بعقوبات الخزانة الأمريكية إن إخوته ليست لهم حصة في كونجو فوتور أو ترانس-إم وإن الشركتين لا ترتبطان مباشرة بعضهما ببعض وليستا واجهة لنشاط حزب الله.
وقال لرويترز في وقت سابق من الشهر "أنا صاحب حصة الأغلبية في كلتا الشركتين. "أنا أسست كلتا الشركتين بمعزل عن الأخرى ... إخوتي ليس لهم علاقة بالشركتين."
لكن برقيات دبلوماسية أمريكية مسربة كتبت عام 2000 تنقل عن أحمد تاج الدين قوله إن كونجو فوتور أنشأت ترانس-إم التي توصف أيضا على الموقع الالكتروني لهيئة الاستثمار الرسمية الكونجولية بأنها "شركة تابعة" لكونجو فوتور.
وقال مسؤول أمريكي يراقب الكونجو طلب عدم كشف هويته "السؤال للحكومة الكونجولية هو هل تريد حقا أن تواصل التعامل مع شركة مرتبطة بمنظمة إرهابية؟" وأبلغ المتحدث باسم وزارة الخزانة الأمريكية جون سوليفان رويترز أنه إذا كانت ترانس-إم مملوكة بنسبة الأغلبية لكونجو فوتور فإن العقوبات ستستهدفها. لكنه أحجم عن التعليق على وضع أحمد تاج الدين وترانس-إم في الوقت الحالي. وقال "الخزانة لا تعقب على إجراءات محتملة لتطبيق القانون."
وتسبب امتيازات الغابات التي حصلت عليها ترانس-إم حرجا لحكومة الرئيس جوزيف كابيلا الذي تولى فترة رئاسية أخرى بعد انتخابات العام الماضي التي قالت الولايات المتحدة إن "عيوبا خطيرة" شابتها. وقال سيرافيم نجويج مستشار الرئيس كابيلا لرويترز إن الحكومة الأمريكية لم تخطر حكومة الكونجو رسميا بأي مزاعم بشأن الامتيازات.
وقال إنه مستعد للمساعدة "لكن يجب أن يكون هناك دليل." وقال ليوبولد كالالا ندجيبو كاليما المستشار القانوني لوزارة البيئة الكونجولية في بيان رسمي إنه ما من دليل ملموس على أن ترانس-إم لها دور في أنشطة حزب الله وأكد أن الامتيازات ليست لها علاقة بشركة كونجو فوتور.
لكن مطبوعة عن الغابات يمولها الاتحاد الأوروبي في عام 2011 أشارت إلى كونجو فوتور بأنها "الشركة الأم" لترانس-إم. وصرح موظفون في كونجو فوتور وشريك فيها اتصلت بهم رويترز بأن تران-إم "شركة تابعة" لكونجو فوتور ومملوكة للإخوة تاج الدين جميعا. ويخشى المسؤولون الأمريكيون أن تصبح الكونجو التي يجعلها موقعها في قلب افريقيا مهمة لاستقرار القارة ملاذا آمنا لممولي حزب الله الذين يحاولون الاستفادة من ضعف القيود التنظيمية المالية في عملاق السلع الأولية الافريقي.
وقال مسؤول أمريكي طلب عدم كشف هويته "لدينا بواعث قلق كبيرة بشأن كل الدول الضعيفة لاسيما أماكن مثل الكونجو ... الاهتمام هنا في واشنطن كبير للغاية."
وفي العام الماضي سلطت السلطات الأمريكية الضوء على أنشطة حزب الله في افريقيا بالكشف عن تحقيق لإدارة مكافحة المخدرات يزعم أن حزب الله المدعوم من إيران ضالع في أنشطة لغسل أموال في غرب افريقيا مرتبطة بتجارة المخدرات والسيارات المستعملة.
وتقول وزارة الخزانة الأمريكية إن عائلة تاج الدين تعمل في أنشطة العقارات وتصدير الألماس ومتاجر التجزئة وتصنيع المواد الغذائية في أنجولا وجامبيا وسيراليون والكونجو منذ سنوات عديدة. وتوجد في غرب ووسط افريقيا جاليات لبنانية مستقرة منذ زمن طويل. لكن الاهتمام الأمريكي بعائلة تاج الدين ازداد عام 2003 حين داهمت الشرطة البلجيكية مكاتب شركة يديرها قاسم تاج الدين في مدينة انتويرب واتهمتها "باحتيال ضريبي على نطاق واسع وغسل أموال والاتجار في ألماس من مصادر مشكوك فيها". لكن لم يجر توجيه اتهامات رسمية في بلجيكا.
وفرضت وزارة الخزانة الأمريكية عقوبات على قاسم تاج الدين عام 2009. وفي 2010 فرضت عقوبات على حسين تاج الدين وعلي تاج الدين الذي تقول إنه كان يوما قائدا من قادة حزب الله في لبنان. وتقول وزارة الخزانة إن حسين وعلي من أكبر ممولي حزب الله في افريقيا. وأحجم مسؤول في حزب الله عن التعقيب على الاتهامات الأمريكية.
وحين فرضت الخزانة الأمريكية عقوبات على بعض شركات العائلة في 2010 حظرت على المواطنين الأمريكيين التعامل معها. لكن بعض الشركات واصلت العمل بحرية في الدول التي توجد فيها مثل كونجو فوتور.
أبدت إسرائيل أيضا قلقها بشأن ما تقول إنها مصالح مالية متنامية لحزب الله في افريقيا. وأبلغ رون بروسور سفير إسرائيل لدى الأمم المتحدة مجلس الأمن الدولي الشهر الماضي أنه قلق على وجه الخصوص لأن غرب افريقيا أصبح "مركزا" لحزب الله. لكنه لم يشر إلى وسط افريقيا أو الكونجو.
ولا يزال رجال أعمال إسرائيليون أقوياء يتمتعون بعلاقات طيبة مع الرئيس كابيلا ولاسيما دان جرتلر تاجر الألماس الغني الذي يسيطر على عدة مناجم ومصالح أخرى في الكونجو يدير العديد منها من خلال شركات خارجية.





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 1 | 3:41 م

      الرصاصي

      ما شاء الله على هالمنجزات الهائلة لهذا التنظيم الكبير اعتقد ان سر نجاح الحزب هو في دقته ودقة اعماله حيث بالعلم والعمل والاستفادة بكل ذوي القدرة والمقدرة والخبرة والاهم من ذلك كله الايمان الاقوى استطاع بان يخوض وينجح في كل مجال هو حدده كهدف ابتغاه

اقرأ ايضاً