العدد 3481 - الأحد 18 مارس 2012م الموافق 25 ربيع الثاني 1433هـ

جديد الكاتب مؤذن... «مدينة النصوص»

عن منشورات دار التوحيدي للطباعة والنشر صدر للناقد والباحث عبدالرحيم مؤذن كتاب «مدينة النصوص» نصوص درامية للمسرح. وهي مجموعة نصوص مسرحية كتبت في مراحل تاريخية متباعدة. وقد وقع الكاتب عبدالرحيم مؤذن إصداره الأخير بفعاليات المعرض الدولي للنشر والكتاب الدارالبيضاء شهر فبراير/شباط 2012.

ويضم الكتاب النصوص المسرحية الآتية: «الأعمى والمقعد»، «مقاولة الحجر»، «ابن بطوطة وتابعه ابن جزي»، و»حيث العميان في هذا الزمان».

في تقديمه للإصدار الجديد يؤكد الباحث المسرحي سالم اكويندي أن يشتغل مبدع متعدد الاهتمامات على إنتاج وإبداع نصوص درامية للمسرح، يعتبر انفتاحاً على أفق آخر في العملية الإبداعية. ولا تعني لفظة آخر إلغاء لإنتاجية النص في هذه العملية، بقدر ما هو إضافة نوعية في هذه الاهتمامات التي يشد إليها عبدالرحيم مؤذن اشتغاله الجديد. ومؤذن يمتلك ناصية هذا الخطاب في إبداعاته السردية؛ إذ دربة المتخيل وتمرس الكتابة يسعفانه على إعادة «الاقتباس» بنوع من التجاوز في توظيف معنى الاقتباس والذي لا نتوخى منه إلا هذا الانتقال النوعي في الكتابة الإبداعية والتي تتجلى أكثر عندما نجد مبدعنا يعطينا توصيف النص الدرامي (المسرحي يتطلع للعرض..).

نتبين التيمات المراد تناولها، وما يمكن اعتباره اقتراحاً في تداول الخطابات بين الشخصية، والتي تنبثق منه كذلك بعض اهتمامات الكاتب، والتي تسعف المخرج، وفريق العمل الدراماتورجي على تحديد منتظرات النص ومقترحاته؛ إذ يحيلنا مثلاً عنوان ابن بطوطة على أدب الرحلة، وهذا جانب من الإحالة العنوانية كما أن نص المقعد والأعمى يحدد كعنوان لعائقين اثنين هما: العمى والكساح. وهذان العائقان أساسيان في القيام بالحركة: المشي مثلاً والتنقل، ولهذه الحركة شبيهة بالحركة الأولى التي لم تكن عائقاً أمام ابن بطوطة، على رغم أن محكي رحلات ابن بطوطة تحيلنا في متخيلنا التراثي السردي على الحكي المضاعف أي السفر عبر الآخر، وهي تيمة المحكي الذي لم يحكه لنا ابن بطوطة في سيرته التي تقدم في هذا التراث كسيرة غيرية. لكن، السيرة الغيرية وكما يعيد حكايتها ابن جزي تحتفي ليظهر ابن جزي ليس ككاتب يوميات ابن بطوطة بل كدافع له لمعانقة أهواء العصر، إن ابن جزي يماثل في نظرنا الكاتب بما هو الذي كتب، لا يعني أن الكاتب هو خالق لعوالمه وشخصياته، وهنا يأتي النص الدرامي الأعلى في هذه المجموعة والممهورة بمدينة النصوص، أليست الموضحات الإخراجية هي مكمن وجود صوت الكاتب وسلطته وهذه الموضحات في هذا النص (مدينة النصوص) تشير لما يشبه أسطورة الخلق، والخلق في سيرته الأولى هو الشاعر والقاص والروائي والرسام والممثل، ألم يبدأ الله الخلق بتعليم الإنسان الأسماء، تم جاء القتل والغيرة حيث التعليم مرة أخرى يعنى مشهدياً/ مسرحياً لموارة جثة هابيل التراب بإيحاء من الغراب، وهنا يكون مؤذن متخيل مدينته؛ إذ تأتي نصوصه وكأنها شخصيات تتحرك أليس في المثن السردي ما يعيدنا الى سيرتنا الأولى والملاحظة نفسها نجدها في نص مقاولة الحجر التي كلها إيحاء لما يمكن لرد الفعل أن يحدثه، وفي الوقت نفسه نستحضر سيرة العميان في هذا الزمان حيث لا يكون الناظم بين هؤلاء العميان إلا الإبداع والخلق العميق لما يحتمل أن يكون لا وعينا الجمعي.

العدد 3481 - الأحد 18 مارس 2012م الموافق 25 ربيع الثاني 1433هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً